“تشتري علكة ولا تشتري بسكوتة”.. أزمة “ميّات” تلوح مع التعرفة الجديدة للمواصلات
عدة سنوات مرت وأزمة “ما في خمسينات” أو “إذا ما معك خمسين لاتطلع”، كانت ترن في آذان السوريين في وسائل النقل الداخلية بجميع المحافظات.
واليوم بعد أن ارتفعت أسعار أجور النقل في هذه المواصلات، تغيرت النغمة لتصبح “مافي ميات”، ما جعل الركاب يتساءلون :هل سنشهد أزمة مشابهة لأزمة الخمسينات المريرة؟
ارتفعت معظم أجور النقل الداخلية على مختلف الخطوط العاملة في المدن، لتصبح 100ليرة سورية، أو أقل بقليل في بعض الأحيان، ففي مدينة طرطوس تراوحت بين ال70 و90 ليرة، لكن السائق بالطبع لن يقبل بأقل من مئة.
يدفعها الراكب دون اعتراض، خوفاً من “البهدلة” كما يقول أحدهم، “فالسائق سيعلو صوته فوراً، متذرعاً بغلاء كل شيء، وفي أحسن الأحوال يرمقني بنظرة من مرآة السيارة، تجعلني أشعر بأنني أكلت حقه”.
ويتابع ” عم ندفع المية ومن تم ساكت، لأن ماوقفت على أجار السرافيس، وللحقيقة هي الميّة ماعاد تعمل شي”.
في ريف دمشق، رفع سائقو بعض الخطوط التعرفة قبل صدور قرار رسمي من المحافظة، الحجة موجودة والاعتراض مرفوض، والمحافظة لم تسأل طيلة أشهر، فيما شهدت بعض الخطوط إضراباً عن العمل احتجاجاً على الأجور التي اعتبروها “قليلة” بعد ارتفاع أسعار قطع غيار السيارات وتكاليف الإصلاح.
تضحك ريم وهي تشير إلى حقيبتها التي تجمع بها أكثر من 10 خمسينات، وتقول ” هلق صرنا منلاقي خمسينات ومندور عالميات، وإذا بقيلنا مع صاحب المحل ميّة، بيعطينا علكة، لأن ما بقي ولا بسكوتة سعرا ميّة”.
و تكمل مروى، صديقة ريم، “قلم من يلي بيكتب 10 دقايق وبينشف حبره أو قلم رصاص، علكة، علبة كبريت، وخيارات تانية بلشوا أصحاب البسطات والمحلات والمكاتب يرجعوها، وكتار منهم لسى عم يعاني من أزمة الخمسينات كمان”.
ويعتبر “حسن” وهو سائق على أحد الخطوط العاملة في دمشق، بأن ” شغلة الميّات أهون من الخمسينات، لأن الراكب بيقدر يدفع 500 ونرجعله 400 ( 200ب 200) وقت الزنقة”.
وكان مصرف سوريا المركزي طرح عملة معدنية من فئة الخمسين نهاية عام 2018، بعد أن تزايدت الشكاوى من اهتراء العملة الورقية من فئة الخمسين.
إلا أن الأزمة لم ُتحلّ، واختفت العملة المعدنية في غضون أسابيع، وسط تساؤلات متهكمة عن سبب اختفائها بهذه السرعة، وعادت منذ شهر تقريباً لتظهر بشكل أكبر، مع تراجع التعامل بفئة الخمسينات.
تلفزيون الخبر