حرارة الحياة في برودة الحديد.. الفنان “نجاة مروّد” وفن من نوع خاص
ينطلق النحات “نجاة مروّد” من رغبة ذاتية بالابتعاد عن النمطية في الفن، وكسر القواعد، ليطوّع برودة الحديد، ويخلق فيها حرارة روح خاصة يستشعر وجودها بإحساس الفنان الذي دلته فطرته على مكامن الجمال.
من ورشته الصغيرة، في جديدة البحر، بمحافظة طرطوس، انتقل نجاة من صناعة المفروشات والموبيليا، وهي مهنته، ليطور موهبة خاصة يقول إنه لا يعي نفسه إلا وهما مترافقان.
ويشرح لتلفزيون الخبر “الفن بالنسبة إليّ هو تراكمات، ويتحول من مخزون فكري وثقافي وإنساني، ليكبر ويتحول إلى واقع، وهنا تظهر قدرة الفنان على خلق التوازن بين الخيال والواقع”.
ويتابع مروّد “بدأت الفن كهواية، ولم أدرسه دراسة أكاديمية، أقمت عدة معارض رسم، وتبنّيت اتجاهاً آخر بنظرتي للفن، منطلقاً من قناعة أن الإبداع عليه أن يكون متفرداً”.
ويرى نجاة أنه “مهما كان نوع المادة، فالفنان الحقيقي هو من يخلق فيها الروح، لا أعرف إلى أين من الممكن أن أصل، خاصة في ظل الظروف الحالية لكن برأيّ فإن الإبداع لا يقف عند حد”.
لا يصنع نجاة التماثيل الحديدية وفق الطلب، ويفضل العمل مع الأطفال، فيرى أن الفن ينمي خيال الطفل ويدعم نفسيته في آن معاً.
يقول مروّد: “بدأت عرض هذه التماثيل منذ عام ونصف، وصار لدي مجموعة من الأعمال بين صغير ومتوسط وكبير، أعرضها في مشغلي الخاص في الوقت الحالي”.
وعن صعوبات عمل الحديد، يشير مروّد إلى أن “الصعوبة تكمن في عدم وجود احتضان حقيقي لهذا النوع من الفن في سوريا، والتكلفة المادية الضخمة، وعدم وجود أماكن مهيأة لمثل هذه المعارض بشكل عام”.
اشتهرت الصناعات والتشكيلات المعدنية منـذ فجـر التاريخ، وذلك بعد اكتشاف مـادتي الحديـد والفـولاذ وتصنيعهما وتزيين المنازل والنوافـذ، واستخدامهما في صناعة الأدوات الزراعية والحربيـة من أسلحة كالسيوف والرماح والتروس وأدوات أخرى.
وتتميز المصنوعات من هذه المواد بديمومتها، وفي العصر الحالي تعتبر طريقة مثالية للتخلص من النفايات المعدنية صعبة التدوير، وتحويلها إلى منظر جمالي كأحد فروع الفن.
رنا سليمان _ تلفزيون الخبر