السوريون يأكلون الحصرم بعد أن “أضرستهم” الأسعار
تحول اسم رحلة التسوق اليومية عند السوريين إلى اسم آخر هو رحلة البحث عن البدائل، فالأسعار التي تلهب أيامهم والمتواطئة مع شمس تموز، فرضت عليهم اتباع استراتيجيات جديدة، أو استعادة عادات اقتصادية قديمة مجبرين.
دون تردد تمد “أم أيمن” يدها إلى “فلينة” الحصرم التي تعلو أخرى تحوي الليمون، فلائحة السعر التي تقفز من 800 ليرة للحصرم إلى 5000 لليمون، تجعلها لا تحتاج إلى التفكير مطولاً لاختيار ما سوف تستخدمه السيدة لصنع السلطة.
تقول لتلفزيون الخبر: “مع أن نزلات السوق قلّت، وباتت تقتصر على أصناف ضرورية محدودة، لكنها عملياً أصبحت أطول وتأخذ وقتاً أطول في البحث والتنقل بين المحال للبحث عن أرخص الأسعار، فكل بقالية لها أسعار مختلفة”.
وتضيف “جاء موسم الحصرم ليشكل بديلاً فعلياً وجيداً عن الليمون الذي بات من الكماليات، ومع أن صناعة عصير الحصرم ليست جديدة علينا وتعلمناها من أمهاتنا، لكننا الآن نلجأ إليها مجبرين”.
على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، انتشرت عروض زجاجات عصير الحصرم، منافسة بأسعارها وتوفيرها الليمون، فثمن الزجاجة المصنوعة منزلياً لا يتجاوز ال 2000 ليرة سورية، وهي تكفي لفترة طويلة نسبياً.
ومنذ بداية موسم الحصرم الذي يكثر في الريف السوري، بدأت السيدات عبر هذه المواقع بتبادل الوصفات وطريقة تحضيرها السهلة منزلياً، كما لجأن إلى تعريف اللواتي لم يستخدمنه مسبقاً على هذا المنتج المحلي بموسمه القصير.
ويدفع موسم الحصرم القصير نسبياً إلى إيجاد طريقة لتخزينه أطول فترة ممكنة، وفي هذا الصدد تقول جيهان (ربة منزل)، لتلفزيون الخبر إن “عصير الحصرم سهل التحضير ونسبة الهدر قليلة ويمكن حفظه فترة طويلة، دون أن تغيّر على طعمه وفوائده الكثيرة، بعكس عصير الليمون الحامض الذي يحتاج لطريقة حفظ خاصة للحفاظ على طعمه و فوائده”.
وتتابع “يجب غلي الحصرم وهرسه للحصول على سائل، وحتى بقايا الحصرم المهروس يمكن عصره بواسطة عصارة يدوية، ثم تمليحه وحفظه في مرطبانات زجاجية، أو تشميسه بعد تمليحه وفي هذه الحالة يمكن حفظه مدة طويلة”.
وتشير السيدة إلى أن “عصير الحصرم بديل ممتاز لليمون والخل ودبس الرمان، ويستخدم في السلطات والطبخ وتحضير عصير للشرب، وهو مفيد جداً”.
من ناحيته، يقول أبو قيس (صاحب بقالية ومحل خضار) إن “الإقبال على الحصرم هذا العام تجاوز الأعوام السابقة، وارتفاع سعر الليمون خاصة في غير موسمه، دفع الناس إلى استبداله بمنتج آخر صحي واقتصادي أيضاً”.
وفي الحديث عن البدائل، شهدت الأسواق السورية انتشار منتجات “الفرط” مثل سائل الجلي ومسحوق الغسيل والشامبو والمعسل وغيرها، والتي وجد السوري نفسه مجبراً على اقتنائها أمام أسعار المنتجات المعروفة التي تجاوزت قدرته بكثير، وأضرسته أكثر من الحصرم”.
يذكر أن الحصرم هو ثمار العنب التي يتم قطفها قبل بداية النضج، حيث تكون نسبة الأحماض العضوية فيها أعلى ما يمكن، ونسبة السكريات أقل ما يمكن، ويمتلك فوائد عصير العنب، حيث يمتلك قدرة مضادة للأكسدة، وذات تأثير مضاد للبكتريا والفطور، وقدرة مضادة للفيروسات والقرحة، كما تشير مواقع طبية.
رنا سليمان _ تلفزيون الخبر