القمامة تتصدر المشهد العام في مدينة اللاذقية.. وإمكانيات البلدية (المنحلة) ضعيفة
عادت مشكلة القمامة لتتصدر المشهد العام في مدينة اللاذقية، حيث باتت النظافة محكومة بالنسبية فالطرقات والساحات المركزية والأحياء (الأكابرية) يتم ترحيل القمامة فيها يومياً، فيما الطرقات والأحياء المتطرفة تبقى القمامة يومين وأكثر لتتجمع حتى يتم ترحيلها.
ومعاناة اللاذقانيين مع تراكم القمامة هنا، وتناثرها عشوائياً هناك، ليس وليد اليوم ولا نتيجة لحل مجلس المدينة، وإنما معاناة قديمة جديدة توارثتها المجالس المتعاقبة وكأنها عصية على الحل.
منذ أعوام، وأكثر ما يشكو منه أهالي المدينة هو عدم ترحيل القمامة بانتظام، واليوم لا تزال ترد الى تلفزيون الخبر شكاوى بالجملة من تراكم القمامة، وخاصة في الأحياء البعيدة عن مركز المدينة حيث لا عين مسؤول لا ترى ولا أذنه تسمع.
من حي الرمل الجنوبي إلى الجميزة وضاحية تشرين وسقوبين وسنجوان وبسنادا والدعتور والمنتزه والمشروع السابع وآخر شارع الجمهورية، شكاوى بالجملة بلسان حال واحد يشكو “تراكم القمامة وعدم ترحيلها”.
وأشار الاهالي إلى “الحاويات التي تنوء بالقمامة داخلها وبأكياس القمامة المنتشرة حولها التي باتت مرتعاً للقوارض والحشرات، ومبعثاً للروائح الكريهة التي لا يستطيع المار بقربها تفادي حبس أنفاسه حتى يتجاوزها بأمتار”.
وأكد المشتكون أن “ترحيل القمامة المتكدسة في الأحياء الواقعة على أطراف المدينة ليس أقل أهمية من أحياء وسط المدينة ومن الحدائق العامة ووسائل النقل، خاصة أننا اليوم أمام تحدي النظافة من الأوبئة”.
كما طالب البعض “بتخديم أحيائهم بحاويات قمامة جديدة لأن هناك عدد من الحاويات الموجودة مهترئة ولم تعد صالحة للاستخدام”.
بدوره، قال مدير النظافة في مجلس مدينة اللاذقية المهندس أحمد فضة لتلفزيون الخبر: “لدينا حالياً عدد من الآليات المعطلة أعطال كبيرة (عمرة محركات، أعطال ثقيلة في التركيات) والتي يحتاج إعادة إصلاحها إلى بعض الوقت ريثما يتم تأمين قطع الغيار من السوق المحلية”.
واضاف فضة: “يتم التنسيق لتأمين إصلاح هذه الآليات بالسرعة القصوى عن طريق المحافظ ريثما يتم تكليف رئيس لمجلس المدينة”.
كما أشار فضة إلى “النقص الحاد في عمال النظافة، فمدينة مثل اللاذقية تحتاج إلى أكثر من ٨٠٠ عامل فيما لا يوجد في مديرية النظافة سوى ٤٢٥ عامل مع عمال ورش الكنس الآلي”.
وأضاف فضة: “رغم أنه تم رفد المديرية بنحو ٦٠ عامل نظافة بموجب المسابقة الأخيرة، إلا أنه في المقابل استقال حوالي ٤٠ عامل خلال العام الماضي ، وبالتالي فإن مشكلة النقص مستمرة”.
ودلل فضة بأنه “من مفرق القيادة البحرية الى المنتزه والحمام وبسنادا وضاحية بسنادا لا يوجد سوى عاملي نظافة اثنين فقط، وتوجد شوارع لايوجد فيها ولا عامل واحد ويتم تغطية هذه الأحياء من خلال ورشات الكنس الآلي بأو باتباع نظام المداورة بينها وبين الأحياء القريبة”، مضيفاً: “العمل كثيف والامكانيات قليلة”.
وأكد فضة أن عمال المديرية يقومون “بترحيل القمامة مرتين يومياً من أحياء المدينة، في حين يتم ترحيل القمامة مرة واحدة في الاحياء الواقعة على أطراف المدينة”.
وفيما يتعلق بالحاويات، لفت فضة إلى أنه “تم تزويد المدينة بما يقارب ١٠٠ حاوية خلال العام الحالي، من المقرر أن يتم تزويد المديرية ب ٤٠٠ حاوية قريباً، حيث سيقومون بتوزيعها على جميع الأحياء، خاصة التي لا يوجد فيها حاويات أو يوجد فيها حاويات لم تعد صالحة للاستخدام”.
وفي الوقت ذاته، أشار فضة إلى “تعاون عمال مديرية النظافة مع عمال مديرية الخدمات والصيانة وعمال الصرف الصحي في تعزيل الفوهات والقنوات المطرية استعداداً لفصل الشتاء”.
واكد فضة أنه “في ظل عدم وجود مجلس لمدينة اللاذقية، وجه المحافظ على تكثيف حملات النظافة بمؤازرة شركات القطاع العام لسد أماكن النقص إن وجد، والمتابعة الحثيثة لترحيل القمامة وخاصة قبل قدوم موسم الشتاء والأمطار”.
وتعد مشكلة القمامة المشكلة الأكثر تعقيداً بالنسبة لمجالس المدن التي تعاقبت على اللاذقية بدون أن تجد لها حلاً جذرياً، فكل مجلس كان يرحل المشكلة إلى وقت لاحق والاتكال على الحلول الاسعافية التي لم ترشح سوى عن المزيد من القمامة.
تلفزيون الخبر _ اللاذقية