الفروج ينضم إلى سرب مغادري موائد “المعترين” في اللاذقية .. من المسؤول ؟
في الوقت الذي تشهد فيه أسعار الفروج باللاذقية ارتفاعاً غير مسبوق متذرعة بارتفاع سعر العلف وإحجام اغلبية من المربين عن المصلحة، أسقط عدد كبير من المواطنين من ذوي الدخل المحدود الفروج من حسابات ميزانيتهم الشهرية واستبدلوه بالخضار.
وتحول أغلبية اللاذقانيين إلى نباتيين ليس خياراً وإنما إجبارياً تحت ضغط متطلبات الحياة وغلاء المعيشة وارتفاع أسعار اللحوم الحمراء والبيضاء والتي باتت لمن استطاع إليها سبيلاً.
بين حي وآخر، وبين محل وآخر لا يبعد عنه سوى أمتار، تتفاوت أسعار الفروج و(حباشاتو) فكيلو الشيش يباع في أحد المحال ب٧٠٠٠ ليرة وفي محال أخرى يباع ٨٠٠٠ ليرة، وكيلو الفروج يباع في محل ب ٢٧٠٠ ليرة وفي محل آخر يباع بين ٣٠٠٠-٣٢٠٠ليرة.
والتذبذب والارتفاع الجنوني يطال الشرحات والفخاذ والصدر والسودا وكل ما في الفروج من (حباشات)، في ظل غياب للائحة الأسعار عن معظم المحال التي لا تزال تغرد خارج سرب عين التموين.
وحتى بيض المائدة، أصبح من الكماليات والضيف العزيز على مائدة الافطار التي باتت في غنى عنه في ظل توفر أنواع أخرى أقل كلفة، فالبيضة تعدى سعرها الـ ١٥٠ ليرة.
وبالبحث عن السبب، تطفو على السطح سلسلة الاتهامات حول من يتحمل مسؤولية ارتفاع أسعار الفروج طويلة، فالمواطن يحمل المسؤولية للبائع الذي يحملها للمربي.
وبدوره المربي يحمل المسؤولية لمؤسسة الاعلاف التي لم تؤمن له الذرة وكسبة الصويا، وللتاجر الذي يتحكم بأسعار العلف في السوق.
مدير دواجن اللاذقية المهندس باسم حسن قال لتلفزيون الخبر: “منذ ٣ أشهر ارتفعت أسعار الفروج بشكل غير مسبوق والسبب وراء ذلك هو ارتفاع أسعار العلف وخروج أكثر من ٦٥% من المربين من الإنتاج”.
وأضاف حسن: “بخروج عدد كبير من المربين بات العرض قليل مقابل الطلب، وعليه فقد ارتفعت اسعار الفروج باعتبار أن السوق عرض وطلب”.
وتابع حسن: “نظراً لارتفاع أسعار للفروج هناك مربين عادوا للانتاج مجدداً لتعويض خسارتهم خلال الأشهر الثلاثة الماضية، وعليه نتوقع أن تنخفض الأسعار خلال شهر بنسبة ٣٠% بسبب زيادة العرض في السوق”.
واستدرك حسن: “إلا أن انخفاض الأسعار لن يدوم لأن زيادة المربين سيؤدي لزيادة الانتاج وكثرة العرض، وبالتالي انخفاض الأسعار، وخسارة المربين مجدداً وخروجهم من الانتاج”.
وبحسبة بسيطة، يشرح حسن أن “تكلفة إنتاج كيلو واحد من الفروج تصل اليوم الى ٢٥٠٠ كيلو ويباع في السوق ب٣٧٠٠ ليرة، وهي حسبة مربحة للمربي، لكن اذا انخفضت الاسعار فانه سيخسر”.
ودلل حسن بأنه “خلال الأشهر الماضية كانت تكلفة إنتاج كيلو الفروج تبلغ ٢٥٠٠ ليرة ويباع الكيلو ب٢٢٠٠ ليرة، ما أدى لخسارة المربين و خروجهم من الانتاج، خاصة المربين الصغار”.
ويتابع “ناهيك عن ارتفاع سعر الصوص الذي يباع ب ٧٠٠ ليرة بعمر يوم واحد، بالإضافة الى تكلفة نقله إما من مفاقص حمص او صيدنايا بريف دمشق”.
وفيما يتعلق ببيض المائدة، أوضح حسن أنه”سيشهد انخفاضاً في السعر لكن يحتاج إلى وقت أطول تصل إلى ٤ أشهر لانتاج البيض”.
يذكر أنه منذ بداية العام الحالي وقطاع تربية الدواجن يئن على وقع ارتفاع أسعار العلف واعتزال عدد كبير من المربين المصلحة، في الوقت الذي وعدت فيه المؤسسة العامة للأعلاف باستيراد مادتي كسبة الصويا والذرة لضبط أسعار العلف في السوق.
تلفزيون الخبر