المارينغا والعرموش .. حلوى حلب التقليدية
لكل مدينة سورية مأكولات خاصة بها تميزها عن غيرها، ويرتبط اسمها باسم المحافظة التي اشتهرت بها.
وتعد كل من العرموش والمارينغا أبزر ما اشتهرت به مدينة حلب من حلويات شعبية تقليدية، وترتبط هذه الأنواع من الحلوى بذاكرة أيام البساطة والزمن الجميل.
وتتشابه المكونات بين حلوى المارينغا الحلبية و”المارينغ” الغربية، إلا أن ما يميز حلوى المارينغا، هو تواضعها من خلال عربة صغيرة أمام باب الحديقة العامة مثلاً.
إضافة إلى ارتباطها بمشوار الأجداد والأحفاد، وشكلها ورائحتها التي تجذب الصغار والكبار، أما العرموش فيرتبط بالأعياد والمناسبات كحفلات الخطوبة والزواج.
ويمكن للمارة أن يستدلوا طريقهم إلى المارينغا الحلبية من رائحة القرفة والقرنفل الفائحة، فالحلبيون يتفننون بصنعها بإضافة البهارات التي تعطيها نكهة خاصة.
وكانت تسمى كاتو فرنسي، نسبة إلى المارينغ الغربية المرتبطة بالمطبخ الفرنسي والإيطالي والسويسري، إلا أن الحلبيين أضافوا للمارينغ نكهة شرقية، عبر البهارات، فميزها ذلك عن شتى أنواع الحلويات، بحسب ما يروي لتلفزيون الخبر أحد بائعي المارينغا في حلب.
واقترن اسم المارينغا بعائلة كزة الذين يعدون أول من صنع المارينغا في حلب عام 1950، وكان محلهم في عوجة الكيالي، ثم تعددت المحال وتوارث الحلبيون صناعتها.
أما عن مكوناتها، فيتحدث أحد بائعي المارينغا الجوالين في منطقة الموغامبو بحلب، لتلفزيون الخبر: “أن المارينغا تتألف من طبقتين، الأولى عبارة عن كيك أو كاتوه، وتكون نسبة صفار البيض فيه أكثر من البياض”.
ويتابع البائع “يخبز في الفرن ويقطع على شكل دوائر، ثم يضاف إليها الطبقة الثانية من المارينغا المنكّهة بالقرفة والقرنفل على شكل هرم، وتخبز في الفرن على درجة حرارة منخفضة”.
وحافظت المارينغا الحلبية على مكانتها لدى الحلبيين مع مرور الزمن، خصوصاً وأنها اتسمت بسعر مقبول، وظلّت بديلاً يفضله الناس عن أغلب أنواع المعجنات، في حين يتمركز بائعوها في محلات وسط المدنية وفي عربات جوالة حول المدينة القديمة.
أما العرموش، فهو عبارة عن مزيج من الفستق الحلبي والماء والسكر، ويحتاج إلى 3 ساعات طهو على نار حامية ثم تُصبّ عراميش الفستق بأطباق صغيرة خاصة بها حسب الحجم ويتم تبريدها 48 ساعة حسب ما تقول هنادي لتلفزيون الخبر وهي ربة منزل تتقن صناعة الحلويات البيتية.
وتضيف هنادي: “هناك نوع آخر من العرموش يتشابه في مكوناته مع المارينغا إذ يعتمد على القرفة والقرنفل في مكوناته إضافة إلى الجوز والكاكاو”.
وما بين المارينغا والعرموش تبدو المارينغا أرخص سعراً، نظراً لارتباط العرموش بأسعار المكسرات، فيما يتجه الحلبيون في أعيادهم إلى حلوى السمسية والبندقية وراحة الحلقوم ومختلف أنواع الحلوى الشعبية، لتناسبها مع “الجيبة” أولاً، في وقت حلقت فيه أسعار الحلويات العربية عالياً والتي اشتهرت بها حلب أيضاً.
نغم قدسية – تلفزيون الخبر – حلب