ماذا تعرف عن “القلق المرضي” ؟
تطلق تسمية اضطراب القلق المُفرِط، أو القلق المرضي، على حالة القلق الزائد من كون الشخص مريضاً أو أن يصبح مريضاً بحالة خطيرة، وربما لا يكون لديه أي أعراض جسدية.
ويشمل ذلك أيضاً الاعتقاد بأن أحاسيس الجسم الطبيعية أو الأعراض الطفيفة هي علامات لمرضٍ خطير، على الرغم من نفي الفحص الطبي لوجود أيِّ حالات مرضية خطيرة، وهو حالة من القلق التي ترتاب السوريين مؤخراً بعد ازدياد حالات الإصابة بفيروس “كورونا”.
ويبين أطباء فريق “ميددوز” الطبي، لتلفزيون الخبر، أنه “من الممكن أن يعيش المصاب بالقلق المرضي في حالة قلق شديد من أنَّ أحاسيس الجسم، مثل النَفَضانِ العَضَلِيِّ أو الإرهاق قد تسبب الضيق الشَّديد الذي يمكن أن يُعطِّل حياته”.
ويضيف الأطباء أن “هذا الاضطراب يعد حالة طويلة الأمد ممكن أن تتبدل في شدَّتها، وممكن أن تزيد مع التقدم في السن أو في أوقات الإجهاد”.
ويشرح الأطباء أن “الأعراض تتمثل بالشعور بأن الشخص مريض بشكل خطير، وهذا بناءً على الاعتماد على ظهور أعراض تتمثل في أحاسيس الجسم الطبيعية كإصدار أصوات من المعدة أو أعراض بسيطة مثل الطفح الجلدي الطفيف وكذلك الانشغال بالإصابة أو التعرض للإصابة بمرض خطير أو حالة صحية خطيرة”
ويضاف إلى ما سبق “الشعور بقدر ضئيل من الاطمئنان أو عدم الشعور بالاطمئنان مطلقاً من زيارات الطبيب أو القلق بشأن وجود خطر للتعرض للإصابة بحالة طبية معينة نتيجة انتشارها في العائلة، مما يزيد من صعوبة أداء امهام العادية والفحص المتكرر للجسم بحثاً عن علامات تدل على وجود مرض ما.
ويؤدي القلق المرضي إلى تحديد المصاب مواعيد طبية بشكل متكرر للاطمئنان أو تجنب اللجوء للحصول على أي رعاية طبية خشية معرفة وجود إصابة بمرض خطير.
ومنها أيضاً “تجنب الناس أو الأماكن أو الأنشطة خوفًا من خطورة التعرض لأي مخاطر صحية، والتحدث باستمرار عن صحتك والأمراض التي يمكن أن تصيب الشخص وأخيرا يلجأ إلى البحث وبشكل متكرر عن أسباب الأعراض أو الأمراض المحتملة على الإنترنت”.
وترجع أسباب القلق المرضي، بحسب الأطباء، إلى عدة عوامل مؤهبة، منها “المعتقدات فقد يواجه الشخص وقتاً صعباً لتحمل عدم التأكد من أحاسيس جسده غير المريحة أو غير العادية، ويدفعه هذا إلى الاعتقاد بأن كل أحاسيس جسده تدل على مشكلة خطيرة”.
لذا يبحث الشخص عن أدلة تؤكد أن لديه مرضاً خطيراً، كذلك من المحتمل أن يشعر بالقلق حيال صحته إذا كان والداه يقلقان بشدة بشأن صحتهما أو صحته.
بالإضافة إلى وجود تجارب ماضية له مثل تجربة الإصابة بمرض خطير في طفولته، ما يسبب له أحاسيس بالخوف.
ويبدأ اضطراب قلق المرض في مرحلة البلوغ المبكرة أو المتوسطة ومن الممكن أن يزداد سوءاً مع تقدم السن، وفي الكثير من الأحيان بالنسبة للأفراد الأكبر سنّاً ينصب القلق المتعلق بالصحة على الخوف من فقدان الذاكرة.
ويهدف علاج القلق المرضي إلى المساعدة في إدارة القلق حول الصحة وتحسين القدرة على العمل في الحياة اليومية، وتتضمن المعالجات العلاج النفسي السلوكي والذي يُدعى أيضاً بالعلاج بالحوار ويكون مفيداً في اضطرابات القلق من المرض و تُضافُ الأدوية أحياناً مثل مضادات الاكتئاب وحالات القلق.
كما تساعد التمارين الرياضية خصوصاً تمارين الاسترخاء في التقليل من القلق كذلك يجب تجنب الكحول والمخدرات وتجنب البحث بشكل متكرر على الإنترنت عن الأمراض المحتملة.
تجدر الإشارة إلى أن الجو المرضي المحيط يؤدي إلى تأهب حالة المصابين بالقلق المرضي، مما يفسر شعور الكثير من الناس بأعراض يتكرر سماعهم عنها أو رؤية مصابين فيها.
تلفزيون الخبر