المايسترو عدنان فتح الله: الموسيقا حاجة في زمن الحروب وليست ترفيهاً
عادت دار أوبرا دمشق لتستأنف نشاطاتها بعد انقطاع فرضته ظروف جائحة كورونا، بإحياء عدة حفلات موسيقية، كانت إحداها أمسية لخماسي “موسيقا من روح الشرق”، مساء الأربعاء 14تشرين أول الجاري.
وعنها قال مؤسس الخماسي “عدنان فتح الله” لتلفزيون الخبر إن “خماسي “موسيقا من روح الشرق”، تشكل منذ أكثر من عامين بهدف الحفاظ على تقديم الأعمال الموسيقية المكتوبة ضمن قوالب الموسيقى العربية مثل السماعي، اللونغا، التحميل، إلى جانب القوالب الحرة في التأليف”.
وأضاف “كما كانت الغاية منه إغناء المكتبة الموسيقية السورية بأعمال جديدة، خاصة بهذا التشكيل الذي يقدم الموسيقى الشرقية بطابعها الصرف”.
مشيراً إلى أنه “وفي هذه الحفلة تم تقديم سماعي كرد وسماعي نهاوند، ولونغا حجاز، وعمل موسيقي بعنوان “عاطفة” وآخر بعنوان “من وحي دمشق”، و”كابريس رقم 1″، وهي من تأليفي، وحلم من تأليف محمد نامق، وغيرها.
وتابع عميد المعهد العالي للموسيقا ” كما تم تقديم الأغاني الشرقية الطربية التي قلما تقدم على مسارحنا، مثل أغنية “يانسمة تسري” لفريد الأطرش، و”الآهات” للسيدة أم كلثوم.
مثلّ جهد عدد من الموسيقيين السوريين أمثال عدنان فتح الله، كمال سكيكر، محمد عثمان، وكنان أدناوي وغيرهم تأكيداً على الهوية الموسيقية السورية، من خلال الإضافة إلى المكتبة الموسيقية العربية في الفترة الحالية وخلال سنوات الحرب.
بين فتح الله أن هذا الجهد يأتي لتعريف الأجيال القادمة على خصوصية التجربة السورية وإبداعاتها التي لم توقفها الحرب، وشكلت نوعاً من المقاومة وتأكيد الوجود السوري المحافظ على شرقيته، والمنفتح على ثقافات العالم الموسيقية في ذات الوقت”.
ولفت المايسترو إلى “أنه أكد بعمله كقائد للفرقة الوطنية السورية للموسيقا العربية، بعد قرار وزاري عام 2013، بإعطاء صفة الدورية للفرقة بحيث تقدم حفل كل شهرين، على مسرح دار الأوبرا.
كما أكد على أهمية صون التراث السوري وتقديمه بطريقة أكاديمية تعنى بالتفاصيل، وطرح تجارب إبداعية جديدة في مجال التأليف والتوزيع الشرقي الأوركسترالي واحتضان الكوادر الموسيقية البشرية صاحبة المشاريع”.
منوهاً إلى أنه “حصلنا لليوم على حوالي من 45 إلى 50 عمل من شباب مؤلفين سوريين رسموا هوية خاصة بهم بعد دراستهم في المعهد العالي للموسيقى، وأسقطوا دراستهم على الموسيقى الشرقية بهدف تطويرها”.
كما أوضح “أن تكرار الحفلات وزيادتها يؤكد على ترسيخ هذه المشاريع والتفات الناس إليها أكثر، ورفع ذائقتهم الموسيقية”.
وعن تأثير الحرب على المشهد الموسيقي السوري، أشار فتح الله إلى خسارة عدد من خريجي المعهد العالي للموسيقى بسبب السفر.
ولفت إلى أنه وبعد أن كان اعتماد المعهد العالي للموسيقى في تدريس آلات الاختصاص على الخبراء الروس، أصبح الاعتماد على كوادر سورية وطنية، حافظت على المستوى المميز للمعهد العالي وحاولت سد العجز والنقص ونجحوا بذلك”.
لافتا إلى أن “هؤلاء الخريجين أصبحوا مشاركين رئيسيين في أي عمل يقدم في الدار”.
وأكد فتح الله أنه “في زمن الحروب والكوارث تصبح الموسيقا والثقافة حاجة وليست شيئاً كمالياً أو ترفيها، والإيمان بتأثير الموسيقا كحالة مجتمعية وإنسانية وصحية للهرب من ضغوط الحياة واللجوء إلى تغذية الروح بالموسيقى التي تقوم بدور المرمم للنفس”.
مذكراً بأنه “حتى خلال سنوات الحرب والقذائف التي كانت تتساقط قريباً من الدار كان الحضور يتجاوز ال60 بالمئة، وفي أحيان كثيرة يكون كاملاً.
وإيمان الناس يمنح الموسيقيين طاقة للاستمرار وتأدية واجبهم في زرع حالة الموسيقى لدى الأطفال، ومساهمتهم في العطاء وتأهيل كوادر من الأجيال القادمة”.
وأبدى فتح الله أسفه لعدم وجود أي مشاركات دولية للفرق الوطنية حالياً بسبب العقوبات المفروضة على سوريا.
وأشار إلى أنه يتم التفكير حاليا بإحياء حفل الخماسي في السويداء، إلى جانب خطط لإحياء حفلات في اللاذقية وطرطوس، وقريباً حفل للأوركسترا في حلب، إلى جانب السعي للتواجد في كافة المحافظات.
يذكر أنه شارك في أمسية “موسيقا من روح الشرق “: عدنان فتح الله (عود)، محمد نامق (تشيللو )، جورج طنوس (كمان)، مازن حمزة (إيقاع)، حكم خالد (قانون) بمشاركة المغنيين: سيلفي سليمان وريان جريرة وذلك على مسرح الدراما في دار أوبرا دمشق.
رنا سليمان _ تلفزيون الخبر