رياضة

النجم الأرجنتيني غابرييل باتيستوتا .. “باتي غول” قاهر شباك الكبار

رغم كثرة النجوم الذين أنجبتهم الأرجنتين وأصبح بعضهم رمزا كرويا خالدا في عالم كرة القدم سواء مع المنتخب أو مع أنديتهم، إلا أن الأبرز على الإطلاق برأي الكثيرين هما الملك مارادونا والقناص باتيستوتا.

والطريف في مسيرة هذا النجم أن بداية حياته الرياضية كانت في كرة السلة لحد سن السابعة عشرة ثم تحول بعدها إلى كرة القدم حيث التحق في نادي “نيولز أولد بويز” في موسم 1988/1989، ولعب معهم 24 مباراة وسجل 7 أهداف.

وفي موسم 1989/1990 انتقل إلى نادي ريفر بليت، ولعب معهم 21 مباراة وسجل 17 هدف، لكنه بسبب مشاكله مع مدرب الفريق اضطر إلى الانتقال إلى نادي بوكا جونيورز في موسم 1990/1991 ولعب معهم 34 مباراة وسجل 13 هدف.

وفي عام 1991 كان نقطة تحول رئيسة في مسيرة هذا النجم عندما انتقل إلى نادي فيورنتينا الايطالي الذي قضى فيه فترة طويلة استمرت 9 سنوات تألق فيها بشكل كبير، ونال شهرة واسعة من خلال تسجيله لأهداف.

و اعتبر أفضل هداف في تاريخ الدوري الإيطالي برصيد 354 هدف من 387 مباراة، وتعتبر الفترة الطويلة التي قضاها في نادي فيورنتينا قصة بحد ذاتها ، نتيجة عشق الجمهور الكبير له.

ويعشقه جمهور فيوررنتينا لأنه رفض جميع الإغراءات من اكبر أندية العالم بسبب حبه للنادي وجمهور الفيولا الذي بادله الحب لدرجة أنه صنع له تمثالا في مدينة فلورنسا معقل نادي فيورنتينا.

وأصبح باتيستوتا أسطورة فلورنسا لكنه رغم طول الفترة في نادي فيورتينا لم ينجح بالحصول على الفوز بلقب بطولة الدوري لكنه عوض ذلك عندما انتقل إلى روما حيث حصل على بطولة الدوري بقيادة المدرب الشهير فابيو كابيلو.

أما عن مسيرته مع المنتخب الأرجنتيني فقد ظل فترة طويلة الهداف التاريخي للمنتخب الأرجنتيني بتسجيله 56 هدفا في 78 مباراة دولية قبل أن يتفوق عليه ليونيل ميسي أفضل لاعب في العالم أربع مرات.

وخلال وجود “باتي غول” في المنتخب نالت الأرجنتين 3 ألقاب 2 منها كوبا أمريكا في عامي 1991 و 1993 وكأس القارات في عام 1992.

وباتيستوتا هو الوحيد من لاعبي منتخب الأرجنتين الذي ينفرد بهذا التميز كما أنه يعتبر اللاعب الوحيد الذي استطاع تسجيل ثلاثة أهداف “هاتريك” في نسختين من كأس العالم، ضد اليونان في كأس العالم في أمريكا 1994، وضد جامايكا في كأس العالم في فرنسا 1998.

ومن الطرائف أنه سجل الهدف الثالث في مونديال 1994 من ضربة جزاء، والهدف الثالث 1998 من ضربة جزاء أيضا وجاء الهدفان في نفس التاريخ يوم 21 حزيران من نفس العامين.

ومن الذكريات المؤلمة في حياة هذا النجم قصة إصابته حيث عاش بسبب ذلك كابوسا مروعاً انتهى الجزء الأسوأ منه ، لكن تفاصيله يبدو أنها لم ولن تترك قريبا عقل هذا الأسطورة الذي صال وجال في الكالتشيو كثيراً ، حيث وجد نفسه في نهاية المطاف عاجزاً أمام هذا الكابوس الذي كاد يتسبب في ألا يتمكن هداف فيورنتينا وروما وإلانتر من السير على قدمه مجدداً.

وتتلخص القصة على لسان باتيسوتا كما ذكرها لصحيفة لاجازيتا ديللو سبورت أنه شعر بألم شديد في قدمه لكن الأمر لم يكن مجرد ألم فقط شعر في هذه اللحظة أنه غير قادر على الحركة حيث، توقف عن الحركة تماما وبدأ الألم في ازدياد وعلى الفور قام بالذهاب إلى الطبيب لكن ما حدث في عيادة الطبيب كان قصة أخرى حيث خاطبه باتيستوتا قائلا من فضلك ،اقطع قدمي.

تفاجأ الطبيب بتلفظ باتيستوتا بهذه الكلمات ويبدو أنها لم تكن مجرد كلمات فالألم وصل إلى ذروته، ولم يكن الأرجنتيني قادرا على تحمل المزيد فما كان من الطبيب إلا أن رد عليه قائلا : باتيستوتا ، أنت مجنون.

ويقول حاولت أن أعتمد على كاحلي لكن الأزمة كانت أكبر من ذلك بكثير ،عندما قررت أن أترك كرة القدم لم يعد لدي غضاريف أو أوتار قوية ، كان وزني يزداد حتى أصبح 86 كيلو جراما وكان كل هذا الوزن يضغط على عظامي وشعرت بالموت ثم بدأت في التحسن ببطء.

هكذا وصف كابوسه المروع الذي أكد أن الجزء الأسوأ منه قد انتهى، و بدأ في التحسن الآن لكن صحيفة لاجازيتا ديللو سبورت الايطالية لم تنسى أن تشر إلى أن ما عاشه باتيستوتا في تلك الأيام أنها كان مأساة حقيقية.

خاصة بعد تصريحاته التي قال في بعضها طلبت من الطبيب روبيرتو أفانزي أن يقطع ساقي الاثنتين بسبب الألم.

‏وأضاف “تركت كرة القدم بالكثير من الأضرار، لأنني لا أستطيع أن أمشي، أستيقظ وسريري مبلل، على الرغم من أن الحمام يبعد عني ثلاثة أمتار”.

وبالنسبة للجدل الدائر بين المقارنة بين مارادونا وميسي كان له رأي مهم ويقول في هذا الصدد : ميسي ربما من الناحية الفنية والمهارية يساوي أو ربما يتفوق على مارادونا، لكن من ناحية الحضور والكاريزما فإن التفوق واضح لصالح مارادونا.

ويضيف بالقول: بالنسبة لي كان مارادونا هو الأفضل، لأنه يمثل الأرجنتين في كثير من الأشياء، ليس فقط في كرة القدم، لقد حلق بنا إلى النجوم، وجلب لنا كأس العالم ولديه الكاريزما، كما كان لديه موهبة وخيال غير عادي.

ويضيف أن جاذبية مارادونا ليست لدى ميسي فقد كان دييجو قادراً أيضاً على تحريك الملعب بأكمله والجماهير، وكان الجميع يراقبه، لقد لعبت معه وأستطيع أن أقول إنه كان حاسماً ومهما جدا في الفريق وكان لديه سحر خاص.

وختم رأيه بالقول مارادونا هو أفضل من يمثل كرة القدم الأرجنتينية أفضل من أي شخص آخر، حتى لو لم أوافق على العديد من الأشياء التي يفعلها خارج الملعب بسبب أسلوب حياته، ولكن هذا لا يهمني، علاقتنا جيدة جدا، وبالنسبة لي سيظل هو الأعظم على الإطلاق.

ومن أقواله المهمة أيضا “لا أريد أن العب مع الفرق الكبرى لكن أريد أن أسجل في مرماهم وأواجه أحسن مدافيعهم وحراسهم”.

وخضع نجم الكرة الأرجنتينية إلى عملية جراحية دقيقة يوم الثلاثاء 17 أيلول 2019، استبدل خلالها مفصل كاحل القدم الأيسر.

وقال باتستوتا (50 عاما) في تغريدة “متفائلة” على حسابه الرسمي “تويتر”: “مرت المرحلة الأولى، الكاحل الأيسر الصناعي حقيقة واقعة، والآن نحن مقبلون على التعافي. شكرا لكم على الكثير من الحب والقلق”.

يذكر أن النجم غابرييل باتيستوتا من مواليد 1 شباط 1969 اشتهر بلقب “باتي غول” لعب بعد احترافه خارج بلاده الأرجنتين مع أندية فيورنتينا وروما والانتر وختم حياته الكروية في النادي العربي بقطر وأعلن اعتزاله في عام 2005 .

تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى