علوم وتكنولوجيا

الحمل التعاطفي .. عندما يصاب الزوج بأعراض حمل زوجته

إن انتظار العائلة لمولودها الجديد يعد من أكثر التغيرات غرابة على الزوجين في حياتهما الأسرية، وفي حالة غريبة، عرفها الأطباء باسم “متلازمة كوفاد”، أو “نفاس البعل” يشعر فيها الزوج الذي ينتظر قدوم الطفل، بالأعراض الفيزيولوجية والنفسية والجسدية للحمل.

ويبين أطباء فريق “ميد دوز” الطبي لتلفزيون الخبر، أن الزوج في حالة “كوفاد” أو الحمل التعاطفي، يعاني من “أعراض نفسية كالذعر، الهذيان، الفصام، الاكتئاب، محاولة الانتحار، فرط النشاط والحركة، مما يؤدي أحياناً إلى زيادة نسب حالات الطلاق والانتحار خلال فترة ما بعد الولادة”.

ويضيف الأطباء أن المصابون بالمتلازمة “يصل الحال بالبعض إلى التهرب من الوضع، حيث كان الآباء يختفون خلال فترة حمل ومخاض زوجاتهم، ويعودون بعدها بفترة”.

وتعود الأسباب برأي الأطباء “لما يمثله الحمل من حالة شديدة لكلا الزوجين، الشدة تسبب انطلاق مواد كيميائية في الجسم تؤدي إلى ظهور الأعراض الودية من غثيان وإقياء، إمساك، تطبل في البطن، غازات، تهيج الكولون، وغيرها من الأعراض”.

يضاف لما سبق بعض العوامل التي ساهمت “تدني الوضع الاجتماعي والمادي، انخفاض المستوى التعليمي، إدمان الكحول”.

وتشكل الأعراض النفسية آنفة الذكر السمة الرئيسية لهذه المتلازمة، إضافة لأعراض هضمية كالغثيان، الإقياء، ألم وانتفاخ البطن، تغير في الشهية والوزن، إلى جانب انخفاض الرغبة والقدرة الجنسية لدى الرجل (فالشدة أيضاً تنقص من مستوى التستوستيرون عند الرجل).

ويلفت الأطباء إلى أن الحالة “تؤثر بشكل كبير على علاقة الرجل الأسرية، حيث قد تدفعه المتلازمة إلى خوض شجارات دون سبب، إدمان الكحول، التهرب من المسؤولية والهرب من المنزل وخاصة خلال فترة الولادة، ومن الأعراض النفسية التي يعاني منها المرضى تغير عادات النوم، القلق والاكتئاب”.

ويشرح الأطباء أنه “لحسن الحظ فإن متلازمة كوفاد هي متلازمة مؤقتة وغير خطيرة، حيث أشارت الدراسات إلى أنّ أفضل الحلول لتخفيف الأعراض لدى الآباء هي بإجراء مقابلات معهم وإخضاعهم لجلسات علاج نفسي خلال فترة انتظارهم للمولود الجديد”.

مضيفين “أنّ التعبير عن مخاوفهم والتنفيس عن غضبهم ومخاوفهم يمكن أنْ يكون له تأثير كبير على التخفيف من حدة المتلازمة”.

يشار إلى أن جلسات النقاش والاجتماعات بين الآباء الذين يعانون المشكلة ذاتها تساهم في تحسين الحالة النفسية والاجتماعية والجسدية لديهم بشكل كبير، فتؤدي إلى اختفاء الحالة أو الحد من شدتها.

الجدير بالذكر أن تسمية هذه المجموعة من الأعراض بـ (نفاس البعل) تعود إلى عام 1865، وذلك بواسطة العالم إدوارد تايلور، وهو عالم انثروبولوجيا (علم الإنسان)، انكليزي الأصل.

تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى