لأن الحياة تستمر..سوريات تلجأن لحيل لمواجهة ارتفاع أسعار الألبسة
تشهد أسواق دمشق ارتفاعاً كبيراً في أسعار الألبسة الشتوية مقارنة بما كانت عليها أسعار البضائع على اختلاف أنواعها في الأعوام السابقة و شملت موجة الغلاء جميع أنواع الألبسة “النسائية والرجالية والولّادية” على اختلاف الأعمار والمقاسات.
اقتناء الملابس .. حلم
وأصبح اقتناء الملابس حلماً بعيد المنال بالنسبة للمواطن ذو الدخل المحدود، حيث بات ينظر إلى شراء الملابس الشتوية على أنه من “مكملات الحياة” جراء الغلاء الفاحش، حيث تحول التسوق من متعة إلى عبء .
ومع الوضع الاقتصادي الحاد الذي أصابت سهامه الكثيرين، ونقص السيولة المادية، بدأت فكرة إصلاح الثياب الشخصية القديمة بإطالة فترة استخدامها.
وذلك عن طريق تعديل المقاس أو التصميم وتجنب رمي الملابس و الحقائب والأحذية لتلقى الفكرة رواجاً لدى بعض السوريات، فيما البعض الآخر تقمن بشرائها من الأسواق الشعبية.
قالت لين طالبة جامعية لتلفزيون الخبر :”اليوم كل شيء تغير وبات من الصعب رمي ما كنت أعتبره عتيقاً من ألبسة وأحذية طالما أن إمكانية إصلاحه متوافرة، فالإتيان بآخر جديد بات من المستحيلات لأن سعره تضاعف ثلاثة أضعاف عما كان في السابق”.
وتابعت قولها :”حتى أيام الحرب كان الوضع أفضل مما هو عليه اليوم رغم بشاعتها ومرارتها فالأوضاع الاقتصادية كانت أفضل بكثير من هذه الأيام”.
أما مرام، فقالت: إنها “أصبحت أعتمد على إصلاح الملابس القديمة، كإدخال إكسسوارات، ما يغيّر في شكلها ويوحي بأنها جديدة، وبات تبادل الألسبة بيني وبين أختي واقعاً لا مفر منه”.
وأشارت رغد إلى أنها “أصبحت تلجأ إلى إصلاح الأحذية التي لا تزال في حال جيدة من خلال التغيير في شكلها لتلائم الموضة وهكذا تربح حذاء جديد من دون أن تدفع رقماً خيالياً”.
أفين، أم لطفلتين، تعرف جيداً أهمية المظهر والمال في نفس الوقت، تقول:” بهدف توفير النفقات وتخفيف العبء عن كاهلي اعتمدت على تبادل الألبسة التي لا تزال في حالة جيدة بين طفلتي “.
وقالت جيهان، ربة منزل، إنها :”تقوم بالتبرع بملابس أولادها بعد غسلها وكويها بهدف مساعدة بعض العائلات بسبب الظروف المعيشية الصعبة “.
أما ميساء، فلفتت إلى أنها “لا تشتري إلا الحقائب والألبسة الغالية التي تحمل الماركات العالمية وعللت ذلك بأنها تدوم فترة أطول وتعطي مظهر أنيق”.
حركة الاسواق “للفرجة”
قال محمد صاحب محل ألبسة إن :”حركة المواطنين في الأسواق مقتصرة على “الفرجة” والاستمتاع بمناظر الألبسة المعلقة والسؤال عن الأسعار، ولكن دون الشراء”.
وتابع قوله: “هناك فتيات تدخلن المحل تبحثن عن أقل سعر للقياس وفتيات أخريات تكتفين بالفرجة والسؤال عن الأسعار “.
وكان رئيس القطاع النسيجي، مهند دعدوش، بشر المواطنين، بتصريحات إعلامية سابقة، بارتفاع أسعار الألبسة الشتوية ثلاثة أضعاف عن العام الفائت بحجة ارتفاع أسعار جميع مستلزمات إنتاجها من المازوت الصناعي واليد العاملة والضرائب.
وبلغ متوسط سعر البنطال الرجالي نحو 40000 ليرة، والكنزة الرجالية 30000 ليرة، والقميص الرجالي 20000 ليرة كحد أدنى، والبيجامة الشتوية الرجالية ب50000 ليرة، وبالطبع الأسعار تختلف وفقاً لبعض المعطيات: المحل التجاري، ونوعية القطعة، وحسب مكان السوق أيضاً.
ولكن الأسعار الأكثر لهيباً كانت لألبسة الأطفال، حيث بلغ سعر الطقم الولادي والبناتي حدود 30000آلاف ليرة سورية، وبلغ سعر البنطال الولادي 20000ليرة.
أما الألبسة النسائية البيجامة الشتوية النسائية أصبح سعرها 65000 ليرة، وهناك أنواع أقل سعراً يصل إلى 35000 ليرة، وهناك بحدود 25000 ليرة، وبلغ سعر الكنزة القطنية النسائية نحو 20000 ليرة.
يشار الى أن كسوة الشتاء من الضروريات التي يجب تأمينها مع بداية هذا الفصل المليء بالأعباء والمتطلبات حيث تحول التسوق من متعة إلى عبء على المواطنين وخاصة ذوي الدخل المحدود.
ويقف المواطن حائراً بين تأمين حاجيات أسرته من آجار المنزل، وتأمين مونة الشتاء، والمستلزمات المدرسية، وغيرها من الالتزامات.
فيرا العمر – تلفزيون الخبر