الكورونا تدبك “حبي دبي” على شاطئ الرمال الذهبية في طرطوس
وسط الصورة، عشرات وربما مئات الأشخاص المحتفلين رابع أيام العيد في مجمع الرمال الذهبية السياحي في طرطوس، على أنغام “الحبي دبي” و “يا عبدو طلقني “، وفي زاوية الصورة يقف ضيف ثقيل هذا الصيف يدعى “كورونا”، تعلو وجهه الحيرة، دون أن يعيره أحد اهتماماً.
هذه الصورة الخيالية قد تحمل، مع الأسف، من الواقع الكثير، واقع شهده مجمع الرمال الذهبية في اليوم الذي أعلنت فيه وزارة الصحة في سوريا، عن أعلى حصيلة “رسمية” من الإصابات بالوباء الذي اجتاح العالم، وأرهق الناس والحكومات.
لم يمنع الانتشار المتزايد لفيروس كورونا وآلاف حملات التوعية والدعوات إلى التباعد الاجتماعي واتباع اساليب الوقاية، التي تحاول جهات طبية حكومية وغير حكومية إيصالها للناس، إدارة المجمع ومئات المصطافين من الضرب بالحائط كل قواعد السلامة في سبيل بضع ساعات من الاحتفال.
وعلى مرأى ومسمع الجهات الحكومية، كان الاختلاط، وهو العامل الأول لنقل المرض، في أوجه، في مشهد يترك المرء محتاراً، فيما لو وقعت الواقعة، على من سوف يُلقى اللوم؟ وهل ينفع اللوم حينها؟
وتداولت صفحات “فسيبوك” صوراً من الحفل الصاخب الذي أحياه المغني بهاء اليوسف، بوجود الممثل يزن السيد، وحفل آخر في نفس اليوم وفي نفس المجمع للمغني وديع الشيخ، وظهر فيه عشرات المحتفلين في المدينة التي شهدت عدة إصابات بالفيروس، وغالباً فإن معظم المصطافين قادمين من خارج المحافظة.
ومابين الاستنكار لكل هذا الاستهتار بإقامة مثل هذه الحفلات والتجمعات، وبين المدافعين عن رغبة الناس بالاحتفال، والمتحسرين على عدم قدرتهم حضور مثل هذه الحفلات التي أصبحت حلماً بعيد المنال عن غالبية فئات الشعب السوري، انقسمت التعليقات على الصور التي تناقلتها هذه الصفحات.
وجاء في التعليق الأساسي المرافق للصور المنقولة من الحفل ” لاخوف من كورونا، فإن ظهر لك أي فيروس قل له حبي دبي، دكي دح ، وسيموت بإذن الله”.
وقال أحدهم في تعليق على الصورة :” هلق الكورونا بتشوف تجمع بتتفائل وبتهجم عليهم، وبس توصل بتسمع صوت بهاء اليوسف وفرقتو الانتحارية بتموت”.
وكتب آخر ” شاطئ الرمال الذهبية ضد الكورونا.. الرمال فيه تحتوي أزيثرومايسين وفيتامين C”.
فيما سخر آخر قائلاً :” بعد شوي بتلاقي الطلاب يلي حضرت ومن نص الحفلة فاتحين موبايلاتن وعم يعلقوا ويطالبوا بتأجيل الامتحان، لأن الكورونا مثقفة موجودة بس بالجامعة وما بتطلع بتصييف”.
وبعيدا عن السخرية، أبدى كثيرون تخوفهم من نتائج هذه الحفلات والتي لن تقتصر على من حضرها، مستنكرين بأشد العبارات، السماح بمثل هذه الحفلات في هذه الظروف، ومطالبين بالكف عن الاستهتار بأرواح الناس، ومنهم أحد الأطباء الذي قال ” ناس مستهترة ولامبالية، للأسف مستوى الوعي بالبلد معدوم، خلي الناس المستهترة تجيب بهاء لما تحتاج المنفسة أو جرة أوكسجين”.
وطالت الاستنكارات الجهات الحكومية التي سمحت بمثل هذه الحفلات، وجاءت العديد من التعليقات حاملة تساؤلات حول لمصلحة من يصب السماح بإقامة هكذا حفلات في ظل انتشار الوباء التصاعدي في سوريا؟
وبشكل مشابه لهذه التجمعات، شهدت مدن سورية عديدة تجمعات بأعداد كبيرة في الحدائق ومدن الملاهي والساحات، خلال أيام عيد الأضحى، في غياب كامل لمظاهر الوقاية من الإصابة بالفيروس، رغم ما تتناقله الصفحات في مواقع التواصل الاجتماعي من صور تظهر تزايد الحالات الصعبة والمناشدات للحصول على الأوكسجين أو تأمين أسرة في المشافي.
وكانت عدة جهات قامت بافتتاح مهرجانات للتسوق الشعبي ضمن مدينة دمشق، وذكر مواطنون ممن زاروها أن الأسعار لم تشكل فرقاً شاسعاً بالنسبة لأسعار السوق، في حين شكلت مكاناً لتجمعات كبيرة في غير أوانها.