محمد الدرة ..عشرون عاماً على استشهاد “درة فلسطين”
تحل في الثلاثين من أيلول من كل عام، ذكرى استشهاد الطفل الفلسطيني، محمد الدرة، أيقونة الانتفاضة الفلسطينية الثانية.
ففي ثالث أيام الانتفاضة الفلسطينية الثانية، والتي اندلعت عقب قيام رئيس وزراء الاحتلال “الاسرائيلي” “أرئييل شارون” في العام 2000 بزيارة دنّس فيها الحرم المقدسي الشريف، خرج جمال الدرة من منزله في مخيم البريج بقطاع غزة مع طفله محمد، متجهًا إلى مزاد للسيارات.
و فوجئ الأب برفقة طفله محاصرين بين تبادل لإطلاق النار بين جنود الاحتلال وقوات الأمن الفلسطينية، في شارع صلاح الدين، ليختبئ خلف برميل إسمنتي، مسندا محمد خلفه.
صرخ جمال الدرة على جنود الاحتلال، كي يتوقفوا عن إطلاق النار، حيث كان الرصاص يصيب البرميل الجدار والأرض، وقال كلمته الشهيرة “مات الولد”.
حاول جمال أن يحمي ابنه بكل قوته، اخترق الرصاص يد الوالد اليمنى، ثم أصيب نجله بأول طلقة في رجله اليمنى، خروج الرصاص من ظهر الصغير، بعدما اخترق الجسم والأقدام والأيدي حتى وصل للبطن والحوض.
ارتقى محمد شهيدا على ساق أبيه، الذي أصيب بجروح بقي ينزف منها لوقت طويل في مشهد وثقه مصور قناة فرانس2 “شارل أندرلان” بالفيديو لمدة 63 ثانية.
ولد الشهيد محمد في الثاني والعشرين من تشرين الثاني عام 1988، ودرس حتى الصف الخامس الابتدائي، وعاش في كنف أسرة بسيطة لاجئة من مدينة الرملة.
وبعد استشهاده بعامين، رزقت عائلته بطفل أطلقت عليه اسم محمد تيمنًا بشقيقه، وجاء المولود الجديد إلى الدنيا، في آخر جمعة من العشر الأواخر من شهر رمضان، التي صادفت “يوم القدس العالمي” لذلك العام، ليأخذ بجانب اسم أخيه، ملامحه أيضًا.
حاول الاحتلال وجهات يمينية متطرفة التنصل من الجريمة، والادعاء أن الطفل محمد قتل برصاص فلسطيني، إلا أن الصحفي “أندرلان” وثق اعتراف قائد العمليات في جيش الاحتلال “الإسرائيلي” “جيورا عيلاد”، الذي صرح لهيئة الإذاعة البريطانية، بأن “الطلقات جاءت على ما يبدو من الجنود “الإسرائيليين”.
لم ينقطع استهداف جيش الاحتلال للأطفال الفلسطينيين، وحتى نهاية شهر أيلول من العام الماضي، وصل عدد الشهداء الأطفال منذ نفس الشهر من عام 2000، إلى 2103 شهداء.
يذكر أن أرقاما رسمية فلسطينية، وثقت ارتقاء 4412 شهيدا فلسطينيا، وجرح 48322 آخرين، كحصيلة للانتفاضة الثانية، التي نجح أبطالها في ارداء 1069 “اسرائيليا” كقتلى خلال سنوات الانتفاضة.
تلفزيون الخبر