هل غادرت “الكليجة” منازل أهالي الدير هذا العيد ؟
يعيش سكان مدينة ديرالزور كغيرهم من أبناء المحافظات السورية الأخرى حياة معيشية صعبة في ظل الظروف الراهنة التي تمر على البلاد من غلاء في الأسعار وضعف في القوة الشرائية ومحدودة الدخل للأفراد وغيرها.
ويأتي عيد الأضحى هذا العام على غير عادته فلا أضاحي يتم تحضيرها كما السنوات السابقة، وذلك لارتفاع أسعارها الباهظ، والذي جعل معظم الأهالي ينصرفون عن شراء الأضحية، إضافة لغلاء أسعار الألبسة والمواد الغذائية في السوق.
تلفزيون الخبر جال في سوق مدينة ديرالزور والتقى عددا من أبناء المدينة، وقال العم أبو أحمد عن تحضيرات العيد ضاحكاً: “عن أي تحضيرات تتكلمون أنا وعائلتي لم نتحضر لهذا العيد ولم نقم بشراء أي ملابس جديدة لأبنائنا ولم نصنع الكليجة الديرية التي اعتدنا صنعها قبل أيام من العيد لنقدمها مع الشاي في صباح يوم العيد”.
وتابع أبو أحمد “لم يبقى للعيد أي بهجة بسبب ضنك العيش الذي نعيشه في ظل ارتفاع الأسعار الجنوني الذي لايتناسب مع إيراداتنا الشهرية”، مبيناً “لدي ثلاث بنات وإذا أردت شراء لكل واحدة منهم قطعة ملابس للعيد لا يتبقى في جيبي مايكفينا لشراء خبز، ماجعلنا نقوم بشراء فقط مايلزمنا للمعيشة كما باقي الأيام “.
وأضاف “إيرادي الشهري أنا وزوجتي لايتجاوز ١٢٥ ألف ليرة والذي لايكفي لشراء ملابس للعيد ولا صنع أو شراء حلويات العيد كما اعتدنا، كون الأسعار مرتفعة جداً ولم يعد بمقدورنا سوى شراء فقط مانحتاجه من المواد الأساسية للمعيشة، لذلك اقتصرت عيديتنا على فنجان من القهوة “.
وفي جولة أخرى على حي القصور، التقى تلفزيون الخبر السيدة يسرى (ربة منزل)، والتي كانت تحمل بعض الأكياس، لتقول: “قمت بشراء بعض الأدوات اللازمة لصنع “الكليجة الديرية” التي نشتهر بها كوني وعدتُ عائلتي بصنع الكليجة هذا العيد”.
وأكملت يسرى “كنا في السابق نبدأ قبل عدة أيام بصنع حلويات العيد من المعمول والبسكويت والكليجة المحشية بالتمر والجوز ولكننا الآن بالكاد نصنع الكليجة السادة نظراً لارتفاع سعر السكر والسمن والزيت والتمر وغيرها من المواد اللازمة لصنع اي نوع من انواع الحلويات”.
وتابعت ضاحكة “العيد و الكورونا لا يتفقان، أصبحنا نشعر بالخوف بعد أن بدأت تزداد حالات المصابين بفيروس كورونا لذلك سأحاول قدر المستطاع شراء الاحتياجات الأساسية لكي أبقى أنا وعائلتي في المنزل خلال أيام العيد وبعيداً عن التجمعات التي تحدث في العيد”.
وفي سؤال لأحد أصحاب المحال التجارية المخصص لبيع الألبسة النسائية تحدث لتلفزيون الخبر أن” الإقبال على شراء الألبسة ضعيف جداً والحركة الشرائية تكاد لاتذكر نظراً لارتفاع الأسعار التي جعلت عملية البيع ضعيفة من قبل الأهالي”.
وبين أنه “عند قدوم الزبائن للاطلاع على أسعار الملابس المعروضة يتفاجؤون ويرددون ..ماهذا الارتفاع الجنوني ويخرجون من المحل بلا عودة”.
وأكمل “حالي كحال باقي أصحاب محلات الألبسة وغيرها، فعندما ارتفع سعر صرف الدولار مقابل الليرة السورية رفع التجار علينا أسعار البضائع التي نقوم بجلبها من باقي المحافظات”، مبينا أنه “لاتوجد قطعة ملابس أقل من ١٣٠٠٠ليرة سورية وهذا ماأدى إلى انصراف معظم الأهالي من شراء ملابس العيد”.
الجدير بالذكر أن “ارتفاع الأسعار في الآونة الأخيرة جعل أهالي الدير يعيشون حياة متقشفة بعيدة عن شراء الملابس واللحوم بأنواعها والفواكه وغيرها من المواد و الإكتفاء فقط ببعض أنواع الخضار والقليل من المواد الأساسية الأخرى، حالهم كحال باقي المحافظات السورية في ظل ارتفاع الأسعار الجنوني التي جاء بعد ارتفاع سعر صرف الدولار مقابل الليرة السورية “.
حلا المشهور – تلفزيون الخبر – ديرالزور