الطفل جواد يلحق بتوأمه ويخطو الخطوة الأولى بعد 9 أعوام من الانتظار
“عندما يعلّمك طفلٌ المعنى الحقيقي للصبر” بهذه العبارة تشرح إحدى متطوعات الهلال الأحمر العربي السوري قصة الطفل جواد، الذي لحق بخطى أخيه التوأم متأخراً.
وبحسب ما ذكرت الصفحة الرسمية للهلال الأحمر العربي السوري، ولد الطفل جواد في دمشق 2011، في أحد أحياء مدينة جوبر، حيث زعزع الصخب سكينة رحم أم جواد وجعلها تلد توأمين قبل أوانهما، فجاء جواد إلى الدنيا بشهره السابع يحمل نقصاً في أكسجة الدماغ، وشللاً رباعياً، حرم طفولته طعم اللعب.
ولفت الهلال الأحمر إلى أن جليسة الرضيع الصغير نبهت ذويه لوجود ظرف صحي خاص له، وهنا بدأت رحلة المعاناة الطويلة مع العلاج.
بدوره، يقول والد الطفل جواد: “على الرغم من الأحداث جواد كان شغلنا الشاغل” سنوات طوال قضيناها مع جواد في المشافي سعياً لتأمين جلسات معالجته الفيزيائية التي احتاج منها لواحدة في اليوم، ولأملٍ هائلٍ في كل لحظة، ومالبث به الأمر (نظراً لصعوبة ظرفنا) أن قلصنا عدد الجلسات الخاصة به، ما أثّر على تطور وضعه الصّحي، وجعل حلمه في المشي بعيد المنال”.
ووفق ما أوضحت منظمة الهلال الأحمر، التقت عائلة جواد بفريق العلاج الفيزيائي في الهلال الأحمر العربي السوري الذي عمل على تأمين جلسات منتظمة له، والتخفيف من العبء المترتب عليها.
وتقول الممرضة فاطمة بدران لتلفزيون الخبر: “الطفل عنده شلل أطفال وأنا تمريضياً لم أقدم له شيء، بطلة القصة هي المعالجة الفيزيائية، وأهل الطفل، والبطل الحقيقي هو الطفل بحد ذاته لأنه يملك إرادة عظيمة جداً”.
وتتابع فاطمة حديثها: “عندما يعلّمك طفلٌ المعنى الحقيقي للصبر.. حاول جواد المرة الماضية الوقوف بمفرده مرات عدة ووقع عشرات المرات وحاول بعدها مراراً وتكراراً.. وبدأت تتحسن حالته حتى أصبح بمقدوره المشي على آلة المشي”.
بين الثبات في المكان والقدرة على أن يخطو الخطوة الأولى درباً طويلة من الحسرة، الصبر والأمل، وحده جواد بأعوامه التسعة هو من اختبرها، هو يعلم جيداً أنه لا يضاهي توأمه بطول القامة ولكن من يضاهيه في إرادته.
يقود جواد اليوم آلته الآن متجاهلاً فرق الطول ذاك، ويخطو خطواته الأولى المتعثّرة، مطمئناً لتأمين جلسات علاجه واثقاً بغدٍ سيذهب إليه بأقدام أكثر ثباتاَ.
غنوة المنجد _ تلفزيون الخبر _ دمشق