جماهير بالالاف في الملاعب بحضور رسمي.. هل هناك كورونا في سوريا ؟
لم تمر دورة الوفاء الكروية، كسابقاتها من نسخ ، حيث صنع جمهور الفرق المشاركة الحدث.
واحتشد الالاف من أنصار فرق الدورة، ولاسيما المباراة النهائية بين تشرين، والكرامة التي أقيمت في ملعب الباسل باللاذقية مساء الجمعة، وملؤوا المدرجات رغم أن دخول الملاعب محظور اتحاديا على الجمهور.
ويعود حظر الجماهير من دخول الملاعب، لجملة من الاجراءات الاحترازية المتخذة من قبل اتحاد كرة القدم، للوقاية من انتشار فايروس كورونا، بالتزامن مع استكمال النشاط الرياضي.
وامتلأت جنبات ملعب الباسل بالجماهير، التي توجب عليها دفع رسوم دخول إلى الملعب قدرها 500 ليرة سورية، لقاء بطاقة معتمدة من اللجنة المنظمة للبطولة، تخول حاملها دخول الملعب لمتابعة اللقاء، وهو ما يجعل الأمر رسميا.
وتفاعلت جماهير الناديين مع مجريات اللقاء الذي انتهى تشرينيا، وكأن شيئا لم يكن، وكأن قانونا صادرا عن اتحاد كرة القدم، يمنع دخول الجماهير للملاعب، بات حبرا على ورق، وكل ذلك بحضور رئيس اتحاد الكرة حاتم الغايب ورئيس الاتحاد الرياضي فراس معلا.
كل ذلك حدث بتحضيرات لوجستية لا تقيم وزنا لأبسط قواعد التباعد الاجتماعي، حيث شهد نهائي الدورة ازدحامات خانقة على ابواب استاد الباسل، نظرا لاقفال مجموعة من الأبواب التي كانت تفتح عادة وتخفف الاختناقات، حيث دخل مشجعو “البحارة” إلى مدرجاتهم بازدحام هائل.
وكانت سوريا الدولة العربية الأولى التي تعيد النشاط الكروي، وتستأنف الدوري بدرجاته الثلاث، بدءا من أواخر ايار الفائت، ورغم اشتراط ان تكون العودة بحضور جماهيري لا يتعدى الثلاثين شخصا، إلا أن مباريات عدة شهدت حضور أعداد فاقت المئات في بعض المرات.
ورغم تأكيدات القائمين على الدورة أن البطولة بدون جمهور، امتثالا للتعليمات الاتحادية، الا أن افتتاح الدورة شهد سماح نادي جبلة لجماهيره بالدخول لحضور لقاء فريقه والاتحاد الحلبي، وهو الامر الذي كرره نادي تشرين، عندما سمح لجماهيره حضور افتتاح مشواره بالدورة، في مواجهة مصفاة بانياس.
وان كان أي مشجع متلهف لمتابعة فريقه، لن يوفر فرصة يراها سانحة لمشاهدة وتشجيع فريقه الذي يحب، وان كانت قواعد الوقاية من الفايروس تتضمن اساسا حرص الشخص على الالتزام الشخصي، بوسائل الوقاية، دون قيود مفروضة، الا أن المستغرب هو أن تفتح ابواب الملاعب من دون قرار واضح بذلك.
وحاول تلفزيون الخبر الاتصال بمسؤول المسابقات في اتحاد كرة القدم، طلال بركات، للتحقق من وجود قرار يتيح للجماهير حضور المباريات الودية دون اية قيود، إلا أنه، كالعادة، لم يرد على الاتصالات .
ومرت أكثر من ستة اشهر على تسجيل أول اصابة بفايروس كورونا في سوريا، ومازالت الاجراءات الاحترازية المتبعة للوقاية من انتشار الوباء، تثير استغراب السوريين، وجدلهم، وآخرها عودة الجمهور بدون قرار واضح.
فمع الأيام الأولى لدخول الفايروس البلاد، كانت سوريا تطبق اجراءات احترازية صارمة، وصلت لأن تعلن حظر تجول جزئي على السوريين، بينما كانت منافذ بيع الخبز، وصالات السورية للتجارة، ومراكز توزيع الرواتب للموظفين، تزدحم بالسوريين الباحثين عن احتياجاتهم الضرورية، دون ادنى تنظيم، أو تباعد مكاني.
وبينما كان مؤشر فايروس كورونا في سوريا يأخذ بالارتفاع، كانت القرارات الحكومية تأتي في اتجاه معاكس، اكثر تساهلا وانفتاحا، بدءا بالسماح بعودة المحال التجارية للعمل، وصولا لالغاء حظر التجول الجزئي، وانتهاء بمعاودة افتتاح الجامعات، دور العبادة، ومن ثم المدارس.
يذكر أن مجموع اصابات فايروس كورونا في سوريا، بلغ حتى الجمعة الثاني من تشرين الأول، 4289 حالة، شفي منها 1130 حالة، فيما بلغ عدد الوفيات 203 حالات، وذلك منذ تسجيل أول اصابة بالفايروس، أواخر آذار.
تلفزيون الخبر