سوق السمك ينتعش في ظل توجه اللاذقانيين للبحث عن اللحم البديل
أمام الإحجام القسري لمعظم اللاذقانيين عن شراء اللحوم الحمراء والبيضاء بسبب الارتفاع غير المسبوق في أسعارها، باتت العين على أسواق السمك حيث الأسعار لا تزال مقبولة وباستطاعة ذوي الدخل المحدود و”المعترين” أن يظفروا بطبق من السمك كل فترة بدون أن تهتز الميزانية الشهرية المرصودة لقائمة الطعام.
اللافت، أنه خلال مطلع الأسبوع شهدت أسعار السمك انخفاضاً ملحوظاً في سعر معظم الأنواع التي بات الاقبال عليها واضحاً من قبل الزبائن الذين يحاولون التعويض بلحم السمك عن جميع أنواع اللحوم الأخرى التي باتت عصية عليهم.
في سوق السمك، من السهل تصنيف الزبائن بحسب أصناف الأسماك التي يشترونها وأسعارها، فزبون “الخمس نجوم” يشتري سمك لقز والبراق والسلطان ابراهيم وفرفور حيث يتراوح سعر الكيلو الواحد منهم بين 12000-30000 ليرة .
فيما يصنف زبون أنواع أخرى شعبية كالبلميدا والسمليس والشكمبري حيث يتراوح سعر الكيلو الواحد منهم بين ١٥٠٠- ٢٥٠٠ ليرة، بأنه زبون نجمتين أو نجمة واحدة.
وبين هذه الاصناف هناك أصناف وسط، كالبوري وجربيدا وسرغوس حيث تتراوح أسعارهما بين 4000-6000ليرة، والزبون في هذه الحالة يتراوح بين ثلاث نجمات وأربعة.
طارق (موظف وأب لأربعة أولاد) يقول لتلفزيون الخبر: “الحمدلله أن أسعار السمك مقبولة، ويمكن لرب العائلة أن يشتري لأولاده نوعاً من أنواع اللحوم، خاصة أنه لم يعد باستطاعتنا شراء لحم الخاروف وحتى لحم الفروج حيث باتت أسعارها نار كاوية”.
وأضاف طارق: “أشتري سمك البلميدا لأنه سعره مقبول حيث يباع كيلو بين 1500-2000ليرة، وأستطيع أن أشتري ٣ كيلو وأطعم أولادي وجبة سمك ولو مرة في الشهر بدون أن أقع في كسر ميزانية الشهر”.
أم كرم (ربة منزل وأم لولدين) تقول إنها “لا تشتري السمك فقط لأنه أرخص من بقية أنواع اللحوم، وإنما للفوائد الكبيرة التي يتفرد بها عن بقية اللحوم وعلى رأسها الزنك واليود المهمين لصحة جسم أطفالها”.
فيما أشار أبو علي (أعمال حرة) إلى أن سوق السمك غدار والأسعار فيه (كل يوم شكل)، فكيلو السمك الذي يباع اليوم ب 3000ليرة قد يرتفع فجأة غداً ليصل إلى 5000 ليرة بدون أي ضابط أو نشرة أسعار محددة”.
وأضاف أبو علي: “حجة البائعين جاهزة وهي أن السوق عرض وطلب، وعليه تتقلب الأسعار وفقاً لهذه الآلية التي لا يحكمها سوى قانون السوق العشوائي”.
في جولة لتلفزيون الخبر على سوق السمك في اللاذقية، وجد أن كيلو البلميدا يباع بين 2000 – 1500 ليرة، سمليس بين 3000- 8000، شكمبري وغبص بين 4000-5000 ليرة، سلمورا 6000، الشطرب 4500، سردين بين 1000-2000، أخطبوط بين 3500-4000، بوري بين 3000-5000، غساني بين 5000-10000.
كما يباع كيلو جربيدا صغيرة بين 5000-6000 ليرة فيما تباع الكبيرة منها بـ25 ألف ليرة، فريدا 9500، مرمور3500، براق وقجاج بلدي بين 12000-20000، سرغوس 4500، السلطان إبراهيم12000.
ويباع نوع البوري 5500، لقز(الحفش) 30000، مرلان 5500، شكارمية 7000، براق 9500، جراوي بين 10000-13000، فرفور بين 25000-30000، غساني 4500، كاليماري بين 10000-15000 ليرة.
ويعود التراوح في سعر الكيلو من الصنف الواحد للسمك، بحسب أحد الباعة إلى “حجم السمكة فكلما زاد حجم السمكة زاد سعر الكيلو والعكس بالعكس”.
وأضاف البائع أبو سعيد لتلفزيون الخبر: “هناك اقبال كبير من قبل المواطنين على شراء السمك، باعتبار أنه أرخص من أي نوع من أنواع اللحوم، وحتى أنه أرخص من أي طبخة تحتاج لوجود اللحم فيها”.
بدوره، قال نبيل فحام رئيس جمعية صيادي اللاذقية لتلفزيون الخبر: “في أيلول من كل عام تنخفض أسعار السمك لأن الصيادين يظفرون بجميع أنواع السمك وبكميات كبيرة “.
وعزا فحام السبب وراء كثرة السمك في أيلول “إلى أن الجو يصبح أكثر استقراراً وعملية المد والجزر تصبح عالية ما يؤدي إلى تحرك البحر لتصبح كل أنواع السمك موجودة”.
وأضاف فحام: “المواطن يستطيع اليوم أن يشتري أقل كيلو السمك ب1500ليرة، في الوقت الذي يباع فيه كيلو شرحات الفروج بين 7000- 8000ليرة. “
“ناهيك عن الفوائد الكبيرة في السمك كالزنك واليود ومادة الفوسفور المقوية للذكاء خاصة عند الاطفال والموجودة في اللحم الأحمر للسمك كالسردين وبلميدا وكمبري”.
وأكد فحام أن “هناك اقبال كبير من المواطنين على شراء السمك، ورغم ذلك فإن العرض في السوق أكثر من الطلب”، مبيناً أن “أسعار السمك يحددها العرض والطلب”.
وأشار فحام إلى أن “أسعار السمك سترتفع بمجرد أن ينتهي أيلول، لكنه رغم ذلك سيبقى سعر السمك أقل من سعر لحم الفروج، وسيكون خياراً متاحاً لجميع شرائح المواطنين”.
يشار إلى أن المواطنين باتوا يتجهون لتناول السمك للتعويض عن بقية أنواع اللحوم التي باتت عصية على موائد ذوي الدخل المحدود والمعترين.
تلفزيون الخبر _ اللاذقية