أوزيل يثير الجدل باصطفافه خلف أردوغان في دعمه لأذربيجان
أثارت تصريحات جديدة للاعب المنتخب الألماني السابق مسعود أوزيل جدلاً في ألمانيا، وفي هذه المرة انحاز اللاعب من أصول تركية إلى جانب أذربيجان في نزاعها مع أرمينيا حول إقليم ناغورني كاراباخ، داعياً في الوقت نفسه إلى السلام. وكتب أوزيل مؤخراً في تغريدة له على تويتر : “معاناة أذربيجان هي معاناتنا، وفرحها هو فرحنا”، موضحاً أنه اقتباس لمؤسس جمهورية تركيا الحديثة” مصطفى كمال أتاتورك” بحسب قوله.
وأضاف أوزيل: “أمة واحدة ودولتان”، واضعاً صورة للعلمين التركي والأذربيجاني.
وهذا الشعار بالتحديد غالباً ما يكرره الرئيس التركي رجب طيب أردوغان كلما تحدث عن العلاقات التي تجمع بلاده بأذربيجان، التي تتمتع بدعم قوي من أنقرة في نزاعها المسلح مع أرمينيا، الذي تفجر أخيراً وأسفر عن مئات القتلى وآلاف الجرحى.
كما ذكر لاعب وسط أرسنال الذي اُستبعد مؤخراً من تشكيلة فريقه للمنافسة في الدوري الأوروبي لكرة القدم لموسم 2020-2021، في تغريدته بالإنجليزية أن إقليم ناغورني كارابخ هو جزء معترف به من أذربيجان، لكنها في الوقت الراهن “محتلة بشكل غير قانوني”. كما دعا إلى السلام قائلاً: “كل قتيل على الجانبين خسارة للجميع”.
تعليقاً على تغريدة أوزيل كتبت صحيفة “فرانكفورتر ألغماينه تسايتونغ” الصادرة الخميس قائلة:
“قبل أكثر من عشر سنوات كان مسعود أوزيل في باكو يخوض مباراته الأولى بقميص المنتخب الألماني، لكنه عاد الآن إلى عاصمة أذربيجان من خلال تويتر كداعية تركي. في الـ 12 من آب 2009 لعب أوزيل مباراته الرسمية الأولى في صفوف المنتخب الألماني، حيث فازت ألمانيا على أذربيجان، الشقيقة الصغرى لتركيا بهدفين دون رد. وحينئذٍ كان قد مضى على رجب طيب أردوغان أكثر من ست سنوات في رئاسة حكومة تركيا”.
وأضافت الصحيفة الألمانية التي عنونت مقالها بـ “داعية تركي على المستطيل الأخضر”، بالقول: “على ما يبدو، يريد الآن نجم أرسنال اللندني تحقيق ما لا تستطيع الأسلحة التركية وحدها تحقيقه حالياً في الحرب بين أذربيجان وأرمينيا: إثارة التعاطف مع أحد طرفيّ النزاع لمصلحة أنقرة. ويبدو أنه يرغب في تسليط الضوء على دور تركيا فيها. ولهذا نشر تغريدته ثنائية اللغة، التي أراد فيها تبسيط النزاع المعقد بعد نحو ثلاثة أسابيع من بدء العمليات العسكرية”.
وكان أوزيل المولود في مدينة غيلسنكيرشن الألمانية قد أثار الكثير من الجدل في الصحافة الألمانية بعد صورة له نشرها حزب العدالة والتنمية مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عام 2018، حين التقاه في لندن قبل الانتخابات الرئاسية التركية آنذاك وأهداه قميصه في فريق أرسنال، حيث تردد أنه قدم مساعدة للدعاية الانتخابية لأردوغان. فقد وجد منتقدوه في “ولاءه” لأردوغان “خيانة عظمى” لألمانيا و”جحوداً” لفضائلها في وقت كانت العلاقات التركية الألمانية في أسوأ فتراتها، كما أنه في الداخل التركي اعتبرت خطوة أوزيل دعما صريحا لأردوغان في حملته الانتخابية، فيما رد اللاعب حينها بأن صورته مع أردوغان “لا علاقة لها بالسياسة أو الانتخابات”، وإنما يتعلق الأمر بأعلى منصب في بلاد والديه .
وحينها أعربت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل عن انتقادها لهذا اللقاء قائلة إنه “يثير العديد من التساؤلات ويدعو إلى سوء الفهم”.
يُذكر أن أوزيل اعتزل من المنتخب الألماني في 2018 بعد الإخفاق الذريع للمدافع آنذاك عن اللقب العالمي في مونديال روسيا 2018، متهماً رئيس الاتحاد الألماني لكرة القدم بالعنصرية.
ويمتد تعاقد مسعود أوزيل (31 عاماً) مع أرسنال اللندني إلى يونيو/ حزيران 2021 ويحصل على 350 ألف جنيه إسترليني (452 ألف دولار) في الأسبوع، لكنه لم يشارك في أي مباراة هذا الموسم ولعب أساسياً 18 مباراة فقط ضمن منافسات الدوري الممتاز الموسم الماضي.
تلفزيون الخبر