الجمعيات الخيرية في سوريا: جمعيات اللاذقية عاجزة ومدير الشؤون الاجتماعية يرفض التعليق
مع قدوم فصل الشتاء وغلاء المعيشة، أصبح تأمين حاجات الأسرة هماً ثقيلاً في ظل الارتفاع الجنوني للأسعار الذي استهدف كل شيء باستثناء دخل المواطن الذي بات يختنق من كثرة اتباع “شد الأحزمة”.
بين ألبسة وأحذية ومؤونة ومازوت وغيرها، تعددت الحاجات الأساسية أمام مقدرات المواطن القاصرة على انتقاء الأكثر الحاحا باعتبارها ضروريات للعائلة، مع غياب دور فاعل وحقيقي للجمعيات الخيرية في اللاذقية .
جمعيات عاجزة
رغم وجود 109 جمعيات خيرية في محافظة اللاذقية، إلا أن معظمها عاجز عن مساعدة العائلات المحتاجة، فيما العدد القليل الباقي لا يستطيع أن يغطي جميع الاحتياجات المتزايدة على مساحة المحافظة.
عدد كبير ممن التقاهم تلفزيون الخبر في اللاذقية اشتكوا من “غياب أي دور فاعل للجمعيات الخيرية في المحافظة”، مطالبين “بتفعيل دور أكبر للجمعيات الخيرية، لكي تحقق الدور الأساسي الذي تأسست لأجله ولاسيما مساهمتها المفترضة في خدمة المجتمع”.
حسام طالب ماجستير في جامعة تشرين, قال: “من الإجحاف الحكم بصورة عامة على أداء الجمعيات الخيرية بسبب تفاوت أدائها، حيث تختلف كل جمعية عن الأخرى بحسب كفاءة الإدارة وبيئة العمل وحجم الدعم الذي تتلقاه”.
وأضاف حسام: “هناك مساعدات واضحة لعدد من الجمعيات الخيرية لا يمكن لأحد أن يتجاهلها، حيث تحقق أهدافها الانسانية في مساعدة المحتاجين، لكن في الوقت نفسه هناك عدد كبير من الجمعيات التي لم يرتقِ أداؤها إلى المستوى المطلوب لتحقيق الأهداف التي أنشئت من أجلها والتزمت بها عند حصولها على الترخيص”.
غياب الكفاءات
يرى أيمن “طبيب” أن “أهم أسباب ضعف أداء الجمعيات هو عدم وجود الأشخاص ذوي الكفاءات الراغبين في تفعيل خطط وبرامج تلك الجمعيات، وعدم فاعلية إدارات تلك الجمعيات وقدرتها على وضع وتنفيذ خطط وبرامج هادفة”.
وأضاف شارحاً: “الخلل في هيكلة الجمعيات وضعف الدعم والإيرادات يشتتان شمل المستفيدين من الجمعيات الخيرية”, واصفاً “كثرة الجمعيات في المحافظة بأنها عديمة الفائدة”.
وبرأي أيمن أن “من أهم عوامل نجاح الجمعيات الخيرية، تشجيع الشباب الراغبين بالعمل التطوعي للعمل بإخلاص وشغف، وليس الطامحين للعمل فيها لمجرد أنها وظيفة”.
جمعيات وهمية
نهلة “ربة منزل” ترى أن ” بعض الجمعيات الخيرية لا تقوم بمهامها في المحافظة كما المفروض منها, وأن استهدافها للمحتاجين ينقصه الكثير”, مدللة “بوجود عائلات كثيرة بحاجة لا تصلها أي مساعدات رغم تسجيل أسمائهم سواء لدى الجمعيات أو المخاتير”.
رحاب “موظفة” شاطرت نهلة الرأي، وأشارت إلى أن “الجمعيات في محافظات أخرى كالشام مثلاً لها دور كبير في مساعدة المحتاجين حيث تقوم بتوزيع الألبسة الشتوية والأحذية في بداية كل شتاء، إلا أن الكثير من الجمعيات في اللاذقية اسم فقط”.
قلة الدعم المادي
بدوره بيّن عضو المكتب التنفيذي المختص للشؤون الاجتماعية في اللاذقية عبد الحسن شروف لتلفزيون الخبر أن “بعض الجمعيات الخيرية حققت الأهداف المرجوة من إنشائها حيث استفادت أسر محتاجة كثيرة من وجود هذه الجمعيات بتحقيق تنمية اجتماعية تعكس اهتمام الدولة بالمجتمع وذلك وفق التزاماتها التي تعهدت بها”.
وأضاف شروف: “في الوقت ذاته, هناك جمعيات ربما لم تصل إلى الهدف المنشود منها، وذلك لعدة أسباب، أهمها قلة الدعم المادي”.
وحسب شروف، “الجزء الأكبر من هذه الجمعيات ليس فاعلاً بالشكل المطلوب والمأمول منها”، مبيّناً أنّ “نسبة الجمعيات الفاعلة لا تتجاوز 30% من أصل 109 جمعية موجودة في المحافظة”.
وأوضح شروف أن “مكتب الشؤون الاجتماعية في المحافظة مهمته الإشراف على هذه الجمعيات ومتابعة عملها، ويتم الاطلاع المستمر على واقع هذه الجمعيات”.
كما يتم خلال الاجتماعات دراسة ضوابط ومحددات عمل لها من خلال مديرية الشؤون الاجتماعية والعمل التي تشرف مباشرة على عمل هذه الجمعيات”.
وحول الاستعدادات التي تتجهّز بها الجمعيات الخيرية في اللاذقية لفصل الشتاء, أشار شروف إلى أن “ذلك يعود إلى التنسيق بينها وبين مديرية الشؤون الاجتماعية والعمل باعتبارها المشرفة على عملها”.
بدوره، رفض مدير الشؤون الاجتماعية والعمل عمار أحمد التعليق على عمل الجمعيات الخيرية في المحافظة، وطلب التواصل مع المكتب الإعلامي لوزارة الشؤون الاجتماعية والعمل.
تلفزيون الخبر