“حساب الشباب علينا”..”الويمبي” باكورة المقاومة ورفض الأمر الواقع
تحل يوم 24 أيلول الذكرى الثامنة والثلاثين لعملية “الويمبي” عام 1982 إحدى أوائل عمليات المقاومة اللبنانية ضد جيش الاحتلال “الإسرائيلي”، عقب احتلاله للعاصمة اللبنانية بيروت.
فبعد 80 يوماً على حصار بيروت، وإجبار الفلسطينيين على الخروج منها، دخل بعدها بشهر جيش الاحتلال، محتلاً ثاني عاصمة عربية.
وبعد 34 يوماً على الاحتلال، وبينما كان جنود الاحتلال يتمشون ويشربون القهوة في شوارع العاصمة اللبنانية، اجتمع خالد علوان، ابن الحزب السوري القومي الاجتماعي، مع اثنين من رفاقه، في بيروت.
وقرر المقاومون الثلاثة في الرابع عشر من أيلول أن لا يكون مشهد احتساء ثلاثة من ضباط العدو وجنوده القهوة في مقهى “الويمبي” بشارع الحمرا، مشهداً عادياً، واتفقوا على أن المرور عن هذا المشهد يعني الخضوع وقبول الأمر الواقع.
و لم يكن الرفاق الثلاثة يملكون إلّا مسدساً واحداً، فاستطاعوا تدبير مسدسين آخرين، وعادوا بعدها إلى مقهى “الويمبي”.
دخل خالد علوان إلى المقهى، وتجوّل بين الطاولات، وتفحّص أماكن الجنود وهم يحتسون القهوة على طاولة موجودة على الرصيف، ثم خرج، وعاد بعد قليل مع رفيقيه.
وصل الثلاثة في وقت واحد إلى حيث يجلس ثلاثة من ضباط الاحتلال وجنوده في المقهى، وبعد ثوان قليلة كانت ثلاثة مسدسات على مسافات لا تبعد أكثر من سنتيمتر واحد عن رقاب الضباط.
وانطلقت رصاصتان وتعطل المسدس الصغير الذي في يد أحدهم، وبحركة خاطفة أمسك المسدس من موقع فوهته ليضرب رأس الضابط بالمقبض وبعنف شديد استقر المسدس في رأسه وكان من عيار 9 ملم من نوع “شميزر”.
وتقول إحدى الشاهدات على العملية: “وصل الثلاثة في وقت واحد الى حيث يجلس ثلاثة من ضباط العدو وجنوده يحتسون القهوة، وطلبوا الحساب وعندما جاء النادل إليهم أصروا أن يحاسبوا بعملة كيان الاحتلال فرد النادل “شيكل ما باخد عطوني لبناني أو دولار”.
وتابعت: “اقترب خالد علوان وقال للنادل: “ولو حساب الشباب علينا”، وقام ورفاقه بإطلاق الرصاص على الضباط”.
كانت عملية مقهى “الويمبي” من أوائل عمليات المقاومة ضد للجيش “الإسرائيلي” بعد احتلال العاصمة، وكانت أولى العمليات لأحزاب منضمة تحت لواء جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية المعروفة اختصارا بـ”جمول”.
وكانت العملية مقدمة لانسحاب جنود الاحتلال من مناطق في العاصمة مثل خط المنارة-عين المريسة.
استشهد خالد علوان في كمين نصبه له عملاء “إسرائيل” في منطقة الجبل، في الخامس من شهر أيلول 1984، واستشهد معه الرفيقان المقاومان كمال صالح كفاح “أبو راشد” و”محمود التقي”.
حيث اغتيل المناضل علوان ورفاقه على يد أحد عملاء “الموساد“ واسمه “هشام ناصر الدين” خلال عودتهم من مهمة عسكرية على الحدود مع فلسطين المحتلة، كانوا مكلفين بها.
تلفزيون الخبر