حول عرضه الثاني “المنديل”.. المخرج “بسام حميدي”: الحب أهم من البصر
يواصل المخرج “بسام حميدي” اشتغالاته في المسرح البصري الراقص من خلال عرضه الثاني “المنديل” الذي يركز من خلاله على موضوعة البصر والبصيرة، والانقلابات الدرامية الحاصلة على حبيبين تحققت أمنيتهما بالإبصار بعدما خُلقا أعميين.
النوازع النفسية بين العمى والرؤية، بين الحلم وصدمات الواقع، بين جماليات المخيلة ونقيضها الواقعي، وضعت الثنائي في جدلية درامية حادة، جعلتهما يتنازلان عن رغبتهما العارمة في الإبصار، بمقابل الحفاظ على حميمية اللحظات التي كانا يتلمسانها بكامل شهدها قبل أن يزول عماهما.
السمة الأبرز في هذا العرض لم تكن الاشتغال الدرامي بقدر السينوغرافيا وتقنية الأبعاد الثلاثية على الخشبة، بما هيَّأته من مناخات مُبهرة، احتضنت الراقصَين “خاجيك كجه جيان” و”سماح غانم”، وجعلتهما ككائنين من ضوء، يتَّسمان بكل صفاته، من الإبهار أحياناً والخفوت في أحيان أخرى، الخفة والثقل، القوة والضعف، اللطف والقسوة،…
وفي حديث خاص لتلفزيون الخبر قال المخرج “بسام حميدي” بأن استفاد من عرضه السابق “ضوء القمر” وبنى عليه، مُركِّزاً هذه المرة على الإحساس من خلال البصيرة، وتطويع ذلك بصرياً ودرامياً، بالاتكاء على نص تم كتابته فيما بعد بشكل تقني ليلائم طبيعة العرض.
وأوضح “حميدي” أن الخط الدرامي ضمن “المنديل” ليس أساسياً، إذ يغلب الجانب البصري عليه، ويغلِّفه، والتَّحدي الأكبر، كان بتطويع التقنية الحديثة في خدمة الدراما، وملامسة أحاسيس المتفرجين وتفعيل الجانب الإنساني ضمن العرض.
ولتحقيق ذلك كان “حميدي” كما صرح لتلفزيون الخبر أمام خيارين: “أن نحضر ممثلين وندربهم على الرقص، أو نعتمد على راقصين وندربهم على التمثيل، لجأنا إلى الخيار الثاني، لإيماننا بأن الراقص يشعر أكثر بالموسيقى والغرافيك والإضاءة وقادر على التعبير بطريقة أفضل”.
وأوضح المخرج أن الغرافيك كان أساس عرضه، لأنه في العروض البصرية ثمة تكامل بين الغرافيك والإضاءة والمشهدية بشكل كامل، لإيصال الرؤية البصرية إلى المتفرج، مع تأكيده على أن استخدام الغرافيك يتطلب من الممثل أن يكون دقيقاً في تعامله مع أبسط التفاصيل، ورهيفاً في تعاطيه مع جميع مكونات العرض.
وأكد “حميدي” بأن الموسيقا كانت أداة أُخرى للتعبير والتفسير، وتمت مواءمتها من قبل “نزيه أسعد” مع تصاعد الدراما، مشهداً بعد مشهد، بحيث تندغم مع جميع مفاصل العرض الأخرى، لاسيما أجساد الراقصين كمنبع آخر للدراما امتد على نحو سبع رقصات، كل منها تمثل حالة من حالات الفكرة العامة.
وأوضح رئيس دائرة الإضاءة في مديرية المسارح بأن نص العرض كتبته كسيناريو “عبير عودة”، وصمم الحركة “نورس عثمان” الذي قام بتدريب الراقصين، بينما كانت الإشراف الدرامي لعروة العربي، مبيناً أن كل ذلك بغية إيصال رسالة بأن الحب والسلام والأمان أهم بكثير من البصر، وبأن السعادة لا ترتبط بالرؤية.
يذكر أن “المنديل” هو العمل الإخراجي الثاني لبسام حميدي بعد عرضه “ضوء القمر” وشارك فيه بتصميم الغرافيك والمؤثرات البصرية “أسامة الخضر” و “أحمد موره لي”، وبتصميم الديكور “محمد كامل”، أما الإضاءة فصممها “جواد أبو كرم”، بينما الأزياء فكانت بتوقيع “أحمد منصور”.
بديع صنيج- تلفزيون الخبر