أكاديميون يوضحون عبر تلفزيون الخبر أسباب تأخر الشتاء هذا العام
شرح أكاديميون في جامعة دمشق لتلفزيون الخبر، أسباب تأخر فصل الشتاء هذا العام، مؤكّدين أنّ ذلك يعود إلى التغيرات في حركة محور الأرض وفي حركة الضغوط الجوية غير المعتادة والتبدلات في ثقب الأوزون، معتبرين الحديث عن تسونامي في الساحل هو تهويل ولا داعي للهلع.
وأرجعت الدكتورة فاتنة الشعال اختصاص جيومورفولوجي – قسم الجغرافية لتلفزيون الخبر، أسباب التغيرات التي طرأت على المناخ خلال الفترة الماضية، والتي تعود إلى “ميلان محور الأرض ما أدى إلى اختلاف توزيع الأقاليم المناطقية على سطحها”.
وأضافت، “أثرت التبدلات التي حصلت، على ثقب الأوزون، كونه خلال الفترة الماضية كان موسّع إلا أنّه تقلص نتيجة الإجراءات الاحترازية التي رافقت انتشار الكورونا كتوقف المعامل وانخفاض مستوى التلوث”.
وأردفت الشعال، “كما ساهمت حالة عدم الاستقرار التكتوني للأرض والذي يعني حركة الصفائح والزلازل والتسونامي في قاع البحار والمحيطات والتي تؤثر على تبدلات المناخ”.
وأوضحت الشعال، أنّ “المنطقة الساحلية السورية، معرضة لحدوث حركات في الصفائح الموجودة في قاع البحر الأبيض المتوسط، ولكن بدرجة قليلة جداً قد تصل ما بين (3-4) أمتار فقط”.
وبينت الشعال، أنّ “هذه المعدلات بسيطة جداً لا يمكن أن تحدث تسونامي حقيقي والذي يتطلب حدوثه حركة صفائح في أعماق المحيطات تؤثر على حركة الأمواج ما يؤدي إلى ارتفاعها إلى 37 متراً”.
وأكّد الشعال، أنّه “أحياناً يتم التهويل كثيراً في الحديث عن وقوع تسونامي في المنطقة الساحلية ولكن هذا أمر غير دقيق ولا داعي للخوف والهلع، فما قد يحصل هو ارتفاعات في أمواج البحر لا تتعدى 4 أمتار”.
وأضافت الشعال، “هناك أسباب أخرى تتمثل في الحروب وكثرة الانفجارات وانتشارات الغازات السامة والحرائق، كلها أثرت على التغيرات التي حصلت على المناخ”.
من جانبها، أكدت الدكتورة رهف الرواس اختصاص علم المُناخ في قسم الجغرافية، أنّ “تأخر فصل الشتاء هذا العام يعود إلى التغيرات في حركة الضغوط الجوية وهي غير حركة الضغوط الجوية المعتادة”.
وبينت الرواس، أنّ “درجة الحرارة التي مرت بها المنطقة في شهر أيلول الماضي، هي أقوى درجة حرارة منذ خمسين عام، ما شكل تراكم حراري أدى إلى التغيرات على المناخ”.
وأوضحت الرواس، أنّ “منظومة الضغوط الجوية هي المسؤولة عن هذا الاختلاف”، لافتة إلى أنّ “الأمطار عادة قد تنحرف ولكن ليس بهذا الشكل ودخلنا في تشرين الثاني ولا يوجد أمطار في المنطقة”.
وقالت الرواس: ما حصل أنه “من المفترض أن يكون هناك تزحزح للضغوط الجوية نحو الجنوب، لكن هذا العام حصل تأخير، وإلى الآن لا زالت الضغوط شبه المدارية مسيطرة على المنطقة”.
وأضافت، “يوجد حالياً بدايات تمدد للبحر الأحمر والتي من الممكن أن تُحدث هطولات مطرية”، مشيرة إلى أنه “في الأعوام السابقة كان يحصل التمدّد في نهاية أيلول”.
ورأت الرواس، أنّ “هناك احتمالات لامتداد فصل الشتاء في نهايته خلال الأشهر القادمة”، مؤكدة أنه “لا يمكن بناء تنبؤات لفترات طويلة أكثر من أسبوعين وما يزيد عن ذلك هي احتمالات”.
وختمت الرواس بالقول: “أحياناً نلجأ إلى طريقة المقارنة والعودة إلى السنوات السابقة المشابهة للحالة لإسناد الاحتمالات في المناخ”.
موضحة أنه “عام 2018/2019 كان هناك غزارة أمطار ومعدلات هطول كبيرة، وهي أعلى معدل سنوي حصل حينها في معظم المناطق رغم حصول تأخر هطول للأمطار إلى شهر تشرين الأول أيضاً”.
وفيما يتعلق بالتنبؤات الجوية، أكّد المتنبئ الجوي زكريا العيسى لتلفزيون الخبر، أنّه “خلال اليومين القادمين هناك فرصة لهطولات مطرية متفرقة على المنطقة الساحلية”. وأشار العيسى، إلى أنّه “في دمشق من المتوقع أن يحدث ليلاً ويوم غد الأثنين زخات مطرية خفيفة”.
ولفت إلى أنّ “تشكل الغبار يتركز حدوثه في المناطق الجنوبية الشرقية والجزيرة نتيجة وجود تيارات جنوبية شرقية”، مؤكداً أن “شهر تشرين الثاني مبشر للخير”.
ولفت العيسى، إلى أنّ يوم “الأربعاء القادم سيشهد تغيرات في حركة الرياح ما سيزيد من نشاطها ولكن بمعدلات قليلة حالياً”.
قصي أحمد المحمد – تلفزيون الخبر