اتحاد الكرة يعلن “أوكازيون” 50 % على عقوبات جميع اللاعبين المسيئين في سوريا
لم يكد يجف الحبر عن عقوبات اتحاد كرة القدم الشجاعة بحق اللاعبين المسيئين في فريقي تشرين والوحدة، والذين وتروا أجواء كأس السوبر، حتى أصدر اتحاد كرة القدم قرارا بتخفيض مدة جميع العقوبات المتخذة قبل تاريخ الإثنين إلى النصف.
وبعد مواجهة ساخنة بين بطلي الموسم الماضي، زاد من حرارتها التصرفات الصبيانية من بعض لاعبي الفريقين، ضرب اتحاد كرة القدم بسيف عقوباته القوي، ليوقف من الوحدة كل من مؤيد الخولي سنة كاملة، عبد الرحمن بركات 6 مباريات، مصطفى بورصلي مباراتين، ومحمد مرمور من تشرين 4 مباريات.
واستبشر السوريون خيرا بالقرارات لعلها تجعل اللاعب يفكر مرات عدة قبل أن يقدم على تصرف مسيء، خاصة وأنها تأتي بعد شهرين من عقوبات مماثلة لست وثمان مباريات رسمية تواليا على لاعبي الوحدة مؤيد عجان وعلي رمال، لاساءتهما لنادي الاتحاد الحلبي وجماهيره الكبيرة.
إلا أن ما يمكن أن يسمى”نصف العفو الكروي”، الذي أقر الاثنين، بدد تفاؤل جماهير كرة القدم في سوريا، وجعل هيبة اتحاد كرة القدم برمتها، مثار شك لدى المتابعين، لتكثر التساؤلات عن جدية اتحاد الكرة في محاربة ظاهرة العنف الرياضي.
ويعد نادي الوحدة أبرز المستفيدين من تخفيض العقوبات، كون 5 من لاعبيه أربعة منهم أساسيون، سيعود ليستفاد من خدماتهم تباعا، والتي لم يفقدها أصلا سوى في مباراتين في الدوري حتى الآن.
كما سيستفيد تشرين من خدمات نجمه محمد مرمور في مباراتين هامتين قادمتين مع الفتوة والحرية، قبل مواجهة هامة مع الوحدة قد تشكل منعطفا لكليهما، ليدخل كابتن الفريق في الفورمة جيدا قبل اللقاء الهام، علما أن الكثير من جماهير تشرين تمنت عدم إلغاء العقوبات كي لا يستفيد الوحدة من خدمات لاعبيه في المواجهة بينهما .
ويأمل الجمهور الكروي أن يكون عفو الاتحاد من شيم الكرام، أي عند المقدرة فعلا، وليس عند المعذرة والاضطرار لتخفيف التوتر بين ناديين جماهيريين فقط، قبل قرابة شهر من مواجهتهما بالدوري، على مبدأ “تبويس الشوارب، ولا يموت الديب ولا يفنى الغنم”.
كما أن التخفيض في مدة العقوبة، يعد تساهلا واضحا مع أي لاعب مسيء مهما كان ناديه الذي يمثله، فاللاعب يجب أن يدرك أن للعقوبة هيبة ومكانة كي يهابها ويفكر ألف مرة قبل الإقدام على تصرف من شأنه أن يخلف مواجهة دموية بين أنصار الأندية، فمن أمن العقوبة أساء الأدب.
ويشكل إقرار نصف العفو، تصديقا لكلام الشارع الرياضي السوري، عند إصدار العقوبات سواء من عقوبة شعيب العلي (بتهمة اختلاق أخبار كاذبة) وصولا لعقوبة عبد الرحمن بركات، حين انتشرت المقولة الشهيرة “بكرا بيحرموهن لعبتين بس وبيطلع عفو بمناسبة اي عيد جاية ويادار ما دخلك شر”.
وإن كانت معظم الاتحادات الكروية تصدر عفوا عن العقوبات بحق لاعبيها، فإن للعفو شروطا قد تكون مثلا مرور فترة طويلة على إقرارها، وليس العفو عن المخطئ دون تنفيذ العقوبة سوى لمباراتين أو ثلاث.
واللافت كان ما انتشر على منصات التواصل الاجتماعي من قيام جميع اللاعبين المعاقبين “بما فيهم شعيب العلي الموقوف لعام” ، بكتابة منشورات اعتذار وبتوقيت متقارب، وبلغة منمقة وأقرب إلى الأدبية، تناشد القيادة الكروية بالعفو عنهم، فيما بدى وكأنه مخطط مسبق، حيث تنتشر الأعذار، ثم يأتي بعد ذلك “الصفح الجميل”.
وعن هيبة الاتحاد الكروي، يستذكر المتابعون الكرويون كيف بدأ الاتحاد الحالي عهده، بالتساهل مع نص واضح يقضي بخسارة فريق الجيش قانونا حال تواجد مدربه رأفت محمد في أرض الملعب، وهو ما خالفه محمد عندما تواجد في مضمار لقاء فريقه مع حطين.
وانتهى الامر بعدم خسارة فريق الجيش قانونا، رغم وضوح بلاغ الاتحاد انذاك بوجوب الخسارة، والاكتفاء بعقوبة المحمد فرديا.
يذكر أن العفو الرياضي العام الأخير صدر بمناسبة عيد الرياضة في شباط 2020، شاملا جميع العقوبات السابقة عن تاريخه، بما فيها إنذارات اللاعبين وحالات الطرد في المباريات السابقة.
تلفزيون الخبر