آب 2020 من “بيروتشيما” والتأزُّم “الكوروني” وتوالي الكوارث إلى مالا نعلم .. ماذا يخبئ أيضاً ؟
يمر شهر آب من العام الجاري 2020 على الأرضيين الذين كابدوا ما كابدوه منذ بداية العام بسبب أحداثه الكارثية التي استهل بها العام بداياته، ليشكل شهر أب الجاري الذروة، ربما، بما حمله معه من أهوال لم يكن آخرها حدة انتشار وباء كورونا، وتزايد أعداد المصابين به ووفياته.
حيث بدأ الشهر وتحديداً في اليوم الرابع منه بالحدث المريع في بيروت الذي زلزل العالم، عشية ذكرى الانفجار النووي لمدينة هيروشيما، ليعيد تلك الكارثة إلى الأذهان، انفجار مرفأ بيروت، الذي أُطلِق عليه مصطلح “بيروتشيما” تشبيهاً للهيروشيما.
فقبيل مساء 4 آب الجاري هز لبنان انفجاراً نتجت عنه سحابة دخانية كبرى، أدّى إلى مقتل أكثر من 154 شخصاً وإصابة أكثر من 5000 آخرين، في حين أشارت التقارير إلى أن أعداد المفقودين تجاوزت 60 شخصاً.
كما أُعلن عن نزوح أكثر من 300 ألف مواطن لبناني بسبب الدمار الذي لحق بمساكنهم، وقدر محافظ بيروت الخسائر المادية الناجمة عن الانفجار ما بين 10 إلى 15 مليار دولار أمريكي.
خلف الانفجار أضرارا كبيرة في المرفأ وتهشيم الواجهات الزجاجية للمباني والمنازل في معظم أحياء العاصمة اللبنانية، وذلك بسبب 2750 طناً من نيترات الأمونيوم كانت مخزنة في مستودع في المرفأ، بحسب رئيس الوزراء اللبناني.
وبالانتقال إلى رقعة جغرافية أخرى على الأرض، في الإمارات، أعلن قائد عام شرطة عجمان اللواء الشيخ سلطان بن عبد الله النعيمي، يوم السادس من آب، أن حريقاً اندلع، مساء الأربعاء، في السوق الشعبي بإمارة عجمان في الإمارات دون وقوع إصابات أو وفيات، وتمت السيطرة عليه، بحسب وسائل إعلام إماراتية.
كما نقلت وكالة أنباء الإمارات أن “الحريق تسبب في سقوط أجزاء من مبنى مغلق منذ 4 أشهر بسبب الأوضاع الراهنة لأزمة فيروس كورونا واحتراقه بالكامل”.
من ناحية أخرى، وبالعودة إلى لبنان، قالت الوكالة الوطنية للإعلام، يوم الجمعة 7 آب إن: “حريقاً هائلاً نشب، مساء الجمعة، في جبل مشغرة في البقاع الغربي جنوب شرق العاصمة اللبنانية بيروت”.
وأضافت الوكالة أن “عناصر من الجيش والدفاع المدني والأهالي، سارعوا إلى العمل على محاصرة النيران، “في ظل ظروف صعبة نظرا لوعورة المنطقة، حيث اتسعت دائرة النيران، بسبب الرياح، وطالت النيران العديد من المنازل على أطراف البلدة من جهة جبل مشغرة قرب حي المنشية في الحارة الفوقا”.
وفي حادثة أخرى من حوادث الشهر “الكبيس” انشطرت طائرة متجهة من دبي إلى الهند مودية بحياة أفراد من ركابها، حيث لقي 14 شخصاً حتفهم، وأصيب 15 بجروح خطيرة عندما خرجت طائرة الركاب الهندية عن مسارها لدى هبوطها وسط هطول أمطار غزيرة في الهند، وفق ما أعلنت الشرطة الجمعة.
في المنطقة العربية أيضاً، نشب حريق مساء الخميس في أحد مخابز العاصمة الأردنية عمان في منطقة وادي صقرة، وأظهر مقطع مصور تصاعد أعمدة الدخان من الموقع وتواجد كثيف لسيارات الإطفاء التي سارعت للسيطرة على الحريق.
من هناك إلى القارة الأوروبية التي نشب فيها حريق مهول بعد ظهر الخميس، وذلك في أحد أبراج مركز التجارة العالمي في بروكسل بالقرب من محطة قطار بروكسل نورد، ونجم عنه عمود ضخم من الدخان الأسود وصل إلى عنان السماء، ووفقاً لوسائل الإعلام فإن المبنى غير مشغول حالياً ولم تقع إصابات.
وبالعودة إلى الانفجارات، تحديداً في كوريا، نقلت صحيفة “ديلي إن كيه” الكورية عن مصدر داخل كوريا الشمالية، الأربعاء الماضي، قوله: إن :ما يصل إلى 15 شخصاً لقوا حتفهم في انفجار أدى إلى نشوب حريق في منزل في هييسان بمقاطعة يانغانغ”.
وأضافت الصحيفة أن “الانفجار دمر قسماً كاملاً من منازل هارمونيكا، لم يبق شيء ذو قيمة على الإطلاق داخلها، وسقط عشرات الجرحى من جراء الانفجار”.
أما سورياً، فبعد شهر تموز الذي حمل في أواخره ارتفاعاً حاداً في درجات الحرارة وتزايداً في ساعات انقطاع الكهرباء، يأتي شهر آب “اللهاب” حاملاً منذ بداياته أحداثاً موجعة كان فايروس “كورونا” محورها، حيث تزايدت حالات الإصابة في البلاد.
كذلك كثرت الوفيات وبات مشهد التوابيت علامة فارقة في دمشق، وذلك تزامناً مع حوادث أخرى، كان منها ما نشرته صفحة “فوج إطفاء طرطوس” الجمعة 7 آب، أن “حريقاً واسعاً نشب مقابل شاطئ الأحلام في المدينة حيث اشتعل الحريق في ثلاثة أماكن بعيدة عن بعضها مما تطلب استدعاء ثلاث سيارات لإطفاء الحريق”.
كل ذلك كان عالمياً وسورياً، فيما تضرر كُثر على الصعيد الشخصي من تداعيات تلك الأحداث، كل حسب ما يخطط له وما كان ينتظره، فإجراءات الحظر والعزل والتوقف عن كثير من تفاصيل الحياة أثرت كثيراً على الكثيرين، ليبقوا في حالة ترقب انتظار الانفراجات.
يذكر أن عام 2020 منذ بداياته حمل كثيراً من الوطآت على العالم، وكان عاماً ثقيلاً بما حمله من أحداث شكلت محطات مفصلية على كثير من الدول اقتصادياً وصحياً وفي كافة المناحي.
روان السيد – تلفزيون الخبر