العناوين الرئيسيةمن كل شارع

حدائق سوريا: بعضها مستثمر وبعضها وكر لـ “الصياعة والفلتنة” في حمص

قبل سنوات الحرب، كانت الحدائق العامة تعج في ساعات المساء بأبناء مدينة حمص، وتتحول إلى متنزهات و متنفساً لسكان المدينة، وزوارها من الأرياف.

وخلال فترة الحرب، تعرض عدد كبير من الحدائق للتخريب، وخرجت من الخدمة، بينما بقيت بعض الحدائق محافظة على وضعها في الأحياء الآمنة.

وخلال هذه الفترة وضع عدد من الحدائق في الاستثمار، الأمر الذي لقي عدم القبول من بعض المواطنين، بالرغم من أن جزء من الحدائق تم استثماره، وبقيت مساحة كبيرة للعام، أما بعض الحدائق ذات المساحة الصغيرة استثمرت كمطاعم و مقاهي.

بعض الحدائق، تبرع أصحاب الخير بوضع العاب أطفال فيها، و لكن هذه الألعاب لم تتحمل “كم يوم لعب و عطلت”، ومنها تم إزالة الألعاب دون معرفة الأسباب وبقي في بعضها ألعاب بالإسم فقط.

و بأعداد قليلة و بالرغم من إغلاق الحدائق بسبب جائحة كورونا، مازلنا نرى عائلات ترداد الحدائق و أطفالا يعلو صوت فرحهم، مع أن الحدائق غير مخدمة باستثناء المستثمرة منها.

زعران الحدائق

في الآونة الأخيرة، كثرت شكاوى المواطنين من ارتياد “الزعران” بشكل ملحوظ للحدائق العامة، وقيامهم بمعاكسات و مضايقات، غير مبالين بالأخلاقيات والقيم الإجتماعية.

أما الصورة الأكثر غرابة عن مجتمعنا ترى فيها مراهقين ومراهقات، لم تتجاوز أعمارهم 15 عاما يجلسون مثل “اللصوص” في زوايا الحديقة، كي يبتعدوا عن أعين الناس.

وبجانب بعض الحدائق و عند انقطاع الكهرباء ليلا تنتشر مظاهر مخلة ومنافية لأخلاق المجتمع من دون حسيب أو رقيب.

ما عاد استحو

يقول أبو محمد صاحب بقالية بجوار حديقة عامة لتلفزيون الخبر: “ما نراها هذه الأيام معيب إلى درجة كبيرة، “فلتنة و صياعة و قلة أدب”، لم نعتد أن نرى مثل هذه التصرفات أو الحركات أين أهل هؤلاء المراهقين؟”.

و يضيف أبو محمد “سابقاً لم نكن نرى ما نراه اليوم، والمشكلة أعمارهم بين 14 و 20 كلهم مراهقين، وكيف أهل البنت بيتركهوا تغيب عن البيت لساعات و لوقت متأخر؟”.

و تابع أبو محمد “أكثر من مرة اشتكينا للشرطة وأتت دوريات، ولكن لم يتغير شيء “بيغيبو كم يوم و بعدها بيرجعوا وفي وجوه جديدة”، والأنكى “كل حدا منهم سيكارتو طولوا والله اعلم شو عم يدخنو و ما عاد استحوا”.

“أنا ما عاد اخدت أطفالي على الحديقة من يوم صار يجي زعران عليها”، بهذه الجملة بدأت أم آية حديثها لتلفزيون الخبر و أردفت “لا نستطيع الجلوس في الحديقة لأكثر من ساعة بسبب الزعران، أخاف على أطفالي أن يتعلموا قول ما يسمعوه”.

و تابعت أم آية “اضطر أحياناً أن اذهب بأطفالي إلى حديقة أخرى، يكون فيها عائلات أكثر، أو ادخل حديقة مستثمرة، و حاليا الوضع صعب و الدخلة مكلفة” مردفة القول “و هاد غير الكورونا، الواحد يضل في بيتو أحسن”.

واقع حدائق حمص فنياً

بدوره قال مدير الحدائق بمجلس مدينة حمص المهندس وليد عطية لتلفزيون الخبر: تبلغ مساحة المسطحات الخضراء نحو ألفي دنم و تشمل الحدائق بمختلف المساحات و الدوارات و الجزر الوسطية”.

و بين المهندس عطية أن “كل الحدائق التي تقع في المناطق المحررة، تعرضت للتخريب و يتم تخديمها عبر إزالة الأعشاب و العزيق”، مشيراً إلى أن “معظم الآبار فيها مردومة بالحجارة و التراب، و بحاجة إلى حفر من جديد او تعزيل”.

وأضاف المهندس عطية “فمثلا الخلجان الحدائقية في شارع السيد الرئيس وحديقة 6 تشرين بحي الوعر كان يرتادهما الناس بشكل كبير قبل الأحداث، وكذلك كان يوجد حديقة كبيرة في حي دير بعلبة، و أخرى في حي البياضة”.

وأوضح المهندس عطية أن “الحدائق التي تم تأهيلها، حديقة منير حبيب، و يتم العمل على تأهيل حديقة ابن اللبان”لافتاً إلى أنه” لايوجد حالياً في المدينة حدائق عامة كبيرة مؤهلة كما كان قبل الأحداث”.

و تابع المهندس عطية “خلال الفترة الماضية، تم تأهيل حديقة الياسمين بحي الدبلان بالتعاون مع متبرع و حديقة طريق الشام، من قبل برنامج الامم المتحدة الإنمائي و لكنها بحاجة الى تأهيل من جديد”.

مشيراً الى أن “حديقة طريق الشام، وضعت بالاستثمار ويتم إعادة تأهيلها بشكل كامل على عاتق المستثمر ” لافتاً إلى أن الاستثمار يقع خارج الحديقة”.

و أضاف مدير الحدائق في مجلس مدينة حمص:”كما يجري العمل على تأهيل حديقة 6 تشرين بحي الوعر (الغابة)، بعد عودة مستثمرها و تصفية وضعه المالي، حيث يبلغ مساحتها نحو 120 دنم”.

الاستثمار يجلب موارد ويحافظ على الحدائق

بين المهندس عطية أنه “تم خلال فترة الأحداث وضع عدد من الحدائق في الاستثمار كونه يعود بمبالغ مالية لمجلس المدينة نظراً لعدم وجود موارد مالية حينها”.

و تابع المهندس عطية “بالإضافة إلى صيانة الحديقة و الاعتناء بها هي على عاتق المستثمر، بما يخفف عبئ على المديرية نظراً لقلة عدد العمال”.

عدد العمال لايكفي

لفت مدير الحدائق في مجلس مدينة حمص إلى أن عدد العمال في مديرية الحدائق كان قبل الأحداث، نحو 450 عاملاً و حاليا 175 معظمهم أعمارهم كبيرة و هو عدد غير كافي لتخديم حدائق المدينة”.

و أشار المهندس عطية إلى أن ” الحدائق التي لم تتعرض للتخريب خلال فترة الأحداث وضعها جيد و يتم الاعتناء بها بشكل مستمر”.

و يبقى سكان مدينة حمص، على أمل ان تعود حدائق المدينة إلى القها كما سابق عهدها، وتخدم بألعاب الأطفال و بمقاهٍ شعبيةٍ بأسعار رمزية، والأهم أن لا تتحول إلى “مراع للزعران”.

تلفزيون الخبر _ حمص

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى