“لبيك اللهم لبيك” يسمعها الدمشقيون من الشرفات فقط هذا العيد وترفع معها صلواتهم الى السماء
تستعد العائلات في دمشق لقضاء عيد الأضحى بطريقة مشابهة لعيد الفطر في ظل استمرار جائحة كورونا وارتفاع عدد الإصابات بنسبة كبيرة مقارنة مع عددها ما قبل عيد الفطر.
“الحلويات سنصنعها في المنزل، والزيارات ستقتصر على المقربين فقط وقد نلغيها” بهذه الكلمات وصفت السيدة أم محمد وهي من سكان دمشق القديمة، استعدادها للعيد، مبينة لتلفزيون الخبر أن “صحتها وصحة عائلتها، هي الأهم من صلة القربى التي يمكن وصلها عبر أي وسيلة اتصال”.
“بأي حال عدت يا عيد!” يقول العم (أبو سعيد) لتلفزيون الخبر : “لا شيء يسير على طبيعته وخصوصاً عندما يتعلق الأمر بالتجمعات واللقاءات الشخصية التي ننتظرها بفارغ الصبر كل عام، فاللقاءات خلال العيد لها نكهتها المختلفة عن باقي أيام العام”.
“لبيك اللهم لبيك.. سنسمعها هذا العام من الشرفات”، يتحدث سعيد عن حسرته في ظل هذه الظروف الاستثنائية مضيفاً: “لن نتمكن من أداء صلاة العيد في المساجد أو الساحات كما جرت العادة، تماماً كما حصل في عيد الفطر”.
حيث أعلنت وزارة الأوقاف تعليق صلاة عيد الأضحى المبارك في محافظتي دمشق وريف دمشق فقط، لارتباطها ببعض العادات الاجتماعية المؤدية للتزاحم.
للأسعار قصة أخرى..
حال سكان العاصمة السورية كحال قاطني باقي المحافظات الذين حرمهم ارتفاع الأسعار من معايشة طقوس العيد، فالعم “أبو أحمد” صاحب محل ألبسة في سوق الحميدية أحد المتأثرين سلباً من الأسعار يقول: “حركة البيع والشراء هذا العيد خفيفة جداً، العالم متخوفة من الأسعار، ونحن متخوفون من كساد البضاعة أو سنخسر أرباحنا”.
وفي جولة لمراسل تلفزيون الخبر على بعض الأسواق في دمشق، لوحظ كثرة السؤال عن أسعار الألبسة و”المفاصلة” من قبل الزبائن التي تنتهي غالباً بالعزوف عن الشراء، وهنا تقول (أسماء): “سأنتظر لبعد العيد.. جميع المحال ستعرض بضاعتها بالتنزيلات وسأشتري القطعة بسعر أقل، طالما أننا سنبقى أيام العيد في المنزل، قد أشتري قطعة من البالة وأكتفي بها”.
وتثني على هذه الفكرة (رشا) التي أضافت: “نحزن على وضع الأطفال.. أتذكر حماسنا ونحن صغار للعيد.. كنت أعرف دائما أنني سأحصل على شيء جديد أو عيديّة على الأقل في كل عيد”.
فيما يقول “أبو صلاح” وهو لحام في مدينة دمشق: “ارتفاع الأسعار أثر علينا من ناحية قلة الطلب على الأضاحي واللحوم بشكل عام.. هذا العيد كان يعتبر الموسم بالنسبة لنا”.
ورغم تشديد الفريق الحكومي في تصريحاته وتراخيه بقراراته، رميت الكرة بملعب وعي المواطنين، وأعلنت الكثير من المطاعم في دمشق عن برامج فنية خلال أيام العيد الأربعة والتي يتوقع أن تشهد ازدحام.
وعلى خلاف الحالة في عيد الفطر، الحركة عادت إلى المدينة الآن، وبدأ التزايد الواضح في تسجيل الإصابات بالفيروس، ما دفع الناس للبدء بارتداء الكمامات تزامنا مع حالة الذعر التي بدأ تغير من شكل الحياة والاحتفالات، فلم يعد يعني العيد للكثيرين سوى أيام من العطلة والاسترخاء في المنزل. خاصة وأن الشارع يحكي عن أعداد إصابات تفوق عشرات الأضعاف ما تصرح عنه الارقام الرسمية كنتيجة للمسحات.
غنوة المنجد – تلفزيون الخبر – دمشق