العناوين الرئيسيةعلوم وتكنولوجيا

ماذا تعرف عن نترات الأمونيوم التي حولت بيروت إلى “مدينة منكوبة”

هز انفجار عنيف العاصمة اللبنانية بيروت وحولها إلى مدينة من الخراب والدمار بعد أن كانت أبهى مدن المنطقة، وذلك نتيجة انفجار مستودع يحوي 2750 طنا من مادة نترات الأمونيوم مخزنة في مرفأ بيروت منذ 6 سنوات.

وكانت وزارة الصحة اللبنانية أعلنت عن وفاة نحو 80 شخصا حتى صباح الأربعاء، 5 أب، وإصابة مالا يقل عن4000 أخرين، فضلا عن الكثير من المفقودين ولا يزالون تحت الأنقاض.

حيث سمع دوي الانفجار في كامل المدينة وشعرت به قبرص، وسجل مركز الزلال الأردني على مقياس رختر أنه زلزال بقوة 4.5 درجة، فضلا عن الغازات السامة التي انتشرت في الجو، نتيجة الاشتعال، فما هي هذه المادة وماهي خصائصها وأضرارها؟

نترات الأمونيوم (Ammonium nitrate) هي مادة كيميائية متاحة تجاريا بشكل مادة صلبة بلورية عديمة اللون، تستخدم في عدة أغراض، وذلك وفقا للمكتبة الوطنية للطب بالولايات المتحدة، المركز الوطني لمعلومات التكنولوجيا الحيوية.

والصيغة الجزيئية لنترات الأمونيوم هي “NH4NO3″، وهي قابلة للذوبان في الماء، وينحل المركب إلى الميثانول والإيثانول، وتتميز بأنها تتحول إلى سائل عند ملامستها للهواء،

ولا تحترق نترات الأمونيوم بسهولة، ولكنها تحترق بشكل أسهل إذا كانت ملوثة بمواد قابلة للاشتعال، وعند احتراقها، فإنها تنتج أكاسيد النيتروجين السامة.

غاز النيتروجين المنتج بالاحتراق سيتبدد مع الوقت في الهواء، وسيتفاعل مع رطوبة الهواء، ليتحول إلى “حمض النيتريك”، الذي قد يتسبب بأضرار للمزروعات والسيارات، في ما يعرف بالمطر الحمضي.

والأمر الأخطر، أن نترات الأمونيوم مادة قابلة للاشتعال وللانفجار، وتبلغ سرعتها الانفجارية 2500 إلى2700 متر في الثانية.

وتستخدم نترات الأمونيوم في صنع الأسمدة وذلك لأنه يحتوي على نسبة عالية من الأزوت، وفي صناعة المتفجرات، وإنتاج المضادات الحيوية والخميرة، وتدخل أيضا في صناعة أعواد الثقاب والألعاب النارية.

وتتميز نترات الأمونيوم بقابليتها للتكتل، ولذلك توجد على الدوام في شكل خليط أو مزيج مع كبريتان الأمونيوم أو أملاح الكالسيوم.

ولكن انفجار بيروت، لم يكن الأول والأكبر من نوعه، فمنذ الانفجار الذي وقع عام 1921 في أوبباو الألمانية، جرى الاعتراف والتأكيد على خطورة تخزين “نترات الأمونيوم”، وضرورة اتخاذ إجراءات مناسبة للحؤول دون تسربها أو انفجارها.

حيث وقع الانفجار في 21 أيلول 1921، وأودى بحياة 500 إلى 600 ألماني، وأدى لأضرار بلغت حوالي 7 ملايين دولار (بقيمة ذاك الزمن)، ودمر 80% من المنازل في المدينة، وشرد 6500 شخص.

وكان انفجار أخر، وقع في تولوز الفرنسية عام 2001، في معمل للأسمدة الزراعية التي تعد مادة “نترات الأمونيوم” أساسية في صناعته، ووازى حجمه الانفجاري حوالي الـ40 طناً من الـ”تي أن تي”، ما أدى لسقوط 29 قتيلاً، فيما بلغ عدد الجرح بالألاف.

تلفزيون الخبر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى