العناوين الرئيسيةتعليم

“VTeacher”منصة تعليمية عن بعد من ابتكار سوري لإتمام التعليم في زمن “كورونا”

منذ أن بدأ العالم يدخل في حالة الطوارئ بعد انتشار فيروس “كورونا” المستجد، أعلنت العديد من الدول عن إطلاق صفوفها بشكل الكتروني، لتمكن الطلبة من إتمام دروسهم، دون الحاجة إلى الذهاب للمدارس أو الجامعات تجنباً للعدوى.

وبالرغم من عدم تسجيل أي حالة إصابة بفيروس “كورونا” حتى تاريخه في سوريا، اتخذت الحكومة السورية عدة إجراءات احترازية لمنع انتشار الفيروس ومنها إيقاف الدوام في المدارس والجامعات لمدة تزيد عن ثلاثة أسابيع.

ومن هنا، جاءت فكرة الشاب السوري، وليد شايب، في إنشاء منصة تعليمية مجانية عبر استخدام البرمجيات مفتوحة المصادر، لتحقق تواصل ما بين المعلم وتلاميذه في ظل الظروف الاستثنائية التي يعاني منها العالم.

ويذكر، وليد شايب، المختص بتطوير مواقع الويب، لتلفزيون الخبر، أن “فكرة منصة “VTeacher” بدأت كفكرة فردية، بعد ما بدأت عطلة المدارس والجامعات في لبنان، (قبل سوريا).

وتابع ” وفكرت بطريقة عملية تتيح للطالب والمعلم التفاعل سوية بطريقة سلسة، فتوجهت إلى برمجية “Moodle” مفتوحة المصدر، ومن خلال إعادة تركيبها وصياغتها قليلاً تصبح متاحة بشكل مجاني أمام المعلمين”.

وترجع أهمية منصة “VTeacher” إلى “الوقت الذي خلقت فيه، وإلى كونها مساحة سهلة التعامل وسريعة لإتمام التعليم خلال الفصل الحالي، وتلعب دور نقص البنية التحتية للتعليم عن بعد الذي لا مجال حالياً تداركه بسرعة، لذا وجد فريق المتطوعين لحل مكان النقص في التحويل بين الشكلين التعليميين”.

وتابع شايب “خلال 48 ساعة كانت المنصة جاهزة للتسويق بعد تركيب وشراء المستلزمات، وبدأت طلبات التطوع بأعداد كبيرة، لتقديم الخدمات اللازمة للمعلمين ومساعدتهم على تحويل دروسهم الكلاسيكية إلى أخرى الكترونية تفاعلية”.

ووصل عدد المتطوعين إلى “400 متطوع، وسجل أكثر من 50 معلم لمختلف المراحل الدراسية المدرسية والجامعية، ليصل عدد الطلاب المتوقع حتى الآن إلى 2500 طالب، وهو عدد قابل للزيادة حتماً، كما ستطلق في الأيام المقبلة التطبيق الخاص بالمنصة على الهاتف ليتمكن الطالب من الوصول إليها بشكل أسرع وأسهل”.

وتنبع أهمية المنصة من كونها “سهلة الاستخدام، ويمكن رفع الدروس عليها بعدة أشكال سواء أكانت نصوص، صور، مقاطع مصورة، بالإضافة إلى ميزة مطالبة المعلم بالوظائف، وإجراء الاختبارات للطلاب، وفتح حلقات حوارية نقاشية معهم حول أي موضوع، كما تضمن المنصة استقلالية كل صف، عن الآخر، واختيار المعلم للأساليب التي تناسبه”.

ويشرح شايب آلية عمل المنصة “حيث يسجل الأستاذ عبر استمارة الانضمام، تصله بعدها مقاطع فيديو توضح كيفية استخدام المنصة، ثم يتم إنشاء حساب خاص للأستاذ، متضمناً بياناته، وبذلك يكون صفه الخاص، ويضم طلابه إليه، ويرفع عليه كل المحتويات التي تحتاج دروسه إليها بمساعدة المتطوعين المؤهلين للمساعدة في تلك الخطوات”.

ويكمل “كذلك الأمر بالنسبة للطالب، فله حسابه الخاص، فيه اسمه وبياناته، وترسل له عبر البريد الالكتروني دعوة عند إضافة أستاذه وظيفة أو درس أو اختبار، ليقوم بمتابعتها”.

وحتى تعامل الطلاب معها بسيط، فيمكن له إما حل الوظيفة الكترونياً، أو على دفتره الورقي، والقيام بتصويرها بالكاميرا مثلاً ورفعها على المنصة، كما له الخيار في طرح الأسئلة حول الدرس، او التعليق على النقاط التي يريدها”.

وتراعي المنصة، بحسب شايب “سرعات الانترنت المختلفة بالنسبة للطالب، والمعلم، وعلى هذا الأساس يمكن للمعلم أن يختار الطريقة التي تتناسب وسرعة الانترنت وخدمات الاتصال المتاحة لديه، بدءاً من النص وصولاً للبث المباشر”.

ويرى شايب أن “تحويل التعليم من الطرق التقليدية، إلى الالكترونية، أمر بسيط، يعتمد في الدرجة الأولى على المعلم، ومهاراته في شرح الدرس، وتبسيط المعلومة، وفي ظل وجود الأدوات التكنولوجية، كالموبايل والكاميرا، ليصور المعلم درسه، فإن باقي ما تبقى ليس بالأمر العسير خاصة مع وجود المتطوعين المتأهبين لتقديم كامل الدعم المطلوب للمعلم”.

ويشير شايب إلى أن “المنصة هي بالتأكيد حل مؤقت في الوقت الحالي الاستثنائي، وهي أشبه باستجابة في حالة الطوارئ، وأؤكد استمرارها طيلة الحاجة الضرورية لها، أما لاحقاً فمن الممكن أن تتوقف بسبب تكاليفها المترتبة على طرحها بهذه الطريقة، أو تحويلها تخدم قطاعات معينة كتعليم اللغة الإنكليزية مثلاً”.

يشار إلى أنه خلال العطلة المستمرة حتى 2 نيسان المقبل، قررت وزارتي التربية والتعليم، والتعليم العالي والبحث العلمي، فتح المواقع الالكترونية الخاصة فيها، لإتمام الدروس ومساعدة الطلبة على الاستفادة من الوقت خلال تعليق الدوام، مع اتخاذ إجراءات أخرى تناسب كل مرحلة دراسية لإتمام مناهجها، مع التأكيد على عدم إلغاء الفصل الدراسي.

لين السعدي – تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى