لأنها حلب .. أبو يوسف بائع السمك يعود إلى ساحة الحطب رغم الركام
لم يكن سهلاً على أبو يوسف بائع السمك أن يبتعد عن حيّه لفترة طويلة، فهو ابن المدينة القديمة التي عاش وكبر في أزقتها، والأصعب من ذلك أن يعود ليرى حيّه قد تغيرت معالمه بسبب الدمار الهائل الذي لحق به نتيجة المعارك الدائرة خلال سنوات الحرب الماضية.
يقول أبو يوسف لتلفزيون الخبر “إنهم اضطروا إلى ترك منازلهم مع بداية تصاعد الأحداث في حلب العام 2012 – 2013 إلا أنه مع عودة الأمان إلى المنطقة كان من أول العائدين إليها.”
“لا يهتم لشكل الشارع” يقول أبو يوسف “المهم إنا رجعنا، كيف ما كانت تكون”، رغم أن الخدمات تكاد معدومة تماماً في المنطقة، فهي مازالت قيد التأهيل والترميم.
يؤمّن أبو يوسف الكهرباء لمحله عبر اشتراكه بالمولد الكهربائي أو ما يعرف بـ “الأمبيرات”، لكنه يتكلّف أعباء الفاتورة الأسبوعية إذ يدفع 2500 ل.س لكل أمبير في الأسبوع، في حين يبيع كيلو السمك المشوي بـ 1800 ل.س.
ولكي يعمل براده، الذي يعد من ضروريات العمل لحفظ الأطعمة، لا بد له من أن يشترك بثلاثة أمبيرات على الأقل، الأمر الذي يزيد من أعبائه في ظل الغلاء الذي يواجه أغلب السوريين.
ورث أبو يوسف مهنة بيع السمك عن أبيه ونقلها إلى أولاده، فهم يشاركونه العمل يومياً، ويعد أبو يوسف أول من افتتح محلّه لبيع السمك في حلب القديمة في وقت تبدو فيه المنطقة خالية من سكانها.
“لا شك أن أبو يوسف يواجه صعوبات في استقطاب الزبائن إلى شارع المحل، لكنه يعتمد على الطلبات الهاتفية”، بحسب ما قال لتلفزيون الخبر.
وفي الطريق إلى محل أبو يوسف لا بد أن نمر من ساحة الحطب، الساحة الأكثر شهرة في حلب القديمة، حيث تشهد هذه الساحة أعمال ترميم، منها فرز الأحجار وإزالة الأنقاض إلا أنها مازالت بحاجة لأشهر من العمل حتى تعود ملامحها واضحة.
و لا يبدو أبو يوسف وحيداً في المنطقة، حتى وإن بدت الحركة ضعيفة فيها، إلا أن هناك عدد من المحال التجارية كمحلات بيع المفروشات والنجارة والمأكولات السريعة، عاد أصحابها إلى العمل في حلب القديمة.
نغم قدسية_ تلفزيون الخبر _ حلب