مدرّس في اللاذقية يقترح مشروعاً عبر منشور على فيسبوك .. والوزير يستجيب
استجابة لمنشور كتبه المدرّس باسل سلطان على صفحته الشخصية في “فيسبوك”، يقترح فيه إنشاء مختبر فيزيائي متقدم وحديث في مدارس اللاذقية، اجتمع وزير التربية مع المدرّس الذي شرح لتلفزيون الخبر تفاصيل اللقاء والمشروع.
وقال سلطان إن “المنشور الذي حظي بانتشار واسع وتأييد كبير، وصل لوزير التربية الذي طلب مقابلتي، مبدياً استعداده لدعمي إلى أبعد الحدود في حال اقتنع بفكرتي”.
وكتب المدرّس في منشوره “برسم وزارة التربية، عرض هام وحقيقي لمدارس اللاذقية، أنا جاهز لإنشاء مخبر فيزيائي متقدم وحديث يحاكي أفضل المخابر المعمول بها في اي مدرسة في (الخليج)”.
مضيفاً “بدون أي أجر ولكن فقط أحتاج ورشة تصنيع وهي موجودة في أي مدرسة مهنية (صناعية) وتأمين المواد، علماً أن تكلفة المخبر ٥٠٠ ألف ليرة وسطيآ (يعني بسعر هاتف من هواتف الطلاب)”.
مبيّناً أنه “سيقوم بتعليم الطلاب أو المدرسين طريقة إنشاء أي جهاز مخبري او صيانته او استخدامه ليكون عونآ للعملية التدريسية مستقبلآ”.
وبيّن المدرّس في حديثه لتلفزيون الخبر أنه “انطلق من فكرة إيجاد طريقة تجعل مادة الفيزياء محبوبة من قبل الطلاب، وتدفعهم للبحث والتجربة العملية فيها، وهي استنساخ لتجربة بريطانية مهمة، هي تجربة مختبر كافندش، الذي أقيم عام 1847، وأنجز آلاف براءات الإختراع”.
وأوضح سلطان “عرضتُ على الوزير تصنيع تجارب ليس فقط من ضمن المنهاج، ولكن من خارجه أيضاً، تساعد على تنمية خيال الطالب وتعزز تجربته”.
وأضاف “يتوجه المشروع في ثلاث اتجاهات، الأول إقامة مخبر يخدم فقرات المناهج الدراسية، ومعرض فيزياء، من أجل أن يتعرف الطالب الذي لا يعرف كمّ تطبيقات الفيزياء في حياتنا، من ألعاب ليزر ودارات إالكترونية”.
وتابع ” وأما الاتجاه الثالث فهو لإقامة مختبر تصنيع خاص بالطلاب المتميزين، لتطبيق الأفكار والتجارب الفيزيائية على أرض الواقع”.
مشيراً إلى أن “المشروع لن يكلف شيئاً، حيث سيعتمد على إعادة تدوير النفايات الإلكترونية الموجودة لدينا، من بقايا دارات وشاشات وغيرها”.
وأمام صعوبة تنفيذ مثل هذا المختبر في كل مدرسة، اقترح سلطان أن يقيم مختبراً أو اثنان في اللاذقية مع بعض المتطوعين، ويكون بإمكان مدرسيّ الفيزياء الإطلاع والتدريب فيه، ويقومون بدورهم بتطبيقه في مدارسهم.
ولفت سلطان إلى أن “وزير التربية وضع تحت تصرفنا المخابر وورشات التصنيع الإلكترونية والكهربائية كافة الموجودة في مدينة اللاذقية، وتكون كمرحلة تجريبية، فإذا نجحت سيقوم بتبنيها بشكل كامل، واذا لم تنجح فسنحاول تطويرها وتجاوز العثرات بدعم من وزارة التربية”.
وعن رأيه بالمناهج التعليمية الحالية لمادة الفيزياء، تأسف المدرّس كونها “لا تواكب التطور الحاصل في العالم، ففي الوقت الذي يستعمل فيه الطالب أجهزة حديثة مزودة بتقنيات متطورة، يدرس في كتب الفيزياء كيفية عمل شاشة التلفاز العادية فقط،
منوهاً إلى أن “المناهج تطورت كأسس رياضية وليس كمواضيع فيزيائية، وستكون مواضيع الكتاب منطلقاً لنا لترميم النقص، وزيادة الحصيلة العلمية بتجارب عملية”.
وعن تجربته الشخصية، قال سلطان أنه “يختار طلابه من الشغوفين بمادة الفيزياء”.
وتخرج المدرّس باسل سلطان من قسم الفيزياء في عام 2010، وأشار إلى أنه “درس المادة بعد عمله لسنوات في صيانة الأجهزة الإلكترونية والكهربائية”.
وعمل سلطان سابقاً كمدرس في جامعة تشرين، وهو حالياً طالب دراسات عليا في قسم الفيزياء الإشعاعية، إلى جانب خدمته الإحتياطية في صفوف الجيش العربي السوري.
رنا سليمان _ تلفزيون الخبر