فرح جديد.. قصة تفوق طالبة كفيفة حققت مجموع لا يصدق
لا ترى “فرح جديد” بعينيها منذ كان عمرها سنة، لكن لم يدفعها ظلام البصر إلى الاستسلام ولم يمنعها من إكمال مشوارها الدراسي بل أرادت لنور العلم أن يضيء لها طريق النجاح، ودفعتها الإرادة الماضية، للتفوق في الشهادة الثانوية في لحظة فرح غامر حملتها إلى النور والضوء.
عن بداية مشوارها الدراسي الناجح، قالت الطالبة الكفيفة فرح جديد لتلفزيون الخبر : “بدأتْ رحلتي مع النجاح في الصف التاسع بمرحلة التعليم الأساسي، حيث بلغ مجموعي حينها 304 من أصل 310” مردفة أن “أختي رغد كانت تلازمني وتساعدني طيلة مراحلي الدراسية حتى الصف التاسع، كما ساعدتني في البكالوريا ببعض المواد”.
وأكملت فرح أنه “مع بداية دراستي في المرحلة الثانوية افترقت عن أختي دراسياً لأنها اختارت الفرع العلمي، بالمقابل اخترت الفرع الأدبي، هنا بدأ مشوار والدتي معي في الدراسة الثانوية لمساعدتي ولإكمالها الدراسة معي حتى المرحلة الجامعية”.
وأشارت فرح إلى أن “والدتي بدأت بالتحضير للبكالوريا والدراسة منذ الصف العاشر لتؤسس نفسها بشكل جيد ومناسب لتقديم البكالوريا، فأصبحت والدتي تذهب معي إلى دروس “التقوية” ندرس ونحفظ ماهو مطلوب منا سويةً في المنزل” .
وتابعت فرح “طيلة دراستنا كان أبي وإخوتي يقفون بجانبنا ويساعدوننا ويحثّوننا على تحقيق النجاح والتفوق حتى صدور النتائج” مبينةً أنه ” بلغ مجموعها 208 / 220 في البكالوريا الفرع الأدبي، ومجموع والدتها 205 / 220″ .
وعن إصابتها وعدم قدرتها على الرؤية، قالت فرح : “منذ بداية مشواري الدراسي لم يكن أمر إعاقتي عائقاً في سبيل إكمال دراستي، والفضل كله يعود لعائلتي التي كنت أرى النور من خلالها، وأيضا لأساتذتي الذين وقفوا بجانبي وساعدوني وأعطوني الدروس بلا أي مقابل”.
وأردفت فرح “بالإضافة إلى مبادرة “من القلب إلى القلب” التي قدّمت وأرسلت لي المنهاج الدراسي بشكل صوتي من متطوّعين عبر تطبيق “واتس أب”، والذي أتاح لي مراجعة أي درس أريده وأقوم بحفظه”.
وعن طموحها وحلمها، أفادت فرح “أرغب بالتسجيل والدراسة في كلية الحقوق، وحلمي مذ كنت صغيرة أن أصل لمرتبة الدكتوراه في أي فرع جامعي أدرسه”.
“من الظلم لموهبة فرح أن لا تكمل دراستها وتحقق النجاح” بتلك الأحرف عبرت والدة فرح “سوسن جديد” عن عزمها وتصميمها لإكمال الدراسة الجامعية مع ابنتها لتحقيق النجاح، تقول والدتها سوسن لتلفزيون الخبر : “لم يكن أحد يستطيع الوقوف مع فرح بمشوارها في مرحلة دراستها الثانوية سواي”.
وتابعت والدة فرح بالقول “إخوتها ملتزمون بالدراسة الجامعية والثانوية ووالدها في عمله، لذا كان لا بد أن أقف وأدرس معها، والبداية كانت في الصف العاشر الثانوي” مضيفة أن “الدروس التي كانت تأخذها فرح أدرسها وأقوم بحفظها، هنا وجدت أني قادرة على الدراسة والاستمرار بعد انقطاع عشرين عاماً عنها” .
وأشارت والدة فرح إلى أنه “كان يجب ألَّا تتوقّف فرح عن الدراسة عند حدّ معين بسبب الإعاقة، لأنها تفوّقت في الصف العاشر والحادي عشر الثانوي وأحرزت المرتبة الأولى في مدرستها وكُرّمت على ذلك التفوق”.
وأضافت جديد أنه “سجَّلتُ معها في البكالوريا، وفي قسم من الدورات كنت أذهب وأحضر معها الدروس ونُمتحن بها، كنا نتعاون سوية في الدراسة وحفظ الدروس بالمنزل” .
وأفادت جديد أن “أختها رغد التي تدرس بالفرع العلمي ساعدت فرح أيضاً في المرحلة الثانوية وبالأخص بمواد اللغات لأنها كانت صعبة عليّ في بداية دراستي معها” .
ولفتت جديد إلى أنها ستكمل دراستها الجامعية مع فرح، مضيفة “والفرع الذي ستختاره سأسجّل فيه، وكل هدفي من مشروع الدراسة مع فرح هو مساعدتها في النجاح وإكمال دراستها الجامعية”.
يُشار إلى أن حالة فرح (عدم قدرتها على الرؤية) كانت تلازمها مذ كانت صغيرة بعمر لا يتجاوز سنة واحدة فقط، إلا أنها لم تكن عائقاً في طريق دراستها وتفوّقها، وذلك بوقوف عائلتها إلى جانبها ومساعدتها طيلة مراحل دراستها في التعليم الأساسي والثانوي .
علي رحال – تلفزيون الخبر – طرطوس