“الدواجن” على حافة الهاوية .. و”الزراعة” تدرس إطعام الفروج مخلفات المسالخ ومحتويات الكرش
أصبحت مؤشرات انهيار قطاع الدواجن في سوريا ماثلة للعيان أمام المواطن والمسؤول على حد سواء، وبدأت تلوح بالأفق، ملابسات جريمة في وضح النهار وعن سابق الإصرار والترصد.
وما الشائعات عن التوجه نحو استيراد الفروج المجمد إلا دليل جديد على مرتكبي الجريمة الذين يدّعون الوقوف إلى جانب المستهلك و تخفيض أسعار لحم الفروج وبيض المائدة، في حين أن هذا السيناريو يخدم المنتفعين وما لف لفيفهم من دعاة “الاستيراد ”، على حساب تعزيز الإنتاج الوطني.
وكشف الخبير بالإنتاج الحيواني عبد الرحمن قرنفلة أن العقبات التي تعترض مربين الدواجن حالياً لا تقتصر على ارتفاع سعر العلف، بل هناك مشكلة بالكمية التي خصصتها المؤسسة العامة للأعلاف المقدرة بـ100 غرام للصوص كل 60 يوما”.
مضيفا أن ” الكمية المطلوبة خلال هذه المدة هي 600 غرام ولاسيما إذا ما علمنا أن حاجة الصوص اليومية تصل لـ150 غراما” .
وبحسب تصريح مدير الإنتاج الحيواني في وزارة الزراعة أسامة حمود لصحيفة “البعث” فإن الوزارة “أعدت العدة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، لتخفيض تكاليف الإنتاج من خلال القرارات الناظمة لتصنيع البدائل العلفية من “طحين العظم – مخلفات مسالخ الدواجن والمفاقس – ومحتويات الكرش”.
وتابع حمود ” عسى أن ينعكس ذلك على أسعار منتجات الدواجن، إضافة إلى إعفاء الأعلاف المستوردة وإضافاتها من مؤونة الاستيراد البالغ نسبتها 40% من قيمة المستوردات بما يحقق سهولة استيرادها”.
مبيناً في ذات السياق أن كمية المستوردات من “كسبة الصويا – ذرة صفراء – بريمكسات – فيتامينات – متممات …” منذ بداية العام ولغاية نهاية شهر تموز بلغت أكثر من 508 ألف طن.
إلا أنه وبالرغم مما قامت به وزارة الزراعة حتى الآن لكن إجراءاتها لم يكن لها أي انعكاس على أسعار الفروج ومنتجاته، فالأسعار آخذة بالارتفاع نتيجة خروج نسبة كبيرة من المربين من دائرة الإنتاج، واستمرار ارتفاع تكاليف مستلزمات الإنتاج.
و قدر الخبير بالإنتاج الحيواني عبد الرحمن قرنفلة نسبة المداجن المتوقفة عن العمل حالياً من مداجن الفروج بحوالى 60%، ونسبة نظيرتها المتوقفة من الدجاج البياض ما بين 60 – 70%”.
معتبراً أن “خروج هذه المداجن عن العمل أدى لارتفاع أسعار لحم الفروج المذبوح إلى 5000 ليرة للكغ، وتجاوز سعر صحن البيض حاجز الـ 4000 ليرة سورية، ما تسبب بانخفاض حجم الطلب عليه”.
وأكد مدير الإنتاج الحيواني في وزارة الزراعة ، أن “هناك بعض الأصوات المطالبة بفتح باب استيراد الفروج المجمد بحجة تخفيض أسعار منتجات هذا القطاع، غير مبالية بوأد قطاع طالما كان أحد أهم الحوامل الأساسية للأمن الغذائي في سوريا”.
مخاطر صحية واقتصادية
من جهة أخرى يحذر الخبير بالإنتاج الحيواني عبد الرحمن قرنفلة “للبعث” بأن اللجوء لخيار اعتماد استيراد الفروج المجمد من الخارج لا يترتب عليه مخاطر اقتصادية تفضي إلى خسارة هذا القطاع فحسب، بل أيضاً أخرى صحية وذلك نظراً لاحتمالية نقله لأمراض وأوبئة غير موجودة بالأساس في سوريا”.
و أشار قرنفلة إلى أن “حاجة القطر تتجاوز 250 ألف طن من لحم الفروج، وهذه الكمية تشكل ضغطاً على سوق القطع في حال استيرادها، لافتاً في ذات السياق إلى أن استثمارات هذا القطاع التي تتجاوز الـ1500 مليار ليرة ستكون عرضة للدمار الحتمي”.
وتابع “إلى جانب فقدان عدد ليس بالقليل من العمال لفرص عملهم من سائقي شحنات نقل الدجاج والبيض وموزعي الإنتاج لسوق الجملة والمفرق، وتوقف العديد من الصناعات كصناعة كرتون تعبئة البيض وصناعة المعكرونة والكاتو”.
على حافة الهاوية.
ويبدو من الوقائع أن قطاع الدواجن بات على حافة الهاوية ما يضع الجهات المعنية على محك تحمل مسؤولياتها لإنقاذه مما آل إليه من وضع مأساوي.