التربية السورية تطرد “الجامعة العربية” من كتاب الصف التاسع
غادرت منظمة “الجامعة العربية”، ومعها محاور “الواقع العربي وآفاق تطوره” و”الفكر القومي العربي” ، كتاب التربية الوطنية لصف التاسع، لتحل مكانه مواضيع وطنية محلية، في استكمال لمواضيع كتابي الصف السابع والثامن اللذين شملهما التغيير خلال العامين الفائتين.
ويأتي هذا التغيير، ضمن سلسلة تطوير المناهج التي تقوم بها وزارة التربية، حيث نال كتاب التربية الوطنية للصف التاسع الأساسي نصيبه من هذا التغيير للعام الدراسي 2020_2021، وكان من اللافت تغيير مواضيعه بشكل كامل.
ويرى بعض المدرّسين أن “هذه الخطوة جاءت متأخرة، فمواضيع مثل جامعة الدول العربية و”إنجازاتها” كان من المفترض أن تلغى من الكتاب منذ عدة سنوات”.
وأشارت إحدى مدرّسات المادة، لتلفزيون الخبر إلى أن “معظم الطلاب كانوا يعتقدون أن الجامعة العربية هي جامعة تعليمية، ربما كان من المهم أن يعرفوا ماهي الجامعة العربية دون إلزامهم بدرس كامل في امتحان شهادة”.
وأضافت “للأسف فإن نظامنا التعليمي القائم على الحفظ غيباً ودون فهم كبير، كانت هذه المناهج والمواضيع تعززه، وهي بأي حال لم تراعِ المرحلة العمرية إلى حد كبير”.
وأكملت “أحد دروس الكتاب عنوانه “المنظمات الشعبية” يتحدث في أحد أقسامه عن الاتحاد العام النسائي ومهماته، مع العلم أن الاتحاد نفسه تم حلّه منذ ثلاث سنوات، وهذا ما يجبرنا على إعطاء المادة وكأنها درس تاريخ”.
وشهد الكتاب نفسه بعض التعديلات الشكلية خلال الأعوام القليلة الماضية، فتم حذف بعض الفقرات من درس الأجزاء المغتصبة في الوطن العربي، وهو ملف كامل لطالما سبب إرهاقاً للطلاب، وكثرت الشكاوي بسببه، خاصة أن معلوماته تاريخية أكثر منها اتصالاً بمواضيع تربية وطنية.
وقال أحد مدرسيّ المادة: “كنا ننتظر تغيير الكتاب منذ سنوات، خاصة بعد مواقف الجامعة العربية تجاه سوريا، على الأقل كان يجب تعديل بعض الفقرات بهذا الخصوص”.
وتابع المدرّس “الطالب اليوم يحصل على المعلومة من مصادر عدة، وليس من المنطقي أن تكون معلومة الكتاب المدرسي متناقضة مع ما يكتسبه من خارجه، وهذه نقطة هامة أرى بسببها ضرورة الاستعجال بتغيير المناهج لتتماشى مع تسارع المعلومات”.
ولاينكر المدرّس “التغيير الكبير الذي شهدته مادة التربية الوطنية منذ سنوات، لكنه كان تغييراً تدريجياً، لم يلحق فئة كبيرة ممن عاصروا فترة الحرب، وتغيّر المفاهيم الذي رافقها”.
ونوه إلى أن “المناهج الحديثة أصبحت أكثر اتصالاً بالمجتمع وتعزيز الانتماء الوطني بصورة جذابة للطالب، مع الحفاظ على القضايا الوطنية والعربية”.
ويشمل الكتاب الجديد مواضيع مكملة لكتابي الصف السابع والثامن ومتصلة معها، مثل التفكير الناقد، ودور الإعلام في المجتمع، والهوية الوطنية، والموارد الاقتصادية وحقوق الإنسان.
تلفزيون الخبر