كورونا يخطف صانع السلام السوري .. وفاة ألكسي شحادة مدير الـ GOPA
“أنا أصلي من أجل التوصل إلى حل سلمي في سوريا، فالشعب السوري يحتاج إلى السلام ويحتاج إلى العودة إلى الديار. أما بالنسبة لعملنا، فأنا أتمنى الحصول على بعض الأموال لأتمكن من اقتناء الهدايا للأطفال بمناسبة عيد الميلاد المجيد. هؤلاء الأطفال بحاجة إلى أن يشعروا بطفولتهم في خضم هذه الاضطرابات”.
في ما سبق بعض من كلمات الأرشمندريت ألكسي شحادة في إحدى لقاءاته، والذي لطالما لقب بصانع السلام السوري”، شحادة الذي توفي الأربعاء 12 آب متأثراً بإصابته بفايروس “كورونا”، حيث نعته بطريركية الروم الأرثوذكس في أنطاكية وسائر المشرق.
كان الأرشمندريت شحادة يشغل قبل وفاته مديراً لدائرة العلاقات المسكونية والتنمية ( GOPA ) التي تعد الذراع الخيري للبطركية، فيما كان يخدم الرعية سابقاً في ألمانيا قبل أن يعود إلى سوريا قبل سنوات ويتولى مهامه.
حيث ترقى الأب الراحل مؤخراً إلى مرتبة أرشمندريت بمباركة بطريركية الروم الأرثوذكس “يوحنا العاشر يازجي” الذي نعاه، فيما أعلنت الدائرة إغلاق أبوابها ثلاثة أيام حداداً عليه.
وتُعرف دائرة العلاقات المسكونية والتنمية المُؤَسسة عام1994, بأنها تسعى إلى تقديم يد العون لأكثر الأشخاص احتياجاً لها في محاولةٍ للترويج لروح الإنسانية والعدالة والسكينة والسلام في المجتمعات.
درس الأرشمندريت الراحل شحادة بين العامين 1986و 1991 الكيمياء التطبيقية وحاز على دبلوم فيها من جامعة دمشق.
كما حاز شحادة في العام 2016 على شهادة دكتوراه – من جامعة مونستر ألمانيا، بينما كان حتى عام 2013 مساعد باحث في معهد اللاهوت والسلام في هامبورغ.
وبين العامين 1999 – 2004 حاز الأرشمندريت على ماجستير في الآداب في الدراسات الإسلامية في جامعة هامبورغ.
وكان محاضراً في جامعة “البلمند” – لبنان في العام 2013
ومحاضر جامعي في معهد التبشير، العلاقات المسكونية والدراسات الدينية، جامعة هامبورغ.
كما كان محاضرا جامعيا أيضا في معهد آسيا – أفريقيا، في جامعة هامبورغ، ومحاضر في مركز تعليم الكبار، “آو مِوله”.
وكان الأرشمندريت في العام 2002و 2003 ممثلاً لجميع الكنائس الأرثوذكسية والقانونية الشرقية القديمة في هامبورغ إلى جمعية “جسر مدينة هامبورغ”.
رحل صانع السلام بعد أن شدد كثيراً على إنهاء النزاعات ونادى بالسلام، وهو الذي أكد في أشد الأوقات ضيقا على أن النزاع في سوريا حرم العديد من الأطفال والشباب من التعليم، ولا يكاد معظمهم، لصغر سنهم، يتذكَّرون شكل البلد دون حرب”.
تلفزيون الخبر