العناوين الرئيسيةسوريين عن جد

في اليوم العالمي للعمل الإنساني جنود مجهولة وحاجات كبيرة

صادف يوم الأربعاء، اليوم العالمي للعمل الإنساني الذي يُحتفل به في 19 آب من كل عام، خصصته منظمة الأمم المتحدة تخليداً لذكرى العاملين في المجال الإنساني الذين قُتلوا أو جرحوا أثناء أداء أعمالهم.

وهو الاحتفال الحادي عشر بهذه المناسبة، حيث تم الاحتفال به للمرة الأولى عام 2009 بعد وفاة 22 شخصاً من عمال الإغاثة في بغداد.

وبرز دور العمل الإغاثي في سوريا خلال الحرب نتيجة الحاجة الكبيرة لرفد القطاع الصحي والإغاثي، فاعتمدت الجمعيات الإغاثية على المتطوعين ليتحول عملهم من الإغاثة إلى التنمية تزامناً مع هدوء الأحوال في البلاد.

ومن بين الجمعيات الإغاثية التي عملت خلال الحرب في سوريا، جمعية “كاريتاس” حيث أن لديها عدة أنشطة عملت على تنفيذها خلال سنوات الحرب وتستمر في عملها ضمن مشاريع تشمل ترميم البيوت المتضررة، وتقديم المعونات الغذائية.

ومن أهم مشاريع جمعية “كاريتاس”، دعم المرضى المحتاجين للعمليات الجراحية بمختلف أنواعها (القلبية والعظمية والعينية واستئصال الأورام) حيث بدأت مشروعها الطبي منذ عام 2013 وعملت خلاله على تقديم الدعم الطبي والمادي للعائلات المحتاجة وفق معايير اختيار الأكثر حاجة من المرضى.

وبدوره بيّن مدير المشروع الطبي في جمعية “كاريتاس” الدكتور رزق الله مالو لتلفزيون الخبر: تم تقديم الخدمات الطبية لما يزيد عن 10 آلاف محتاج في ظل فترة الحصار والحرب التي عاشتها مدينة حلب، وبموجبها يستطيع المريض العودة إلى حياته الطبيعية ليكون عنصراً فاعلاً ومنتجاً في أسرته ومجتمعه.

وفي سياق متصل، عملت جمعيات كثيرة على إغاثة المنكوبين من بينها جمعية “أهل الخير”، وتعد هذه الجمعية من الجمعيات الرائدة على مستوى العمل الإنساني في مدينة حلب.

وتأسست جمعية “أهل الخير” عام 2006 وعملت على تقديم الدعم بكافة أشكاله (التعليم – الصحة – الإغاثة – التأهيل المهني) لعدد من العائلات المحتاجة في مدينة حلب إضافة إلى تنمية الكوادر البشرية للجمعية.

وبدوره قال رئيس مجلس الإدارة في جمعية “أهل الخير” هيثم صباغ، لتلفزيون الخبر: ” قدمنا المساعدات للمواطنين حتى بلغ عدد العائلات 40 ألف عائلة كانوا مقيمين في السكن الجامعي ومركز جبرين من بينهم عائلات الأيتام وأسر الشهداء”.

ولا يقتصر الدعم على العائلات المسجلة في جمعية أهل الخير بل تعدّى ذلك كنوع من التكافل الاجتماعي والمساعدة بين الجمعيات بمختلف فئاتها على مستوى الدعم اللوجستي والتعليم ورعاية العائلات المحتاجة بحسب ما يقول صباغ.

وفي دمشق، المحافظة ذات أكبر تجمع للجمعيات والمراكز المدنية، برزت مؤسسة “مساحات” غير الربحية والتي أشهرت عام 2016، التنموية على ساحة العمل المجتمعي، وتقول رئيس مجلس إدارة المؤسسة، لمى خضور لتلفزيون الخبر، أن “المؤسسة ولدت كمساحة استجابة للحاجات في العمل المجتمعي في سوريا”.

وأضافت خضور “تعمل “مساحات” على فتح فضاءات ومساحات عمل للفاعلين المجتمعيين”.

وتابعت “وفي ذات الوقت تعمل كوسيط بين المجتمعات المحليّة والقطاعات الخاصّة والحكوميّة والأفراد لدعم عمليّة التنمية والارتقاء بها وتعظيم مخرجاتها والانتقال بها لتكون حلقات متكاملة من العمل المشترك.

وتهتم مساحات ببناء القدرات لشرائح مختلفة من المستهدفين لتمكينهم معرفيّاً ومجتمعيّاً للعب أدوار حقيقية وايجابيّة في المجتمع السوري “.

وقدمت مساحات عدد من المشاريع والمبادرات خلال سنوات نشاطها، منها “مشروع طيف للطرقات المجتمعية” بالتعاون مع محافظة دمشق لتأهيل وتجميل مداخل منطقة المزة 86، والتي لم تستهدفها أي جهة أخرى”.

ومبادرات مثل “صوتك بيأثر – خلونا نشارك، والتي اهتمت بتسليط الضوء على انتخابات مجالس الإدارة المحلية وعنيت بشرح القانون 107، إضافة إلى حملات تعقيم المرافق العامة خلال أزمة جائحة “كورونا” الأخيرة”.

وقدمت المؤسسة مخيم “شاي عالحطب” الذي، تشرح عنه خضور أنه “عني بخلق مساحة للمستقبل القادم باعادة التفكير بأهمية التواصل بأبعاده المعرفية والثقاقية والمجتمعية، بعيداً عن الزيف والشعور بالغرابة اتجاه الإختلاف كما كان الحال في سنوات الحرب المظلمة، من خلال مخيم في الطبيعة السورية جمع أفراداّ من جيل الشباب من مختلف المحافظات السورية”.

ولعل أبرز مشاريع المؤسسة، هو “مركز نحل المجتمعي”، وبينت خضور أن “المركز الذي يتخذ من منطقة المزة 86 في دمشق مكاناً له، جاء كمحاولة لربط مجتمعنا المحلي بكلّ الفرص الممكنة”.

“ويمثل مساحة لكل الأفكار الايجابيّة لتنفيذ أنشطة وأفكار مع أهالي المنطقة يقدم متطوعوه المعرفة والخبرة وندعم الأفكار، لكل فئات المجتمع من أطفال، سيدات، يافعين، وشبان، إضافة لاستقطاب الأعضاء الفاعلين في المجتمع المحلي”.

وتقديراً للعمل الإنساني في سوريا، أصدرت مؤسسة “مساحات”، كتاب “وثق مبادرتك”، الذي جمع مختلف المبادرات و الفرق التطوعية التي نشأت خلال الحرب الأخيرة،

وتشرح خضور عن الكتاب أنه “ليخلد جزءاً من ذاكرة عملٍ حي أريد له أن يكون وثيقة بيد الأجيال القادمة، مظهراً عناوين مرحلة فيها من الوعي و الانتماء وحتى الفوضى المسؤولة في بعض الأماكن والصمود الجبار الذي لم يعرفه شعب من قبل”.

وتضيف خضور أنه “إيماناً بمرونة مجتمعنا، كان من واجبنا تسليط الضوء على بعض المبادرات المجتمعية من خلال تدوينها، من خلال توثيقها من خلال عملها ومن أصحابها وما واجههوه من مصاعب ومشقة، ونظراً لأهمية الوثائق في تقديم نموذج عن تكافل المجتمع السوري و دوره الإيجابي تجاه المحنة الأليمة التي مرت بها سوريا”.

وعُرفت جمعية “نور” للإغاثة والتنمية بنشاطها الممتدد على معظم الأراضي السورية، منذ عام 2013، في مجالات تنموية عدة، ويقول رئيس مجلس إدارة الجمعية، محمد جلبوط، لتلفزيون الخبر، حول عمل الجمعية، إنها “تساهم في تمكين أفراد وأسر المجتمعات المحلية السورية، ولاسيما الأكثر هشاشة وضعفاً فيها، وتسعى الجمعية إلى نشر وتعزيز مجموعة من القيم الإيجابية كالحس التطوعوي والمسؤولية الاجتماعية والمواطنة الفاعلية”.

وتسعى الجمعية في عملها إلى تمكين المرأة ومساعدة ورعاية المعوقين والفقراء والأيتام، وتنميتهم، وتعليم الفتيات وتعزيز دورالمرأة في المجتمع، من خلال مراكزها المنتشرة في دمشق وريفها وحمص ودرعا والقنيطرة والسويداء، وعبر 1085 متطوع ومتطوعة.

وعن آخر مبادرات ومشاركات الجمعية خلال العام المنصرم، يبين جلبوط أن “الجمعية بدأت حملات عديدة ومنها “الشراكة في الحملات الوطنية للتلقيح ضد شلل الأطفال”.

“والمشاركة في حملة “المليون بسمة”، التي أطلقتها جمعية “بسمة” لرعاية الأطفال المصابين بالسرطان، إضافة إلى توزيع 500 سلة صحية نسائية في محافظة القنيطرة”.

وقدمت الجمعية مشروعاً طبياً، يهدف إلى “تقديم الخدمات الصحية الأساسية عبر مراكز موزعة على عدة مناطق، ومن خلال الفرق الجوالة، ليصل عدد المستفيدين منه إلى أكثر من 79000 مستفيد.

ووجه جلبوط خلال حديثه “الشكر للكادر الطبي في سوريا، وفي برنامج الدعم الطبي، المستنفر منذ بداية الجائحة منتصف آذار الماضي، الذين وقفوا وخاطروا بحياتهم في وجه جائحة “كوفيد “19، والذين حملوا أثقالا مضاعفة بسبب ظروف البلاد والعقوبات المفروضة عليها والتي جعلت من مهمته الانسانية ثقلا لم يحمله كادر في بلاد أخرى”.

واستذكر أيضا متطوعو جمعية “نور” ممن عملوا أثناء الجائحة والحظر لإيصال المساعدات لمستحقيها أو تقديم الدورات أو جلسات التوعية في مناطق انتشار الجمعية كافة.

الجدير بالذكر أن اليوم العالمي للعمل الإنساني لهذا العام حمل عنوان الإجلال العاملين في المجال الإنساني الذين قُتلوا أو جرحوا في أثناء أداء أعمالهم خلال الجهود العالمية المتواصلة لمكافحة فيروس “كورونا” حول العالم.

نغم قدسية _ لين السعدي _ تلفزيون الخبر

 

يا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى