تهجير وقتل وخطف وتتريك .. عام على الاحتلال التركي لرأس العين

أكملت مدينة رأس العين وريفها شمالي الحسكة، عامها الأول وهي ترزح تحت نير الاحتلال التركي و تنظيماته الإرهابية من فصائل “الجيش الحر”، بعد إطلاقهم العملية العسكرية في الـ 9 من شهر تشرين الأول من عام 2019، وانسحاب قوات “قسد” منها.

العملية العسكرية، التي جاءت بناءً على اتفاق تركي – أمريكي وبموافقة “قسد”، تسببت بنزوح أكثر من 50 ألف عائلة سورية من سكان مدينة رأس العين، حيث يتعمد الاحتلال التركي ومرتزقته من خلال انتهاكاتهم اليومية والجرائم التي يرتكبونها في المدينة إلى تهجير ما تبقى من سكانها.

الاحتلال التركي لمنطقة رأس العين ، سمح له باستخدام سلاح المياه ضد المدنيين في مدينة الحسكة وريفها و بلدة تل تمر، من خلال قطع المياه من مصدرها الوحيد في مشروع ابار علوك التي تعتبر المصدر الوحيد للمياه لمليون مواطن سوري.

ومع إعلان الاحتلال سيطرته على مدينة رأس العين، بعد إعلان قوات “قسد” انسحابها الكامل منها، بدأت عمليات السرقة والنهب لممتلكات المدنيين، وتحولت المنازل والممتلكات العامة إلى ثكنات ونقاط عسكرية، كما سُرقت المحال التجارية والمنطقة الصناعية بشكل كامل.

كما تم نهب ممتلكات الفلاحين ومحاصيلهم الزراعية و آلياتهم وسيارتهم ومواشيهم في جميع قرى منطقة رأس العين المحتلة ،المعروفة بغناها الزراعي والاجتماعي ،و سرقة الأثاث من المنازل ليقوموا بعدها ببيعه في محال تجارية خاصة ببيع أثاث المنازل إلى القرى والبلدات المجاورة للمدينة.

ومنذ احتلال المدنية والانتهاكات الممنهجة مستمرة بشكلٍ يومي داخلها، وذلك من خلال النهب والسرقة والاعتقال التعسفي والخطف وفرض الأتاوات على المدنيين وتشليحهم على الطرقات،وطلب الفدية المالية من ذويهم.

وتحولت المنطقة المحتلة في الفترة الأخيرة إلى ساحة كبيرة لحدوث التفجيرات الارهابية التي راح ضحيتها العشرات من المدنيين،مع توسع دائرة الاقتتال بين الفصائل المسلحة على المسروقات من ممتلكات المدينة وريفها.

ويعيش ماتبقى من المدنيين الموجودين داخل المدينة المحتلة معاناة صعبة جراء الانتهاكات التركية، وذلك لعدم قدرتهم على التحرك أو رفض سياسات المرتزقة، كما أن التهم جاهزة لاعتقالهم.

وعمل الاحتلال التركي منذ احتلاله للمدينة وريفها ،على التغيير الديمغرافي من خلال إسكان أسر عناصر المرتزقة الموالين لها في بيوت المدنيين المُهجّرين قسرًا، في محاولة منها لتغيير ملامح المنطقة وهويتها.

ويعمل الاحتلال على تتريك المنطقة من خلال فرض مناهج تدريسية باللغة التركية، ورفع الأعلام التركية فوق المؤسسات، وفرض التعامل بالليرة التركية، واستخدام اللغة التركية في كتابة الوثائق والمعاملات الرسمية في المؤسسات الموجودة في مناطق وإنشاء بنوك تركية للتداول والصراف.

وأجبر الاحتلال التركي المدنيين على استخراج بطاقات شخصية لأبناء المدينة مشابهة للكملك التركي وذلك بهدف تغيير هوية أبناء المنطقة، ويفرض الثقافة الدينية المتشددة على أبناء المدينة.

كما قام مؤخرًا بافتتاح معبر تجاري غير شرعي بين الأراضي التركية ومدينة رأس العين بعد استيلائها على مساحة أرض في حي العبرة، وأجبر المزارعين على بيع القمح للمؤسسات التركية.

يعيش المهجرون من رأس العين حالة إنسانية صعبة في المخيمات و مراكز الإيواء ، إضافة لاستغلالهم من ضعاف النفوس ، ورفع أسعار أجار المنازل، إلا أنهم يعيشون على أمل العودة إلى مدينتهم.

المدينة التي تعتبر مدينة التعايش بين مكونات الجزيرة السورية, لم يتخلى سكانها عن إيمانهم بحقهم وبشجاعة أبطال الجيش العربي السوري الذي حرر العشرات من المدن السورية.

عطية العطية – تلفزيون الخبر – الحسكة