“عيد الرمان”.. مهرجان يعيد إحياء تقاليد الريف السوري
للعام السادس على التوالي، تحتفل مؤسسة “طبيعة بلا حدود” بمناسبة «عيد الرمان» في قرية جيبول بريف اللاذقية، حيث يحتفل أعضاء المؤسسة وأصدقاؤها سنويا في حديقة أحد المنازل التي يكثر فيها الرمان في القرية، ويتطلعون لأن يتحول هذا العيد المحلي إلى مهرجان للرمان يستقطب حضورا حاشدا.
عن الهدف من وراء هذا العيد، قال رئيس جمعية طبيعة بلا حدود حسام سليمان لتلفزيون الخبر: “نسعى لإعادة تشجيع زراعة الرمان نظرا لفوائد هذه الشجرة المعمرة الخيرة، بالإضافة لتشجيع المنتج الريفي التقليدي، كما أن هذه المناسبة فرصة لدعم الحراك الاجتماعي والتبادل الثقافي والفكري بين المشاركين”.
واضاف سليمان: “تشتهر قرية جيبول بزراعة العديد من الأشجار المثمرة، أهمها شجرة الرمان وهي شجرة تراثية يعود عمرها إلى قرون خلت حيث كانت جيبول من أوائل القرى التي زرعت هذه الشجرة على مستوى الساحل السوري”.
وتابع سليمان: “قديماً قبل وجود شبكات الطرق وقبل وجود الآليات، كان سكان قرية جيبول يعتمدون بشكل رئيسي على تجارة الرمان بالمقايضة، يعطون الرمان ويأخذون القمح من القرى البعيدة، كانت هذه التجارة تصل حتى القرى التي تبعد عن جيبول 15 كم”.
وعن اختيار مطلع تشرين الأول لإحياء هذه المناسبة، بيّن سليمان “أن هذه الفترة تنضج فيها ثمار الرمان، إضافة إلى أن الطقس في هذه الفترة يميل إلى الاعتدال ويصبح الوضع مريحاً ولطيفاً للحركة ولإقامة أنشطة خارجية”.
وعن طقوس الاحتفال بالعيد، أشار سليمان إلى أنه “يتم استقبال الحضور بكوب من عصير الرمان الطبيعي، ثم يجتمعون تحت أشجار الرمان في حديقة منزل مؤسس الجمعية الراحل حازم سليمان، حيث يتم التعريف بفوائد الرمان وأهميته”.
وأضاف سليمان: “ثم يتذوق الحضور عصير الرمان الطازج ودبس الرمان بأنواعه الثلاثة (الحلو، الحامض واللفان)، وتم التركيز خلال هذه الفقرة على دبس الرمان الحلو وهو منتج قليل الرواج ويمكن مزجه مع الطحينة ليصبح مأكولاً فاخراً، ويعد من الحلويات الخالية تماماً من السكر الصناعي”.
وتابع سليمان: “ثم تأتي فقرة الاحتفاء بالرمان وتناوله، وهي فقرة مفتوحة حرة لقطف الرمان وتذوقه من الحديقة التي تم فيها اللقاء”.
وأشار سليمان إلى أنه “ضمن طقوس الاحتفال بالمناسبة يتم طبخ الأكلة الشعبية في المحافظة، وهي برغل بحمص مع اللحم وتقديمها للحضور في جو من الألفة والسمر”.
وللرمان فوائد جمة، فعصيره غني بالفيتامينات، ودبسه يفيد في إبطاء أو منع تطور بعض السرطانات ولاسيما سرطانات الجهاز البولي والهضمي، ومنقوع قشر الرمان وشحمه يفيد في علاج قرحة الجهاز الهضمي والتهابات الأمعاء والقولون.
ويفيد مسحوق قشور الثمار والساق والجذور في علاج الإسهال وطرد الديدان الشريطية والحلقية، كما يستخدم منقوع قشر الرمان في علاج جروح الفم والتهاب اللوزتين وعلاج البواسير، وهناك العديد من الفوائد الأخرى.
تلفزيون الخبر