بعد تدمر .. ظهور التبغ السام في اللاذقية.. وفرق التقصي تطالب المزارعين بالإبلاغ عنه مباشرة
قال رئيس دائرة وقاية النبات في مديرية زراعة اللاذقية الدكتور إياد محمد لتلفزيون الخبر: “ظهرت في منطقة اللاذقية آفة زراعية جديدة وهي نبات التبغ الأزرق أو التبغ الخبيث الكاذب”.
وأضاف محمد” أن فرق التقصي سجلت خلال متابعتها الميدانية وجود شجرتين في منطقة اللاذقية، بالإضافة إلى عدة نباتات متفرقة حوله”.
وعن الاجراءات التي تعاملت فيها فرق التقصي، أشار محمد الى أنه “تم قلع الشجرتين والنباتات المتفرقة وحرقها وأثناء قطع النباتات تم العمل على تكميم العناقيد الزهرية بأكياس بلاستيكية مع إحكام غلقها، وذلك لتجنب سقوط المزيد من البذور على الأرض وتغطية بقايا النبات بالمبيدات حتى لا تعاود النمو مرة أخرى”.
وبيّن محمد أن نبات التبغ الأزرق هو نبات قوي يتحمل درجات الحرارة العالية والجفاف وقلة الامطار وينبت على ارتفاعات شاهقة وحتى في المنحدرات الصخرية، وخطورته أنه نبات سام غازٍ يستعمر الأراضي، ويحل محل الأنواع الأصلية التي تنمو بها”.
وأضاف محمد: “لا تحتوي أجزاء التبغ الكاذب على النيكوتين كما في التبغ الحقيقي، ولكنها تحتوي على مركب قلوي شبيه به أشد سمية ويسمى الأناباسين، ونظرا لاحتواء أجزاء النبات المختلفة على تراكيز مرتفعة من الاناباسين فإن ابتلاع أي كمية منه قد ينتج عنها تسمم قاتل للإنسان وللحيوان بما في ذلك الأغنام و الدواجن في حال تناوله”.
وبيّن محمد أن نبات التبغ الأزرق غريب عن المنطقة، وظهر أول مرة في سوريا منذ شهر في حمص وتدمر، مشيرا إلى أنه تم انتقاله إلى اللاذقية عبر نقل التربة أو نقل أجزاء نباتية يكون نبات التبغ الأزرق أو بذوره بجانبها قبل عملية النقل”.
ودعا محمد المزارعين إلى “توخي الحذر، وفي حال مشاهدتهم لهذا النوع من النبات سواء في حقولهم أو على أطراف الطرقات، أن يقوموا مباشرة بإعلام أقرب وحدة ارشادية ليتم التخلص منه، وعدم نقل بذور هذا النبات من مكان لآخر”.
وأكد محمد أن “فرق تقصي من دائرة وقاية النبات تقوم بمتابعة ميدانية للتقصي عن وجود التبغ السام في كل من مناطق القرداحة وجبلة والحفة للتخلص منه”.
وعن أعراض التسمم بالتبغ الأزرق، أكد محمد أن “ابتلاع كميات من بعض أجزاء النبات تتسبب في ظهور سلسلة من الأعراض المرضية التي تبدأ بزيادة في إفراز اللعاب ثم الشعور بالدوار و الدوخة ثم اضطراب الحركة والرؤية و السمع والشعور بالرهبة من الضوء ثم الشعور بالغثيان ومن ثم التقيؤ والاسهال يتبع ذلك ضيق في التنفس وتشنجات وتقلصات عصبية وعضلية ثم الموت”.
وتابع محمد: “هناك تقارير علمية مثبتة سجلت عدة حالات لأشخاص حدث لهم تسمم حاد ثم الوفاة نتيجة تناول لأجزاء من نبات التبغ الكاذب بالخطأ، حيث قاموا بجمع أوراقه بالخطأ وهو لايزال صغيراً غضاً طرياً مع بعض النباتات المأكولة وطبخوها وأكلوها”.
وتابع محمد: “ترك هذا النبات ينمو عشوائياً بجانب الطرقات والبيوت يمثل كارثة صحية وقد يؤدي تناول أجزاء منه أو استنشاقه للموت، ناهيك عما يشكله من كارثة بيئية إذا ترك ينمو وينتشر بشكل سريع وينتج ملايين البذور، و بالتالي يخشى أن يستعمر الأراضي ويطرد النباتات الأصلية”.
ونبات التبغ الازرق او الخبيث السام هو نبات شجيري دائم الخضرة ينمو إلى ارتفاع قد يصل إلى 6 أمتار وله أفرع عديدة وأوراقه متبادلة محمولة على أعناق ملساء عصيرية ومغطاة بطبقة شمعية شكلها بيضاوي أو رمحي لونها أخضر يميل للزرقة وطولها يتراوح بين 5 – 25 سم.
ويتميز التبغ الازرق عن العادي بأن أزهاره لونها أصفر يميل للخضرة، وتنتظم على هيئة عناقيد زهرية وتاج الزهرة اسطواني الشكل مع فصوص قصيرة في الطرف، طولها يتراوح بين 3- 4 سم، وتكون ثماره على هيئة كبسولات بيضاوية الشكل ذات صمامين تحتضن بداخلها كميات هائلة جدا من البذور الصغيرة.
ويتراوح الانتاج السنوي للشجرة الواحدة بين 10000 – 10000000 بذرة وفقا للعمر والحجم ونسبة حيوية البذور (قابليتها للانبات ) مرتفعة جدا قد تصل الى 100% .
والجدير بالذكر أن الموطن الأصلي للتبغ الأزرق هو أمريكا الجنوبية وتحديدا وسط وشمال غرب الارجنتين وبوليفيا، ثم غزا بعد ذلك مناطق واسعة في المكسيك وأمريكا الشمالية وتم تسجيله في مناطق واسعة من افريقيا وفي دول حوض البحر الابيض المتوسط .
تلفزيون الخبر – اللاذقية