“الحاجة أم الاختراع”.. إعادة تدوير الجينز القديم لصنع حقائب مدرسية للمحتاجين في مكتبة الأطفال العمومية باللاذقية
تعمل مكتبة الأطفال العمومية في اللاذقية على إعادة تدوير الأقمشة القديمة في تصنيع حقائب مدرسية ومستلزمات أخرى، وعرضها بأسعار زهيدة للمحتاجين الذين ليس باستطاعتهم شراءها، خاصة في ظل ارتفاع أسعار الحقائب المدرسية التي تتراوح بين ١٥ – ٤٠ ألف ليرة في الأسواق.
صاحبة الفكرة، السيدة نورمان أحمد إحدى أعضاء مكتبة الأطفال العمومية قالت لتلفزيون الخبر: “قبل بداية العام الدراسي، ذهبت للسوق لأشتري حقيبة مدرسية لابني، حيث تفاجأت بالأسعار، حقيبة نوع وسط تباع ب٢٠ ألف في سوق شعبي!”.
وللتحايل على الراتب الذي لا يكفي سوى لأيام معدودات من الشهر، أضافت أحمد: “لم تكن الخيارات أمامي كثيرة، أنا بحاجة لشراء حقيبة لابني لكنني لا أستطيع شراءها ب٢٠ ألف، لذلك قمت بإعادة تدوير بنطال جينز قديم وصنع حقيبة ومقلمة لابني الذي فرح بهما كثيراً”.
وعن علاقة عملها ودراستها بمهنة الخياطة، قالت أحمد: “أنا مهندسة مدنية، لكنني منذ الصغر كان لي هواية بالخياطة، وخلال سنوات دراستي في الجامعة، كنت أتعلم الخياطة من إحدى الخياطات، وصرت أخيط الملابس لي ولولدي وأختي ايضاً”.
وبينت أحمد أنها “المرة الأولى التي تقوم بها بإعادة تدوير الملابس القديمة لاستخدامها في أغراض أخرى مفيدة”، موضحة أنها “خطوة أكثر من رائعة باعتبارها تواجه غلاء المعيشة وتوجد حلولا اسعافية”.
وأشارت أحمد إلى أنها “عندما تحدثت أمام زميلاتها في مكتبة الأطفال عن كيفية إعادة تدوير الجينز القديم لصناعة مستلزمات مدرسية، تشجعت مديرة المكتبة وعرضت فكرة مساعدة أشخاص كثيرين لا يستطيعون شراء حقائب لأبنائهم”.
بدورها، قالت ميس الدسوقي المدير التنفيذي لمكتبة الأطفال العمومية في اللاذقية لتلفزيون الخبر: “تولدت الفكرة لدينا عندما قامت إحدى أعضاء المكتبة السيدة نورمان أحمد بخياطة حقيبة مدرسية لابنها من قطعة قماش جينز قديمة كانت بحوزتها”.
وأضافت الدسوقي: “سنقدم القماش القديم من الجينز حصراُ باعتباره أكثر الأقمشة مقاومة للاستخدام اليومي، لتقوم بدورها السيدة نورمان بإعادة تدويره لصنع حقائب مدرسية ومقالم”.
وعن مصدر الأقمشة، دعت الدسوقي “الأهالي الذين لديهم سراويل أو سترات أو تنانير جينز قديمة لم يعودوا بحاجة لها، أن يتبرعوا بها للمكتبة من أجل إعادة تدويرها، وتقديمها للمحتاجين”.
وأشارت الدسوقي إلى “أهمية هذه المبادرة بالتزامن مع بداية العام الدراسي وارتفاع أسعار المستلزمات المدرسية في الأسواق وخاصة الحقائب”.
وبينت الدسوقي أنه “بعد انتهاء السيدة نورمان من تصنيع الحقائب، سنقوم بعرضها في المكتبة حيث يكون بإمكان أي شخص شراء الحقائب بأسعار زهيدة جداً تعادل تكاليف الخياطة فقط، وتقديمها لأطفال محتاجين يعرفهم”.
وأضافت الدسوقي: “كما بإمكان أي شخص محتاج أن يقصد المكتبة ليحصل على حقيبة لابنه، حتى بدون أن يدفع أي ليرة من ثمنها، حيث تتكفل المكتبة بذلك”.
وعن القيمة المضافة من وراء مبادرة المكتبة، أشارت الدسوقي “إلى أن هذه الخطوة تعطي درساً للطفل بأن الأشياء القديمة لا تفقد قيمتها وتصبح للرمي، وإنما يمكن إعادة تدويرها واستثمارها بأغراض أخرى”.
الجدير بالذكر أن مكتبة الأطفال العمومية في اللاذقية تقدم أنشطة مجانية أسبوعية وشهرية لأبناء الشهداء والأيتام، ناهيك عن البطاقات السنوية المجانية لأبناء الشهداء والأيتام، وبسعر رمزي لبقية الأطفال حيث يستطيعون استعارة الكتب واستخدام اجهزة الحاسب والألعاب.
تلفزيون الخبر _ اللاذقية