“درب حلب”.. شبّان سوريون اختاروا الوقوف في وجه الكورونا
أن تكون في خط مواجهة مع وباء منتشر، أمر بحاجة للتفكير مرات عدة، خصوصاً إذا كان القرار طوعي، هذا ما حدث مع مجموعة من الشبان في حلب، اختاروا أن يواجهوا انتشار كورونا بأنفسهم.
و عن “درب حلب” يقول صهيب مصري، أحد المتطوعين في المبادرة، لتلفزيون الخبر: “اخترنا هذا الاسم نسبةً إلى أغنية تقول “درب حلب.. كله شجر زيتون” والشجر أي أوكسجين نظيف، لكن يبدو أن الواقع فرض التعامل مع أوكسجين الأسطوانات و”درب حلب” تعني الطريق لتأمين أسطوانات الأوكسجين”.
يضيف “مصري”: “نحن 4 شبان قررنا أن نعمل على تأمين أسطوانات الأوكسجين لمصابي الكورونا ونعتمد في ذلك على المتبرعين لتعبئة أسطوانات الأوكسجين، وهي مبادرة مجانية بالكامل”.
ويتابع “بسبب زيادة الطلب على أسطوانات الأوكسجين في الآونة الأخيرة، ارتفع سعر استئجارها من 15 ألف ل.س إلى حوالي 50 – 60 ألف ل.س يومياً يضاف إليها أجرة تعبئة أسطوانة الأوكسجين والتي تبلغ حوالي 6 آلاف ل.س، وتأمينها يبدو عبئاً على أغلبية الناس، فمن هنا انطلق عملنا”.
ويقول “مصري”: “نحن نتوجه إلى الناس الذين ليس بمقدورهم دفع هذه المبالغ”.
ويبلغ عدد المتطوعين في مبادرة “درب حلب” 4 شبان يتقاسمون العمل فيما بينهم، فيما يتم منح أسطوانات الأوكسجين على سبيل الإعارة أو الأمانة حتى الاستطباب، بناء على تقارير طبية وبإشراف طبي لتحديد كمية الاوكسجين اللازم لكل مريض.
فيما بلغ عدد المستفيدين من المبادرة أكثر من 15 مصاب، في حين استطاع الشبان الأربعة أن يأمنوا استقراراً في الحالة الصحية لأربعة عشر شخصاً من الحالات المصابة التي استفادت من مبادرتهم.
أما عن قرار التعامل المباشر مع مصابي كورونا، يقول “مصري” لتلفزيون الخبر: “كلنا معرضون لأن نكون مرضى، وبإمكاننا أن نجلس في بيوتنا وننتظر الأمل أو الموت، لكننا قررنا أن نقف في وجه هذا الوباء، تأكيداً منا على أهمية الدور المجتمعي في مثل هذه الظروف، فليس شرطاً أن تقوم الدولة بتأمين كل شيء”.
وأشار إلى أنهم “يتخذون كافة الإجراءات الممكنة لحماية أنفسهم من العدوى عبر ارتداء أدوات الوقاية اللازمة واستخدام المعقمات والمنظفات بشكل مستمر”.
وتبدو الحاجة إلى أسطوانات الأوكسجين في حلب تزداد يوماً بعد يوم، بحسب ما أوضح “المصري” لتلفزيون الخبر إذ يقول: “نتلقى الاتصالات والطلبات على مدار 24 ساعة ونعتمد في تواصلنا على وسائل التواصل الاجتماعي عبر الانترنت في أغلب الأحيان”.
ويؤكد المتطوع في المبادرة أن “الحاجات لأسطوانات الأوكسجين كبيرة ونحن بحاجة لمبادرات مجتمعية تساعد وتساند سوريا فيما تمر به من أزمات”.
يذكر أنه شملت مبادرة “درب حلب” مناطق عدة في المدينة أبرزها منطقة الشيخ سعيد والفردوس وجسر الحج وشارع النيل وصلاح الدين وعدة مناطق أخرى في المدينة.
والجدير بالذكر أن حلب شهدت عدد من المبادرات المجتمعية المماثلة كمبادرة “شهيق.. زفير” ومبادرة “عقمها”.
نغم قدسية – تلفزيون الخبر – حلب