الألوان والمتحف الوطني .. لوحة بديعة شكلها فنانون سوريون في دمشق
تماهت الألوان، مساء الاثنين 14 أيلول، مع الطبيعة والمنحوتات الأثرية في حديقة المتحف الوطني بدمشق لتشكل لوحة كبيرة حكت الكثير من الإبداع والسعي للخروج من مآزق الواقع المعيشي إلى فسحة لونية تبعد السوري “المُعاني” عن مايعيشه ولو لبرهة.
حيث شهد المتحف المعرض الختامي لملتقى التصوير الزيتي بدورته الثامنة، والذي أقامته مديرية الفنون الجميلة بوزارة الثقافة في المتحف الوطني بمشاركة عشرة فنانين سوريين من كافة الفئات العمرية والخبرات والمدارس الفنية.
وضم المعرض أعمالاً بمواضيع وأساليب تنوعت بين الحروفية والتجريد والتعبيرية والانطباعية، وعكست التجارب والمدارس المتنوعة للفنانين العشرة المشاركين من أعمار مختلفة أنجزوها خلال أيام الملتقى.
وركزت لوحات الفنانين في مضامينها على رموز من التراث الحضاري ومنعكسات الحرب على حياة السوريين، كما كان هناك حضوراً واضحاً للمرأة كموضوع مفضل لدى العديد من الفنانين التشكيليين.
استطلع تلفزيون الخبر آراء بعض الفنانين المشاركين في الملتقى ممن تحدثوا عن لوحاتهم ومشاركتهم والحالة الفنية والفكرية التي عاشوها خلال أيامه منذ الانطلاق.
التشكيلية الشابة إيمار الحميدي، إحدى المشاركات، وهي خريجة كلية الفنون الجميلة قسم التصوير عام 2019 رسمت لوحتين تمثلان المرأة في حالات وجدانية بأسلوب تعبيري وعبرت عن سعادتها بمشاركتها الأولى في هذا الملتقى.
وأضافت “هذا الملتقى سمح لي بالتواصل مع متذوقي الفن والتعاطي مع آرائهم ما أعطاني دافعاً للاجتهاد وتقييم خبراتي الأولية بهدف تقديم أفكار جديدة بأسلوب خاص بي”.
واعتبرت أن “هذه التجربة مهمة جدا بالنسبة لها من خلال تعاملها مع فنانين كبار والنقد والتواصل المباشر مع المتلقي وأنماط التفكير”، محملة لوحاتها ملامح المرأة والمساحات اللونية متأثرة بطبيعة المكان وجمالياته.
أما الفنان التشكيلي والحفار “غسان العكل” فلم تبتعد لوحتاه عن أسلوبه الخاص المرتبط بالحضارة والأسطورة والحرف العربي.
كما شكلت تكوينات جمالية تتآلف مع أجواء المتحف الوطني بما يضمه من إرث حضاري أصيل، مؤكدا أن “هذا الملتقى يعد تجربة جميلة في عالم التشكيل السوري تسمح للفنانين بلقاء الجمهور بشكل مباشر”.
وأضاف “العكل” أن “هذه مشاركته الأولى مع مديرية الثقافة، وأن أعماله كانت مختلفة لكنها تحمل نفس الروح، حيث حاول توظيف الحفر مع التصوير للخروج بلوحة مشتركة، وعمل على إضافة الخط العربي من خلال التكنيك ومساحة اللون”.
المدرس في معهد الفنون في قلعة دمشق والفنان التشكيلي “أيمن البيك” شارك في الملتقى أيضاً من خلال مواضيع حرة عبر لوحتين، اختار لهما موضوع المرأة السورية وحالاتها بين الظروف والضغوطات والحياة ككل، ومنها ضياعها بين المدينة والريف.
أما لوحته الثانية فاستوحاها من عبق المكان معتبراً أن “الملتقيات تنشط الحركة التشكيلية السورية وتساعد الفنانين في الاطلاع على تجارب بعضهم، إضافة إلى أنه من الضروري مشاركة الخريجين الجدد في ملتقيات كهذه”.
يذكر أن هذه الدورة الثامنة التي يقام خلالها هذا الملتقى، حيث يشارك فيه كل عام مشاركة فنانين سوريين من مختلف الفئات مخضرمين وشباب، ومن مختلف الأنواع الفنية والمدارس الفنية.
روان السيد- تلفزيون الخبر