الرياح تجري كما تشتهي النيران.. ودموع أصحاب الأرض لن تطفئها
تتسع رقعة الحرائق، وبؤر النيران تتكاثر عن بعد بين منطقة وأخرى، وصرخات طلب المؤازرة تملأ المكان، معركة فُرضت، كان لهيب نارها أقوى من أشجار ريف حمص الغربي.
قرى وبلدات قرب علي، والزويتينة، وحبنمرة، والمشيرفة، وام الماس، وبرج المكسور، وقلعة السقا، والمزينة، والجويخات، وعين العجوز، ومناطق أخرى، داهمها شر النار لتحرق جنى عمر و أشجار زينت محيطها.
يمر الوقت سريعاً، لكن ليس بسرعة التهام النيران لبساتين الزيتون في حبنمرة، مسرعة باتجاه قرى في ريف طرطوس.
الرياح تجري بما تشتهي النيران، التي لا تشبع من حبات الزيتون في موسم قطافها، و لا من دموع فلاح انتظر موسمها، فكأنها تقول له ابكي فدموعك لن تطفئني.
بين فلاح تعب في أرضه، وآخر صاحب أرض هاجر و هجرها، لم تميز نيران تشرين، ولم تَهب همة شباب حاول مراراً إغلاق الطريق أمامها، لكن ما تلبث أن تفتر الهمة بانتظار المؤازرة، وتنفيذ الخطط، التي لم يضعها أحد، وفرضت خارطتها تلك النيران.
لتمتد أكثر فأكثر، في سباق بين بؤر نيرانٍ انتصر عليها رجال الإطفاء والأهالي في معظم المناطق، إلا أنها أبت إلا أن ترسم سوادها، في بساتين حبنمرة، وريف حمص الغربي وتظللها بغيمة رمادية لحفتها رياح شرقية، كانت شريكة في يوم تشريني غدار.
حل الظلام، لترقص تلك البؤر وتتلالئ، مدعية الجمال في ذلك الوادي، الا أن قبحها سيزول، تاركاً خلفه شبحاً أسودا، قبل أن تعود الحياة إلى هذه الأرض وتعود “عيونها خضر”.
تلفزيون الخبر _ حمص