سوريين عن جد

في الذكرى الرابعة لاستشهاد.. الشيخ البوطي في سطور

 

4 سنوات مضت على اغتيال العلامة الشهيد الشيخ محمد سعيد رمضان البوطي على يد “ثوار الغفلة” الذين غافلوه وهو يلقي درساً دينياً في مسجد الإيمان بدمشق، غير مكتفين بالانفجار الذي تعرض له منبره بل ليتم طعنه أيضاً بشكل حاقد على يد أحد “دعاة الدين” بتاريخ 21 آذار من عام 2013.

وكان الشيخ البوطي المفتي العام للجمهوية العربية السورية سابقاً يعرف عنه موقفه من الأحداث التي كانت في أولها بسوريا بسعيه الدائم لتوعية المواطنين لعدم الإنقياد وراء الدعوات مجهولة المصدر التي تحاول استغلال المساجد لإثارة الفتن والفوضى في سوريا، وكان البوطي يصف المظاهرات بأنها “باتت تؤدي إلى أخطر أنواع المحرمات”، وهي الفتنة.

وحاول البوطي مراراً تقريب وجهات النظر وتهدئت النفوس وتوعية من سيقوا من الشباب للمظاهرات بأساليب مزيفة وكاذبة، في بداية الأحداث، محزراً مراراً وتكراراً من ما يمكن أن يؤدي إليه عدم الوعي والانجرار وراء الدولارات والمحفزات التي كانت تقدمها جهات مجهولة المصدر للتحريض على الدولة السورية.

والشيخ البوطي ذو الشعبية والمحبة الواسعة التي يملكها بين أهالي سوريا، تعرض قبل استشهاده بفترة لهجوم شديد من قبل “مشايخ الثورة” الذين قالو عنه أنه “عميل” بمجرد أنه وقف في صف بلده سوريا ورفض رائحة البترودولارات التي عرضت عليه.

وظل البوطي مرابطاً في دمشق واستمر على مبادئه رغم كافة الأعداء الذين كانوا يتربصون به، وحتى لحظة تعرض منبره للتفجير، قام البوطي رغم أوجاعه ليعدل عمامته الموضوعة على رأسه وينتصب، إلا أن “ثوارنا الدينين” سارعوا لطعنه عبر شخص توجه إليه، لينصرف بعدها بسرعة تاركاً البوطي والدماء تسيل من رأسه.

والشيخ محمد سعيد رمضان البوطي هو من تولد 1929م، من قرية “جليكا” التابعة لجزيرة ابن عمر المعروفة بجزيرة بوطان، والتي تقع على ضفاف نهر دجلة عند نقطة التلاقي بين حدود سوريا والعراق وتركيا.

ولما بلغ من العمر أربعة سنوات هاجر مع والده ملا رمضان البوطي إلى دمشق في عام 1933م بسبب “اضطهاد أتاتورك”، وتزوج البوطي وهو في الثامنة عشر من عمره، وله من الأولاد ستة ذكور وبنت واحدة.

ويعتبر البوطي عالم متخصص في العلوم الإسلامية، ومن المرجعيات الدينية الهامة على مستوى العالم الإسلامي، وحظي باحترام كبير من قبل العديد من كبار العلماء في العالم الإسلامي، كما أن لديه العديد من الكتب القيمة والتي تتخطى الـ 60 كتاباً في علوم الشريعة، والآداب، والتصوف، والفلسفة، والاجتماع، ومشكلات الحضارة، كان لها أثرٌ كبيرٌ على مستوى العالم الإسلامي.

وشغل البوطي العديد من المناصب الأكاديمية في حياته، فبعد حصوله على الشهادة من جامعة الأزهر عين معيداً في كلية الشريعة بجامعة دمشق ثم أُوفد إلى كلية الشريعة من جامعة الأزهر للحصول على الدكتوراه في أصول الشريعة الإسلامية وعين مدرساً في كلية الشريعة في جامعة دمشق، ثم أصبح أستاذاً مساعداً، فأستاذاً.

وفي عام 1977م عُيّن عميداً لكلية الشريعة، ثم رئيساً لقسم “العقائد والأديان”، وخلال هذه الفترة وحتى عام 1981 كان بعيداً عن المحافل العامة، وكان مكتفياً بالمجال الأكاديمي.

واشترك البوطي في مؤتمرات وندوات عالمية كثيرة، وحاضر في معظم الدول العربية والغربية من أبرزها محاضرته في مجلس البرلمان الأوروبي في ستراسبورغ عن حقوق الأقليات في الإسلام سنة 1991، كما شارك كمستشار في بعض لقاءات المجمع الفقهي الإسلامي.

وكان البوطي أيضاً عضواً في هيئة المحاسبة والمراجعة للمؤسسات المالية الإسلامية، وعضواً في جمعية نور الإسلام في فرنسا وعضواً في مؤسسة آل البيت للفكر الإسلامي في عمّان، وفي المجلس الأعلى لأكاديمية أكسفورد، وعضواً في المجلس الاستشاري الأعلى لمؤسسة طابة بأبو ظبي، كما تولى إمامة الجامع الأموي بدمشق والإشراف على النشاط العلمي فيه، بالإضافة لكونه رئيس اتحاد علماء بلاد الشام ومفتي الجمهورية العربية السورية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى