عن أحوال الفلاحين والنهوض بها .. “التعاونيات الفلاحية” تتولى المهمة
على اعتبار أن خير البلاد تلك التي يكون واقعها الزراعي بخير، وعلى اعتبار أن الفلاح الذي يزرع ويحصد هو الأهم في هذه العملية فكان لابد من العمل والسعي المستمر للنهوض بواقع الفلاح السوري الذي طالت معاناته في السنوات الأخيرة.
حيث تنوعت المبادرات على هذا الطريق، وكان منها الجمعيات الفلاحية التعاونية التابعة للاتحاد العام للفلاحين والتي تعمل من خلال طرقٍ شتى على تحسين أحوال الأعضاء التعاونيين الفلاحين اقتصادياً.
وذلك للتشجيع على التعاون عن طريق زيادة الإنتاج لتحقيق الأهداف المطلوبة وفق زراعة الأرض واستغلالها جماعياً بالأساليب والأسس العلمية.
إضافة إلى إدخال الأساليب المتقدمة والمباريات الإنتاجية واعداد كوادر فلاحية متخصصة، بحسب ما تحدث رئيس مكتب التعاونيات الانتاجية التابعة لاتحاد الفلاحين مصطفى العبود لتلفزيون الخبر.
وأضاف “العبود” أن “عمل الجمعيات الفلاحية التعاونية يركز على تثقيف الفلاحين بأهمية العمل الجماعي التعاوني التشاركي بين مختلف القطاعات في سبيل تحقيق التنمية وزيادة الإنتاج وتحسين الأحوال المعيشية للفلاح”.
“إضافة إلى إقامة مشاريع تنموية زراعية أو صناعية أو خدمية والتي تساعد على رفع سوية القطاع الزراعي وتحسين دخل الفلاح”، بحسب “العبود”.
من جهة أخرى لفت “العبود” إلى “أهمية تقسيم الجمعيات الفلاحية إلى جمعيات تخصصية (نباتية، حيوانية) بحيث يساهم ذلك في تطوير عملها من بداية التأسيس حتى مرحلة التسويق والتصنيع مما يحقق القيمة المضافة للمنتج الزراعي”.
وفي الحديث عن المشاكل، أشار “العبود” إلى أن “وجود معظم المشاريع الزراعية والجمعيات الإنتاجية في مناطق الاستقرار الرابعة والخامسة أدى إلى تعرض هذه المشاريع لظروف الجفاف”.
وتابع “ما يضعف إنتاجيتها إضافة إلى ظروف الحرب التي مرت بها البلاد من ناحية تدمير البنى التحتية للمشاريع الزراعية وتلف المحاصيل”.
ومنه أيضاً، بحسب “العبود”، “الحصار الاقتصادي على سوريا الذي أدى إلى تشكيل ضائقة مالية كبيرة بسبب عدم إمكانية تأمين مستلزمات الإنتاج وتقديم الدعم المالي للفلاحين”.
وعن واقع الفلاحين وأحوالهم، أشار “العبود” إلى أن “الفلاحين يعانون من ضعف في الإمكانات بسبب الأزمات التي تمر بها البلاد، فكل ذلك أثر سلباً على كافة القطاعات بما فيها الزراعي”، لافتاً إلى أن “المنظمة الفلاحية تعمل وفق خطط موضوعية لكتها بحاجة إلى تسليط الضوء إعلامياً على عملها”.
وأضاف أنه “يتم العمل على تعزيز دور الفلاح من خلال تقديم كافة مستلزمات الإنتاج من بذار وأسمدة وآليات بأسعار مخفّضة مع تأمين الحسم التعاوني اللازم وتسهيل عملية التسويق وشراء المحاصيل من الفلاحين بأسعار تغطي للنفقات مع هامش الربح”.
كما يتم العمل أيضاً من خلال الجمعيات التعاونية الفلاحية على دعم ثقافة الفلاح بتنفيذ دورات فلاحية تعاونية متخصصة في مجال الزراعة والصناعة المنزلية بالإضافة إلى إقامة دورات عن الري الحديث ووقاية المزروعات من ناحية توفير ما أمكن من مياه الري، بحسب “العبود”.
يذكر أن الفلاحين في البلاد يعانون مراراً من أزمات متتابعة تضعف محاصيلهم منها تبدلات الطقس وأكثرها خطورة الحرائق التي توالت على البلاد وأودت بمحاصيلهم الزراعية، إضافة إلى ما يعانيه أغلبهم من ناحية التسويق، وقلة الإمكانيات المادية ليبقى الفلاح السوري في ذلك ضمن حلقة مفرغة إلا من معاناته.
تلفزيون الخبر