“غار حلب”.. عبق في الذاكرة وأنواع محدثة
لحلب تاريخ طويل مع صناعة صابون الغار، كما إنها احتفظت بمكانتها هذه إلى يومنا، إلا أن صنّاع صابون الغار باتوا يعملون على تطويره سعياً لمواكبة متطلبات السوق.
ويتفوق الحلبيون بصناعة صابون الغار، حيث تعمل بهذه الحرفة عائلات ارتبط اسمها باسم الصابون كعائلات فنصة وزنابيلي والحلاق وقدح وغيرها.
وكانت حلب قبل الحرب تضمّ 150 منشأة لصناعة صابون الغار تنتج الواحدة منها ما بين 400 إلى 700 طن سنوياً، وكميات وفيرة من الإنتاج كانت توجّه إلى التصدير، مما أدى إلى ذيوع سمعة الصابون الحلبي حول العالم.
وفيما شهدت المنشآت الخاصة بصناعة صابون الغار أضراراً جسيمة خلال الحرب، وبات ذلك يشكل خطراً على هذه الصناعة تزامناً مع هجرة أبرز شيوخ الكار المصنّعين لصابون الغار، إلا أن بوادر تعافي هذه الصناعة باتت ملحوظة مع هدوء الأحول في البلاد.
أحمد قدح أحد مصنّعي صابون الغار يقول لتلفزيون الخبر: “أن إنتاج صابون الغار بدأ يتحسن هذا الموسم، ويتميز هذا العام عن المواسم السابقة بالاستقرار النسبي، لكن صناعة صابون الغار كغيرها من الصناعات، تواجه صعوبات في البنى التحتية والخدمات اللوجستية كالكهرباء على سبيل المثال”.
وللصابون مواسم محددة يعتمدون فيها على تجفيفه تماماً لمدة 6 إلى 9 أشهر وبعدها يصبح جاهزاً للتسويق.
فيما يعود تاريخ صناعة الصابون الغار لسنين طويلة، كصناعة تقليدية يتقنها المئات وتوفر فرص العمل للآلاف، وبحسب المراجع التاريخية، فإنه من أقدم أنواع صابون في العالم، أما اسم الغار فيعود إلى شجرة الغار دائمة الخضرة والمعروفة بفوائدها الصحية.
ومازال صابون الغار يحافظ على مكانته الخاصة في قلوب الحلبيين وبيوتهم أيضا، فأي منزل حلبي يكاد لا يخلو من لوح غار على الأقل، ولهذا النوع من الصابون فوائد عديدة تضاهي مستحضرات التجميل.
وفضلاً عن ذلك، يتميز صابون الغار بخلوه من أي مواد عطرية أو ملونة أو مواد كيميائية، ومن مكوناته الأساسية زيت الزيتون وزيت الغار، فيما يعد مضاد للفطريات والحكة، إضافة إلى خصائصه في ترطيب البشرة وتجديدها.
ويشهد صابون حلب العريق محاولات البعض في تجديده وإدخال بعض التعديلات الطفيفة إليه، بإضافة بعض المكونات المعطرة التي تمتزج مع رائحته الأصلية.
وبات يُضاف لصابون الغار بعض الأعشاب التي يمكن أن تمنحه ألواناً مختلفة، كالأحمر والأصفر والأسود، باستخدام البابونج والعسل والأوريجانو، ليتماشى مع متطلبات السوق، في حين يبقى للصابون الحلبي الأصلي بلونه الزيتيّ الفاهي خصوصية تضاهي أي تغيير.
نغم قدسية – تلفزيون الخبر – حلب