“السلل الغذائية لا تغني من جوع”.. مغترب سوري ينشئ مشروعاً لدعم المرأة الريفية في حمص

ضعف القدرة الشرائية والركود الاقتصادي، لم يقفا حائلا أمام المغترب السوري “رأفت حلاوة”، أمام إنشاء مشروع لدعم المرأة الريفية في بلدة الحواش بريف حمص الغربي، لتمكين العائلات من تأمين لقمة عيشها، في ظل ظروف اقتصادية صعبة، عوضاً عن تقديم المساعدات لها.

يقول صاحب مشروع دعم المرأة الريفية في بلدة الحواش رأفت حلاوة لتلفزيون الخبر إن” المشروع يهدف إلى تشغيل أكبر عدد من العائلات، وخاصة النساء وتمكينهم من الاعتماد على أنفسهم “.

و يضيف حلاوة “الظروف المعيشية الصعبة و الغلاء الفاحش، دفعني إلى البحث عن حل أفضل من تقديم سلل غذائية كإعانة للعائلات، و بهذا أستثمر المبالغ في الإنتاج، عوضاً عن الاستهلاك فقط، و دفع مبالغ مالية كبيرة “.

و بين حلاوة أن “المشروع بدأ مع افتتاح سوق شعبي لبيع الخضار و الفواكه، من الفلاح إلى المستهلك مباشرة، و الذي لاقى إقبالاً كبيراً نظراً لانخفاض السعر”.

و يضيف “من هنا تطورت فكرة المشروع، لتتحول إلى مشروع لدعم المرأة الريفية، للتصنيع الغذائي و المؤون السنوية، إضافة إلى الحرف اليدوية”.

و بين حلاوة أنه “يعمل حالياً في المشروع، 35 عاملاً و عاملة في المركز، و 40 عائلة في منزلها، و التي تقوم بدورها بتصنيع المنتجات”.

مضيفا “بدأنا العمل في المركز بداية الشهر الحالي، و نقوم بتصنيع مختلف المواد الغذائية الطبيعية، من مربيات وزيتون ومكدوس وعصائر والمخلل والأعشاب الطبية المفيدة، إضافة إلى الخضار المجفف، و دبس البندورة و الفليفلة”.

و تابع حلاوة “كما يتم تصنيع الاجبان و الألبان بمختلف أنواعها، إضافة إلى المنتجات الحرفية، مثل حياكة الكروشيه وصناعة السلل و الفخار، التي تعتبر من الحرف اليدوية التي لا تزال نساء القرى تقتنيها في منازلها”.

وأوضح حلاوة أن “الأسعار في المركز منافسة، و يشهد إقبالا جيدا من المواطنين “مشيرا إلى أن ” كميات إنتاج المواد الغذائية كبيرة، و جودتها عالية، عدا أنها خالية من المواد الحافظة”.

ولا يخفي حلاوة سعادته بنجاح المشروع مبدئياً، و يتطلع إلى تطويره و توسعته، لينتشر في كل المحافظات السورية و يقول “مستعد للتعاون مع الجهات المعنية، و خاصة وزارة الزراعة، لتطوير المشروع و تشغيل أكبر عدد من العاملين”.

و يضيف “لدي خطة متكاملة للمشروع، لينتشر في كل المحافظات السورية، عبر الاعتماد على مواسم المنتجات الزراعية الفائضة في كل منطقة، و لكن المشروع حالياً بحاجة إلى دعم، و تأمين معارض للبيع لتصريف كميات الإنتاج”.

و يتابع حلاوة “الفلاح أيضاً بحاجة إلى دعم، و شراء محصوله بسعر مناسب، و هذا النوع من المشاريع يسهم في تصريف منتجات الفلاحين، و استمرارهم بالعمل”.

و دعا حلاوة “كل الفعاليات الاقتصادية و المغتربين، للعمل على إنشاء مشاريع صغيرة أو كبيرة، تساعد الأسر الفقيرة”، معتبراً أن “مشروعه ليس بالخاسر، كونه استثمر أموال المساعدات، في تشغيل اليد العاملة و تنشيط العجلة الاقتصادية”.

يذكر أن “رأفت حلاوة” عاد إلى سوريا في الشهر الأول من عام 2020 بعد ثلاثة و عشرين عاماً من الاغتراب حيث كان يملك شركة للنقليات و مصنعا للرخام في قطر.

تلفزيون الخبر _ حمص