حلب تودع الدكتور “عمر الدقاق” أحد أكبر أعلام الأدب السوري
توفي في مدينة حلب يوم الإثنين واحد من أهم شخصيات الحياة الأكاديمية والثقافية والأدبية السورية، وهو العلامة الدكتور عمر الدقاق، العميد الثاني في كلية الآداب بجامعة حلب.
ويعتبر الدكتور الدقاق واحداً من أكبر الشخصيات الأدبية السورية التي عملت بصمت، وتشهد له العشرات من الإنجازات والإسهامات في مؤتمرات وملتقيات حول اللغة والأدب داخل وخارج سوريا.
وأسس العلامة مع زملاء له كلية الآداب بجامعة حلب، وساهم في اختيار أساتذتها الكبار ووضع المنهج العلمي لها.
كما كان عميداً لها، يؤمن بأن المعرفة لا تقتصر على تلقي الطالب المعلومات من مقعده الدراسي فحسب، بل يجب عليه أن يتصل بالحركة االثقافية ورواد الثقافة.
ومن ذاك الإيمان كانت كلية الآداب في حلب نواة للحركة الثقافية، حينما حولها الدكتور إلى مهرجان ثقافي وأدبي أسبوعي وشهري استضاف كبار الشعراء والمفكرين مثل عمر أبو ريشة ونزار قباني ومحمود درويش والشاعر القروي وغيرهم.
كما يعد الدكتور الدقاق من الأعضاء المؤسسين لاتحاد الكتاب العرب عام 1969، وانتخب عضواً في مجلس اتحاد الكتاب العرب المركزي، مع ترؤسه فرع اتحاد الكتاب العرب بحلب لعدة أعوام. ورئاسة تحرير مجلة عاديات حلب 1975 الصادرة عن معهد التراث العلمي العربي.
وشارك الدقاق في تحرير مجلة “بحوث جامعة حلب”، وكان عضواً في لجنة النثر بالمجلس الأعلى للفنون والآداب، إضافةً لعمله بوظائف كثيرة تضاف لما سبق، أبرزها رئيس قسم اللغة العربية بجامعة قطر وعضو الجمعية السورية لتاريخ العلوم عند العرب.
ويملك الدكتور الدقاق /40/ كتاباً منفرداً من تأليفه، مع مشاركته في الأدب واللغة والنقد والآثار بأكثر من /150/ بحث في الدراسات الأدبية.
نعى العديد من الأدباء وأصدقاء والطلاب الدكتور الدقاق، بما فيهم وزارة الثقافة السورية، معبرين عن حزنهم وأسفهم على خسارة أحد أعلام الأدب السوري.
وكتب الدكتور في اللغة العربية نضال الصالح عبر صفحته الشخصية على “فيسبوك”: “فوجئت بخبر رحيل أستاذي في جامعة حلب الدكتور عمر الدقاق، الذي تتلمذت له في السنة الرابعة من المرحلة الجامعية الأولى، ثم تشرّفت بمشاركته في تحكيم رسالتي ماجستير وأطروحتي للدكتوراه”.
وأضاف: “قبل ما يزيد على عشر سنوات كتبت مقالاً بعنوان: “عمر الدقاق.. الوجه الآخر”، وعنيت الإنسان الذي لا يعرفه سوى المقربين منه، وكنت واحداً منهم.
ومنذ ما يزيد على اثنتين وعشرين سنة وأنا أحتفظ بقصاصة ورق بخط يده هي تقويمه للبحث الذي نلت بموجبه شهادة دبلوم الدراسات الأدبية العليا، مباهياً به، وموقناً بأنّ الزمن لن يجود على الجامعات السورية برجل مثله”.
يذكر أن الدكتور عمر الدقاق من مواليد مدينة حلب عام 1927، وحاصل على إجازة اللغة العربية ودبلوم التربية من جامعة دمشق، وماجستير من معهد الدراسات العربية العالمية بالقاهرة.
تلفزيون الخبر