شهيد الواجب الإنساني.. وفاة الطبيب السوري باسم عمران بفايروس “كورونا” في السعودية
نعت مشفى “تداوي” في الدمام بالسعودية قبل أيام الطبيب السوري باسم صلاح عمران، الذي كان يعمل ضمن طاقمها الطبي بعد وفاته إثر إصابته بفايروس “كورونا، ووصفته بشهيد الواجب الإنساني، ودفن في مقابر الشهداء في مدينة الخبر السعودية.
الدكتور باسم من مواليد طرطوس عام 1977 هو ابن بيت علم، فوالده مدرس ووالدته مدرسة، وكانوا دائماً تواقين ليكون أبناؤهم في أعلى درجات العلم، بحسب ما روى أيمن عمران شقيق الطبيب الراحل لتلفزيون الخبر.
وأضاف عمران “تعلم أخي في مدارس طرطوس، وكان دائماً من المتفوقين والأول على المدرسة، ودخل كلية الطب في دمشق عام 1996 وتخرج منها في العام 2001 باختصاص النسائية، ليعمل في مشفى التوليد بطرطوس بصفة طبيب مقيم حتى عام 2006، كما عزز اختصاصه بأحد مشافي دمشق خلال فترة الاختصاص”.
وتابع شقيق الطبيب الراحل “قام بفتح عيادة في طرطوس لعدة سنوات، وفي عام 2009 سافر إلى السعودية بحثاً عن الرزق، وكان في المنطقة الجنوبية في الطائف، ثم انتقل إلى الدمام هو وزوجته الدكتورة ميسون حبيب، حيث عملوا في مشفى “تداوي” في الدمام معاً”.
وتحدث عمران عن أن “أخاه الطبيب الراحل كان سباقاً دائماً لمد يد الخير والمساعدة لكل من يحتاج، فكان له الفضل الأكبر في مساعدة أهله وأخوته ورفاقه في الغربة وهذا كان معروف عنه دائماً”.
أما عن دوره في فترة انتشار فايروس “كورونا”، قال عمران: “في بداية شهر نيسان من هذا العام ازدادت الإصابات في مرض كورونا في السعودية وفي المنطقة التي يعمل بها، ومع مرور الأيام ازداد عدد الإصابات في المشفى التي يعمل بها لدرجة أن عدد لا بأس به من الطاقم الطبي سواء أطباء أم ممرضين أصيبوا بالفايروس”.
وأكمل عمران “ما أدى إلى نقص في الكادر الطبي وهذا استدعى الفريق الطبي أن يعمل على أكثر من جبهة وكان هو في قسم الطوارىء، حيث كان يأتي إلى القسم مرضى من كل صوب ومعظمهم كانوا مصابين بالفايروس”.
وأشار إلى أن “الطبيب عمران كان من المندفعين دائماً لتقديم يد المساعدة، وفي إحدى الليالي كان ضمن مناوبته، جاءت له امرأة مصرية حامل في الشهر السابع وكانت تختنق لإصابتها بالفايروس، فلم يقف لحظة واحدة واندفع لإنقاذها، حيث قام بإنعاشها وبقي معها أربع ساعات حتى تحسنت وعاد تنفسها، ووضعت وليدها في شهره السابع، ووضعت على المنفسة لمدة أسبوع ونجت من الموت”.
وأضاف “رغم كل الحذر واللباس الواقي والتعقيم، إلا أن الفيروس تمكن من الدخول إلى المجرى التنفسي للطبيب عمران ولكن جهازه المناعي وصل إلى الإنهاك ولم يتمكن من التغلب على الفيروس، فانتشر ووصل إلى رئتيه وفتك بهما، ولم يتمكن الأطباء من إنقاذه ووافته المنية في يوم الأحد صباحاً 26 /تموز الماضي.
وروى عمران أن “الطبيب كان يمنح إجازاته لزميله في قسم الطوارئ في الفترة التي سبقت وفاته نظراً لإصابة ابنته بالسرطان وانشغاله بها”.
وكان الطبيب الراحل باسم عمران خلال مسيرته المهنية في الاختصاص، ترجم وأعد أحد أهم كتب الفحص في البورد السوري (الجامع في التوليد، وأسئلة الوليامز) تحت إشراف الدكتور صلاح شيخة و لا زال الطلاب إلى يومنا هذا يشكرون الدكتور باسم على جهوده.
الطبيب الراحل باسم صلاح عمران متزوج من الدكتورة ميسون حبيب أخصائية نسائية، وأولاده نايا، ومحمد، وتاليا.
تلفزيون الخبر