“صباح ناصر”.. بائعة متجولة كسرت العادات العشائرية في الحسكة
كثيرة هي الحالات التي دفعت بالعديد من السوريين للإبداع والعمل والتحدي، في ظل ظروف الحرب التي تعيشها البلاد منذ سنوات ،ومن هذه الحالات، حالة السيدة صباح محمد ناصر من سكان مدينة الحسكة.
صباح كسرت المألوف وتجاوزت العادات والتقاليد العشائرية وزجت بنفسها بالعمل من أجل أسرتها وأمها المسنة المريضة و المقعدة.
تقول صباح ناصر لتلفزيون الخبر “قررت البدء بعملي الخاص لمساعدة زوجي وأسرتي المكونة من طفلة صغيرة وأمي المسنة المريضة ، خصوصاً بعد أن رزقني الله بـ “زينب”، والتي زاد قدومها للحياة تكاليف مالية كثمن للحليب و الفوط، فبدأت ببيع السكاكر و مأكولات الأطفال أمام المنزل”.
تتابع صباح حديثها”بعدها استخدمت عربة طفلتي الصغيرة لحمل المواد و المأكولات وبيعها للأطفال في خيم النازحين القريبة من حينا (حي خشمان) بمدينة الحسكة، حيث كنت أدفع العربة بيد ، وأحمل (الطرمز) بيد أخرى وهي مبردة صغيرة أضع فيها المشروبات الغازية”.
تضيف “زاد من همومنا حدوث انفجار الشاحنة المفخخة، عند دوار خشمان قبل خمسة أعوام ،والقريب من منزلنا والذي أدى لحدوث أضرار كبيرة فيه ما دفعني بشكل أكبر لتوسيع عملي لمساعدة زوجي وأسرتي الصغيرة”.
“فقررت شراء الدراجة ذات ثلاثة عجلات والتي تسمى في لهجتنا “الطريزينة” بعد أن عرض علي صاحبها القديم وهو جارنا في الحي بشرائها بمبلغ ( 55 ألف ليرة سورية ) وهو يعتبر مبلغ كبير على عائلة فقيرة ومحتاجة مثلنا” والكلام للسيدة صباح.
تضيف أم زينب “وافق صاحب الدراجة على بيعها لنا وفق نظام الدفعات، فقد استطعنا أنا وزوجي دفع الدفعة الأول من خلال فتح (المطمورة) التي أضع فيها أمولاً باسم طفلتي الصغيرة ، حيث كنت أنوي شراء حلقات ذهبية لإذنيها ، إضافة إلى السلفة التي حصل عليه زوجي من صاحب العمل”.
وتابعت “لأبدء بذلك مرحلة مهمة في حياتي من خلال البيع عبر التجوال وقيادة دراجة ذات ثلاث عجلات، وفي مجتمع هكذا أمور غريبة جداً عليه ومحرمة في بعض الأحيان، لكن ظروفي الاقتصادية الصعبة هي من دفعني وبقوة إلى ذلك” .
تدور أم زينب في أسواق وأحياء مدينتها عبر دراجتها ذات ثلاث عجلات، لبيع قوالب الثلج “البوظ ” صيفاً، والمواد الغذائية والألبسة والإكسسوارات النسائية شتاءً ، وذلك في سبيل تلبية احتياجات ومستلزمات حياة طفلتها الصغيرة ووالدتها المسنة المقعدة منذ سنوات.
تشرح السيدة أم زينب لتلفزيون الخبر عملها “خلال فصل الشتاء كنت أقوم ببيع المواد الغذائية ومأكولات الأطفال والألبسة والإكسسوارات، وفي فصل الصيف وباعتبار مدينة الحسكة من المدن المعروفة بحرارة جوها وانقطاع الكهرباء فيه لساعات طويلة، قررت أن أقوم ببيع قوالب الثلج “البوظ” في المخيمات ومراكز الإيواء”.
“مع مرور الوقت أصبح لدي زبائن ثابتين فهناك أصحاب أفران الفطائر ومغاسل السيارات واللحامين وبيع الأسماك وأصحاب المحال التجارية، وأصحاب المنازل الذي يضطرون بشكل يومي لشراء قوالب الثلج لتبريد المياه لهم ولأسرهم”.
يذكر أن السيدة صباح محمد ناصر تولد الحسكة عام 1980، متزوجة من السيد وليد محمد احمد علي، وتسكن معه وطفلتها الصغيرة (زينب 6 أعوام) وأمها المقعدة المريضة (هاجر الزبيد)، في منزل صغير بحي خشمان الشعبي.
عطية العطية – تلفزيون الخبر – الحسكة