ليلة المطرة الأولى: سوريون حوصروا في المنازل وآخرون صعدوا على السيارات.. والبعض تسلح “بالسطل والنشافة”
في كل عام، تفاجأ شوارع سوريا بحلول آخر فصول السنة، لتولد مجدداً أزماته من توزيع الوقود، إلى سيول الشوارع، وانقطاع التيار الكهربائي، وغيرها من الأزمات السورية الشتوية التي باتت متزامنة مع الشتاء.
وما إن هطلت أولى أمطار الموسم فوق دمشق ومناطق أخرى، والتي انتظرها السوريون مطولاً هذا العام، حتى عرت الأمطار ما ستره الصيف، فما كان من المطر إلا أن فضح مشاكل عدد من شوارع العاصمة.
ساعات من الرعب عاشها الدمشقيون بعد أقل من ساعة واحدة على هطول المطر، حتى وجدوا انفسهم أمام مشهد لا مفر منه من فيضان الشوارع والبيوت والمحال.
وكانت منطقة المزة واحدة من المناطق التي كان لها نصيب من الفيضان، وذكر عدد من سكانها لتلفزيون الخبر، ما عاشوه في ليلتهم غير السعيدة، حين حاصرتهم الماء من كل الجهات”.
وقالوا إنه “بعد أقل من ساعة على بدء الهطول المطري، حتى اشتعلت شرارة في بعض من عواميد الكهرباء، ما ادى إلى انقطاعها بشكل مفاجئ”.
وتبع ذلك فيضان عدد من الشوارع، أحدها قرب طلعة الحرش، نهاية خط ال٨٦ مدرسة، ولم يكن المطر هو المسبب الوحيد، بل الريغارات التي أخرج كل مافيها عوضاً عن امتصاص الماء، خلقت أزمة طوفان ملأت الشارع بالمياه الآسنة، غطت جزءاً من السيارات ودخلت المحال المغلقة”.
واندفع الأهالي إلى الشارع “بالسطل، والنشافة” لمنع وقوع ما هو أسوء داخل المباني من المياه التي وصلت لأعلى من مستوى “ركبة” أي شخص تمكن من الوقوف لإيجاد منفذ إسعافي للمياه، حتى أن البعض وقف على أسطح بعض السيارات لتجنب المياه”.
ووصف الأهالي أن “المشهد الذي استمر لساعات، كان شبيهاً بأفلام الرعب، لاسيما مع الظلام الذي “زاد الطين بلة”، حتى اضطر الأهالي لتشغيل أضواء السيارات وتوجيهها للشارع الطائف بالماء”.
وتمكن الأهالي بعد محاولات طويلة من فتح فتحات داخل أحد الجدران لتوجيه المياه إلى اتجاه آخر، فعملت كمزاريب مؤقتة تسمح بخفض منسوب المياه التي بدأت بالدخول إلى المحال والأبنية المحيطة.
وأشار الأهالي إلى أن “كل ما جرى خلال تلك الساعات تم دون تدخل أي جهة، بل من شبان ورجال الحي الذين بادروا لتفادي ما هو أعظم”.
ومع بداية اليوم التالي، بين السكان أن “الشارع غدا عبارة عن شارع طيني موحل، عدا عن تشكل برك ماء واسعة، تكون في كل عام المسبب الرئيسي لحالات إصابة المارة من أطفال وطلبة وغيرهم من المارين بشكل يومي في الطريق إلى ضحايا حوادث السقوط والكسر وغيرها من الإصابات المحتملة”.
وروت إحدى السيدات من القاطنين في الحي، لتلفزيون الخبر أنها “في العام السابق تعرضت لكسر مزدوج في القدم على إثر هذه البرك، ومع استمرار تقديم الشكاوي حولها إلا انها مع كل عام تتكرر وتتشكل من جديد”.
وتساءل الأهالي “كيف يمكن أن يتحول المطر بشير الخير إلى عبء ثقيل، نحمله إضافة لكل الأزمات التي نشهدها اليوم، ألم تكن الأشهر الماضية كفيلة بتجنب كل ما حصل خلال أول هطول على الإطلاق؟!”.
وتابعوا “هل سنضطر طيلة الموسم إلى مواجهة كل هطول مطري بهذه الطريقة من الاستنفار وتوقع الأسوء مرة تلو الأخرى، محملين المسؤولية لمحافظة دمشق التي، كما وصفوها “فوجئت بقدوم الشتاء هذا العام، كما قبله من السنوات الأخيرة”.
ولم تقتصر الأضرار على هذا الحي فقط، بل عامت شوارع الشيخ سعد، وبعض طرقات جبل قاسيون، وساحة الأمويين، ومشروع دمر وعش الورور كذلك”.
ومع وعود مختلف القطاعات بالاستعداد للشتاء بشكل مثالي تفادياً لتحول المدن السورية إلى أشباه مدينة “البندقية” العائمة في إيطاليا.
وضع السوريون أيديهم على قلوبهم خوفاً من مصائب يمكن أن تقع فوق رؤوسهم كما مواسم الشتاء الماضية، فهل تغير الحكومة السورية واقع الشتاء القاسي، إلى آخر أقل بؤسا وهماً وألما؟
لين السعدي- تلفزيون الخبر